أعلنت الإمارات وفرنسا والهند، السبت، تأسيس مبادرة تعاون ثلاثي ووضع خارطة طريق لبدء تنفيذها، بهدف تعزيز ورسم وتنفيذ مشاريع التعاون في مجالات عدة منها الطاقة والمناخ والأمن الغذائي والدفاع. وسبق أن اجتمع وزراء خارجية الإمارات وفرنسا والهند للمرة الأولى في سبتمبر الماضي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بهدف إنشاء مبادرة رسمية للتعاون الثلاثي بهدف تعزيز التعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك. وفي هذا السياق، جرى اتصال هاتفي، السبت، جمع وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ووزيرة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا ووزير الشؤون الخارجية الهندية سوبرامنیام جاي شانكار، لـ"اعتماد خارطة طريق لوضع هذه المبادرة الثلاثية موضع التنفيذ". وأكدت الدول الثلاث، في بيان مشترك عقب الاتصال الهاتفي، أن "المبادرة الثلاثية ستكون بمثابة منتدى لتعزيز ورسم وتنفيذ مشاريع التعاون في مجالات عدة منها الطاقة والتغير المناخي". وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن المبادرة بمثابة منصّة لتوسيع التعاون بين الوكالات الإنمائية من البلدان الثلاث في مجال المشاريع المستدامة، بالإضافة إلى تنظيم مجموعة من الفعاليات الثلاثية المشتركة في إطار رئاسة الهند لـ"G20"، واستضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف "كوب 28" العام الجاري. وأشار البيان المشترك إلى الاتفاق على أن تكون المبادرة بمثابة منتدى لتعزيز ورسم وتنفيذ مشاريع التعاون في مجالات الطاقة، مع التركيز على الطاقة الشمسية والنووية، وكذلك مكافحة تغير المناخ وحماية التنوع البيولوجي. وأعلنت الدول الثلاث الاتفاق على السعي إلى ضمان مواءمة أكبر لسياساتها الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية مع أهداف اتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015. ولفت البيان إلى تنظيم مجموعة من الفعاليات الثلاثية المشتركة في إطار رئاسة جمهورية الهند لمجموعة العشرين، واستضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف "كوب 28" خلال العام الجاري. واتفقت الدول الـ3 على توسيع تعاونها من خلال مبادرات مثل "تحالف القرم من أجل المناخ" بقيادة الإمارات، وشراكة المتنزهات في المحيطين الهندي والهادئ بقيادة كل من الهند وفرنسا، بحسب البيان. وتم الاتفاق على أن تسعى البلدان الـ3 إلى التركيز على القضايا الرئيسية مثل التلوث الناتج عن المنتجات البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة، والتصحر، والأمن الغذائي، في سياق السنة الدولية للدُخن 2023. وأكدت الأطراف الثلاثة رغبتها القوية في التعاون في مجال الاقتصاد الدائري بدعم من مبادرة "LiFE" في الهند. التعاون الدفاعي وأكد البيان المشترك أن الدفاع مجال للتعاون الوثيق بين البلدان الثلاثة، مشيراً إلى الاتفاق على بذل الجهود لتعزيز التوافق، والتنمية والإنتاج المشترك، مع البحث عن سبل لمزيد من التعاون والتدريب بين قوات الدفاع في الدول الثلاث. وتتفاوت القدرات العسكرية للدول الثلاث، إذ يصنف الجيش الهندي في المرتبة الـ 4 عالمياً فيما يأتي الجيش الفرنسي في المرتبة الـ 9 والإماراتي في المرتبة الـ56 من بين أقوى 145 جيش في العالم، بحسب موقع "جلوبال فاير باور" الأميركي المختص بالشؤون العسكرية. وتمتلك الهند واحدة من أضخم ميزانيات الدفاع في العالم وتقدر بنحو 54.2 مليار دولار، ويبلغ عدد جيشها 5.1 مليون جندي، ويمتلك قرابة 2210 طائرات حربية و4614 دبابة و1500 راجمة صواريخ. وتقدر ميزانية الدفاع الفرنسية بـ 45.9 مليار دولار، فيما يبلغ عدد جنود الجيش الفرنسي 415 ألف جندي، ويمتلك 1004 طائرات حربية، 222 دبابة، وأكثر من 72 ألف مركبة. ووعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في منصف يناير الماضي، القوات الفرنسية بزيادة ميزانيتها لـ7 سنوات بنسبة الثلث إلى 400 مليار يورو (432 مليار دولار) في إطار قانون البرمجة العسكرية المقبل. أما ميزانية الدفاع الإماراتية فتصل إلى 25.2 مليار دولار، إذ يبلغ عدد أفراد الجيش الإماراتي 77 ألفاً ويمتلك 565 طائرة حربية 274 دبابة، وأكثر من 26 ألف مركبة.