اضحك مع «مؤتمر الإخفاق».. واذرف الدموع على الفوضى

  • 1/28/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كشف المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الجهاز الفني للمنتخبات السعودية البلجيكي يان فان وينكل والمدرب الهولندي آدري كوستر والوطني بندر الجعيثن، قدرة اتحاد الكرة على تمييع الحقائق، والهروب عن اساس المشكلة بالحديث عن أمور جانبية لا تهم الشارع الرياضي الذي كان ينتظر المؤتمر على أنه كشف حساب ومعرفة للمتسبب في إخفاق الدوحة وعدم التأهل إلى "اولمبياد البرازيل"، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، تبخرت الآمال وضاعت الحقيقة بكلام طويل من دون فائدة، ومحاولة ملحوظة لتهميش الإعلاميين الذين حضروا، على الرغم من أن رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد أكد في حوار فضائي أن مؤتمر منتصف الأسبوع سيكون كاشفا لكل شيء، وبالفعل كان كاشفا للمزيد من الفوضى وضعف موقف الاتحاد والأجهزة الفنية التي ذهب أعضاؤها إلى سرد بعض التفاصيل التي لا علاقة لها بالفشل القاري، ولم يكن رئيس اللجنة الإعلامية طلال آل الشيخ الذي مارس مهنة الإعلام صحفيا وكاتبا ورئيس تحرير يعرف جيداً ماذا يريد الإعلامي والشارع الرياضي منحازا لكشف الحقائق ولكن الرجل الذي كان ينتقد في كل اتجاه رياضيا وسياسيا وحتى في الشؤون المحلية تحول إلى مجامل لاتحاد الكرة والأجهزة الفنية على الرغم من أنه في مقالات وتصريحات وظهور فضائي وقبل رئاسة اللجنة الإعلامية كان ينتقد اتحاد الكرة والوضع الرياضي في كرة القدم ومختلف الالعاب بشدة. نحن لا نطلب منه أن يكون مدافعا عن الإعلام على اعتبار أنه أحد منسوبيه ولا مداهنا للجهة التي يعمل بها الآن قادما إليها من رئاسة تحرير صحيفة الوطن، ولكن على الاقل يساعد على ظهو الحقيقة وأن لا يكتفي بذكر ال11 مليونا التي كانت اشبه بالمطر عندما يهطل على الأرض ولكن من دون أن يكون صيبا نافعا. المؤتمر العجيب الغريب كان بالفعل أشبه بالمسرحية الكوميدية الموزعة فيها الادوار سواء للممثلين أصحاب الادوار الاساسية أو الكومبارس ولم يكن هناك أمر ملفت للنظر في المؤتمر "المسرحية" سوى حفظ المتحدثين لادوارهم والهدف منها وهو التبرير والتمرير حتى يمل الحضور، ومن يشاهد ويتابع المؤتمر ولا أحد يعلم على من يتذاكى من أعد "مؤتمر الاخفاق" ورتب له بغية الخروج من فضيحة وورطة الفشل الآسيوي والاخفاقات التي قبله، ويبدو انه لا يعلم انه يتحدث في عصر مختلف في ثقافته واطلاعه ووسائل اتصاله الحديثة، لذا لم يكن هناك أفشل من فشل المنتخب واتحاد الكرة الذي يقف خلفه الا فشل هذا المؤتمر بكل تفاصيله وانتهى المتحدثون المبررون من دون ان ينجحوا ولو بتقديم مبرر واحد مقنع يجعلهم بعيدا عن النقد والمسؤولية في كل ما حدث، وإذا كان مسؤولو الاتحاد غابوا عن المؤتمر بقيادة رئيس الاتحاد احمد عيد وكانوا يرقبون الوضع من بعيد لعل وعسى أن تنجح هذه المسرحية ويخرجون بصك البراءة امام الوسط الرياضي الغاضب الذي لم يعد يحتمل الصبر بعد أن صبر طويلا على مسلسل اخفاقات الكرة السعودية الذي لا يتوقف واهان كثيرا المنتخبات السعودية التي كانت في السابق ترفع الراية الخضراء وتعتلي أكبر قارات العالم، وربما غاب عن ذهن المعدين والمخرجين لمسرحية "مؤتمر برر.. وبرر" والضحك على الجماهير ان المشجع اصبح واعيا، يفرق بكل ذكاء بين الغث والسمين ويدرك الصح من الخطأ وأن الأمر لا يحتاج لمؤتمرات تبرير وضحك بقدر حاجته للمصارحة والشفافية والشجاعة في الاعتراف بالفشل وتحمل المسؤولية كاملة وتقديم الاعتذار للجماهير السعودية على ما حدث والاستقالة الفورية وترك المجال والفرصة لمن لديه العمل لخدمة كرة الوطن والعطاء ودراسة الاخطاء بنفس وطني جديد وتشخيص الداء المزمن وعمل وصفة الدواء المناسبة المسرحية الكوميدية فشل فيها الممثلون و«الكومبارس» والمتضرر الكرة السعودية . لم يكن هذا المؤتمر لوحده يقدم صورة سلبية عن عمل اتحاد الكرة فقد سبقه احداث تحتاج لمجلدات ترصدها وساهمت في تقييم ضعيف لأداء الاتحاد الذي برع فقط في الظهور الاعلامي المتكرر لأعضائه ورؤساء اللجان، وزاد على ذلك استقطاب متحدث رسمي ادواره اشبه بأدوار المحامين، والأهم بل والمهم الا ينتقد الرئيس ومن حوله ولا مانع من الحشو والاسهاب بالحديث واللف والدوران حتى ينجح المحامي في الحصول على براءة موكليه ولعل المضحك في مؤتمر "الدفاع الشهير" منع الحضور من طرح اسئلة واقعية ستكون محرجة للمتحدثين الذين امامهم خطوط حمراء لا يمكنهم ولا يسمح لهم بتجاوزها، لذا ظهروا مرتبكين وكأن هناك تعليمات مشددة لهم تتطلب منهم الحذر والتبرير على طريقة تكرار الأسباب غير المقنعة للإخفاق بأسلوب حير الحضور وجعلهم يتبادلون نظرات فيها الكثير من التعجب. يا ترى هؤلاء يتحدثون لمن ويضحكون على من سواء كانوا فنيين او متحدثا اعلاميا فهم غير مقنعين بتبريراتهم هم فقط مقنعون بأنهم يقدمون مسرحية هزلية تهدف الى التهرب من المسؤولية ومحاولة استغفال الجماهير والاعلام لعل وعسى ان يمر هذا الاخفاق بالطريقة ذاتها التي مرت فيها إخفاقات سابقة وينسى الجمهور هذا الاخفاق وتنشرح اسارير مسؤولي اتحاد الكرة ويتنفسون الصعداء ويتبادلون التهاني بنجاح "المؤتمر الكوميدي" الذي امتع الحضور بالضحك جراء ما شاهدوه من مسرحية أخفق فيه البطل الذي تقمص دور المدافع الاعلامي وسقط بضربة الاعلام والجمهور الواعيين. أما أحمد عيد الذي ظهر فضائيا مبشرا بكشف الحقائق ومحاسبة المتسبب فنقول له: "هل يرضيك ما يحدث من مسخ لهوية الكرة السعودية وغيابها عن الانتصارات المهمة والبطولات المعتبرة؟ إن كان الجواب نعم فأنت كمن يريد طمس جميع الانجازات السابقة التي تحققت في عهد الأمراء فيصل بن فهد يرحمه الله وسلطان بن فهد ونواف بن فيصل، وإن كان الجواب لا فلا ترمي نفسك في نفق الاخفاق الذي ربما لا تخرج منه الا وقد مسحت تاريخك الكبير. مستقبل رياضة الوطن أهم اتحاد الكرة ليس مكانا لتجميع الاصدقاء وتوزيع المناصب هبات عليهم، تجامل هذا، وتتعاطف مع ذاك، هذا مستقبل رياضة بلد، تصرف عليه الدولة ملايين الريالات لدفعه حتى يكون أكثر اشراقة، العقلاء صبروا عليك وكان دورهم المراقبة من بعيد إلى أن انقضت الاشهر الستة من الانتخابات، لم ينتقدوك ويهاجموك ويطلبوا منك المستحيل، ولكنهم بعدما اكتشفوا الحقيقة المرة لم يصمتوا، حاولوا تنبيهك والاشارة إلى مكامن الخلل، ولكنك بكل أسف اعتبرتهم اعداء ومحاربين لك، وليتك بحثت عن ذلك واقنعت الجميع بالعمل الاحترافي الذي يجسد وعودك وبرامجك الانتخابية التي اغرت الجميع، ولكنك ذهبت إلى الطريق الخطأ وارتميت في احضان التخطيط العشوائي. اخفاق المنتخب الاولمبي ليس الا قطرة في بحر الاخفاقات الكبيرة التي تعيشها الكرة السعودية، والغضب الذي تشاهده وتقرأ عنه في الصحف وعلى ملامح الوسط الرياضي الواعي المخلص المغبون من تدهور رياضة بلده ليس افرازا لنتائج نهائيات الدوحة القارية انما منذ أن عرف الحقيقة المرة التي تؤكد أن اتحادك مقلب شربته الرياضة السعودية ولم يستفد منه من صوت لك، وصوت لبقية الأعضاء مخدوعا. في الاحتراف فشلتم أي فشل، لم ينجح أي لاعب سعودي حتى بمفاوضة بعض الأندية الخليجية له، وليس الأندية الأوروبية، التحكيم سجل فشلا ذريعا لم يسجله من قبله، واصبح وبالا على الكرة برئيس اللجنة والأعضاء والمقيمين والمراقبين وكأنها لعبة مصالح شخصية وليس ضرورة تحتمها مصالح رياضة البلد، وفي لجنة الانضباط لم تدعوها تعمل، تدخلتم واقلتم الرؤساء، ونقضتم قراراتهم، وما حدث مع د. خالد البابطين الا أحد المهازل التي تحدث في اروقة اتحادكم. المدرب الوطني لم يتعرض للاجحاف والتهميش مثل ما تعرض له في عهد اتحادكم والدليل ما حدث لبندر الجعيثن لعيون الهولندي آدري كوستر والبلجيكي يان فان وينكل، والمضحك المبكي انكم ذكرتم في برنامجكم الانتخابي أنكم ستكونون عونا للمدرب الوطني، وكل هذا ذهب ادراج الرياح. قلتم أن الكرة السعودية تتشهد تنظيما لم تشهده من قبل، وإذا بنا أمام تنظيم فوضوي صاحب الصوت من ينتزع القرارات عنوة لصالح والضعيف يتفرج ، ونذكرك بالأنذار الشهير الذي هزك وزلزل كيان اتحادك، فاصبح يجامل صاحب الصوت الاقوى. أما المبكي أيها الرئيس أنك في مقابلتك الفضائية التي كشفت كل شيء وكيف يدار الاتحاد وكرة القدم (فلا غرابة أن يأتي فشل الدوحة) أنك لا يعرف من هو مدرب المنتخب الاولمبي في نهائيات آسيا 2016 بندر الجيعثن أم كوستر، ولا تدري هل أبعد الاداري خالد الغانم أم اقيل، عد إلى حوارك الفضائي "الطامة الكبرى" حينها ستتأكد أنك "جبت العيد"، أردت التبرير والخروج من ورطة الفوضى والاخفاق، وإذا بك تبصم على أن الاتحاد بوجودك وبقية الأعضاء يعاني، وستعاني كرة القدم بوجوده. اما قولك إن وينكل جاء بتوصية من الرئيس العام لرعاية الشباب، فتلك شهادة ضدك وكأنك تقول إن رعاية الشباب تتدخل بعمل اتحاد الكرة، لذلك على الأمير عبدالله بن مساعد أن يوضح للوسط الرياضي هل هو بالفعل من يقترح ويعرض المدربين على الاتحاد السعودي، إن كان الجواب نعم فعليه على الأقل أن يتدخل بما يستحق وينظف الرياضة بما فيها كرة القدم من "العابثين" نتيجة سوء التخطيط والبحث عن المناصب والوجاهات، وإن كان الجواب لا فعلى المسؤول الرياضي الشبابي الأول أن يبين لنا الاكاذيب التي تنال من رعاية الشباب، ويريدها البعض أن تكون هي المسؤول عن اخفاقات كرة القدم. يقول أحمد عيد إن اخفاقات الكرة السعودية مستمرة منذ 2002، ولم يعلم أنه بهذا الكلام يشهد ضد الاتحاد الذي يقوده أنه لم يغير من الواقع، وليتنا بقينا على اتحاد الأمير سلطان بن فهد أو اتحاد الأمير نواف بن فيصل ، ولكن الشارع الرياضي خدع بالانتخابات التي لم تكن بالشكل المطلوب وببرنامج عيد الانتخابي الذي لم نر منه سوى المزيد من الفشل.

مشاركة :