يعدّ المنطاد الصيني، الذي حلّق فوق الأراضي الأميركية، مسبباً تأجيل زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى الصين، أداةً يوجّهها الذكاء الاصطناعي، ووفقاً للخبير في مناطيد المراقبة في مركز أبحاث «ماراثون إنيسياتيف» في واشنطن، وليام كيم، فإن هذه الأجهزة تعد أدوات مراقبة قوية من الصعب إسقاطها. وأشار كيم إلى أن مظهر المنطاد الصيني يشبه شكل منطاد الأرصاد الجوية العادي، إلا أنّ هناك بعض العناصر المختلفة، وتتكوّن حمولته الضخمة التي يمكن رؤيتها بوضوح، من أدوات إلكترونية للتوجيه والمراقبة، بالإضافة إلى الألواح الشمسية لتشغيلها، ويمكن أن يحمل المنطاد تقنيات توجيه لم يتمّ اعتمادها بعد لدى الجيش الأميركي. وأشار إلى أنّه مع تقدّم الذكاء الاصطناعي، بات من الممكن الآن توجيه المنطاد عبر تغيير الارتفاع للوصول إلى نقطة مناسبة للعثور على رياح تدفعه نحو الوجهة المطلوبة، وقبل ذلك، كان يجب توجيهه من الأرض بكابل، على أن يتوجّه إلى حيث تأخذه الريح. وأضاف أن المناطيد تتمتّع بالعديد من المزايا، منها قدرتها على الهرب من الرادار، كما أنها مصنوعة من مواد لا تعكس الضوء، فهي ليست معدنية، ولذا حتى لو كانت كبيرة إلى حدّ ما فسيكون اكتشاف وجودها صعباً. وأضاف: «بما أنّ أجهزة التجسّس والحمولة الصافية لهذه الأجهزة تعدّ صغيرة، فهي يمكن أن تمر من دون ملاحظة، كما أن المناطيد تتمتع بميزة الحفاظ على موقع ثابت فوق الهدف الذي تريد مراقبته، خلافاً للأقمار الاصطناعية التجسسية التي يجب أن تبقى في المدار». وبسؤال الخبير عن إمكانية أن يكون المنطاد قد وصل إلى الولايات المتحدة عن طريق الخطأ؟ أجاب: «هذا احتمال حقيقي، فمن الممكن بالفعل أن يكون المنطاد الصيني قد أُرسل في البداية لجمع البيانات خارج الحدود الأميركية أو أعلى من ذلك، قبل أن يتعطل، هذه المناطيد لا تعمل دائماً بشكل مثالي»، مشيراً إلى أنّ المنطاد الصيني حلّق على ارتفاع 46 ألف قدم تقريباً فوق سطح الأرض، مقابل 65 ألفاً إلى 100 ألف قدم عادةً لهذا النوع من الأدوات. وحذّر كيم من أنّ إسقاط المنطاد ليس سهلاً كما يبدو، فهو يعمل بالهيليوم ولا يمكن إطلاق النار عليه وإشعال النار فيه، لأنه ليس به أشياء تنفجر، مشيراً إلى أنه في حال ثقبته، فسينكمش ببطء شديد. وأشار إلى أنه في عام 1998 أرسل سلاح الجو الكندي طائرة «إف 18» مقاتلة في محاولة لإسقاط منطاد أرصاد جوية انحرف عن مساره، واستهدفوه بنحو 1000 طلقة من عيار 20 ملم. واستغرق الأمر ستة أيام قبل أن ينزل إلى الأرض. • المناطيد تتمتّع بقدرتها على الهرب من الرادار، كما أنها مصنوعة من مواد لا تعكس الضوء، فهي ليست معدنية، ولذا حتى لو كانت كبيرة إلى حدّ ما، فسيكون اكتشاف وجودها صعباً. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :