نفذ الجيش الأمريكي، الليلة الماضية، عملية إسقاط للمنطاد الصيني، الذي ظل يحلق منذ أيام عدة فوق سماء الولايات المتحدة، وتسبب بتصعيد في العلاقات بين واشنطن وبكين، لدرجة إلغاء زيارة كانت مقررة لوزير الخارجية الأمريكي توني بلنكين إلى بكين. وأظهرت لقطات فيديو لحظة قيام مقاتلة حربية بإسقاط المنطاد الصيني، قبالة ساحل كارولينا الجنوبية، فيما ستبدأ القوات الأمريكية الموجودة على الأرض عملية لاستعادة الحطام. وفي وقت سابق، أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية أنها أغلقت المجال الجوي في أجزاء من ولاية كارولينا الشمالية وكارولينا الجنوبية، لـ«دعم وزارة الدفاع في جهد يتعلق بالأمن القومي». وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأن الرئيس جو بايدن أعطى الضوء الأخضر لإسقاط المنطاد، مشيرة إلى تحرك سفن حربية ومقاتلات إلى موقع المنطاد. وظل أعضاء الكونغرس والمرشحون الجمهوريون للانتخابات الرئاسية 2024، منذ الخميس الماضي، يضغطون علناً على إدارة بايدن لإسقاط المنطاد على الفور. وردّ الرئيس الأمريكي، أمس، على سؤال عما إن كانت الولايات المتحدة ستسقط المنطاد الصيني، وقال «سنتولى أمره». وكان بايدن يميل إلى إسقاط المنطاد فوق الأرض، عندما تم إبلاغه به لأول مرة الثلاثاء الماضي، لكن مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) نصحوا بعدم القيام بذلك، محذرين من أن هناك خطراً محتملاً على البشر على الأرض يفوق تقييم المكاسب الاستخباراتية الصينية المحتملة. وأثار «البالون الصيني» في سماء الولايات المتحدة مخاوف أمنية قومية ودبلوماسية، ما زاد من توتر العلاقات بين واشنطن وبكين. وبحسب وسائل إعلام أمريكية، رصد أول من أمس المنطاد الذي قدرت وزارة الدفاع الأمريكية أنه مخصص لأغراض «التجسس»، فوق كارولاينا الشمالية على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وشوهد فوق ولاية مونتانا الأربعاء ثم واصل مروره. وشوهد أمس فوق نورث كارولاينا. نفي وأقرت بكين بأن المنطاد تابع لها، لكنها نفت مسألة التجسس وأكدت أنه «مدني ويستخدم لأغراض البحث وخصوصاً للأرصاد الجوية». وأضافت: «بسبب انجراف الرياح الغربية وبسبب قدرات التوجيه المحدودة، ذهب المنطاد بعيداً عن المسار المخطط له». وأعرب الناطق باسم الخارجية الصينية عن «أسف» بلاده لهذا الاختراق «غير المتعمد» للمجال الجوي الأمريكي. وقال: «نحن لا نقبل التكهنات والإثارة التي لا أساس لها». زيارة بلينكن إلى ذلك، يعد تأجيل زيارة بلينكن، التي اتفق على إجرائها بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ في نوفمبر، ضربة لأولئك الذين رأوها فرصة لرأب الصدع المتزايد بين البلدين. ورغم أن بلينكن شدد على أن واشنطن تريد إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع بكين، وأن الزيارة يجب أن تمضي قدماً دون تأخير «عندما تسمح الظروف بذلك»، إلا أن قرار إرجاء الزيارة يعكس مدى قلق الولايات المتحدة، حيث يسعى خصوم بايدن الجمهوريون إلى إيجاد ما يمكّنهم من اتّهامه بالضعف في مواجهة الصين. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :