كشف مسئولون فلسطينيون اليوم (السبت) عن ضغوط دولية على القيادة الفلسطينية للعدول عن قرارها بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل. وقال نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) صبري صيدم في تصريحات للإذاعة الفلسطينية الرسمية إن هناك ضغوطا دولية على القيادة الفلسطينية للعدول عن قرارها بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل. وأكد أن القيادة الفلسطينية ثابتة على موقفها ولا عدول عما خرج عنها من موقف واضح يدعم الحالة الفلسطينية، لافتا إلى أن إسرائيل تسابق عقارب الساعة باتجاه تحقيق رؤيتها من خلال إجراءاتها أحادية الجانب. وأشار صيدم إلى أن قرار القيادة الفلسطينية بالتوجه للمؤسسات الدولية جاء بموجب رد الفعل على تقاعس العالم على عدم إذعان الحكومة الإسرائيلية ونتيجة حالة الهجوم المستفحل والمتصاعد على الفلسطينيين. يأتي ذلك فيما عقدت القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس وأعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لفتح وقادة الأجهزة الأمنية اجتماعا لها الليلة الماضية في مقر الرئاسة بمدينة رام الله وهو الرابع في غضون أيام. وجاء الاجتماع في أعقاب إجراء الرئيس عباس الثلاثاء الماضي مباحثات في رام الله مع رئيسي جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل والأردنية أحمد حسني ومن ثم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في ختام جولة شرق أوسطية. وفي هذه الصدد، قال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة بسام الصالحي للصحفيين في رام الله إن الرئيس عباس أطلع المشاركين في الاجتماع حول ما دار في اللقاءات مع الجانب الأمريكي والأطراف العربية بشكل تفصيلي. وأضاف الصالحي أن القيادة شددت في اجتماعها على أن وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل ما زال قائما، باعتبار أن المسبب لاتخاذ القرار ما زال مستمرا، وهو مواصلة الحكومة الإسرائيلية لجرائمها التي تمس بقضايا الحل النهائي. وأشار إلى أن الكرة الآن باتت في الملعب الأمريكي والإسرائيلي من خلال وقف الإجراءات أحادية الجانب التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية، لافتا إلى أن ضغوطات كثيرة تمارس على القيادة للتراجع عن قراراتها. وشدد الصالحي على وجوب العمل على مسارين الأول إنهاء حالة الانقسام بشكل كامل وفقا لما تم الاتفاق عليه لمواجهة العدوان والتحديات التي تعترض القضية الفلسطينية. وسبق أن أعلنت القيادة الفلسطينية في 23 يناير الماضي وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل والتوجه للمؤسسات الدولية، ردا على مقتل تسعة فلسطينيين، بينهم سيدة خلال عملية للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها بشمال الضفة الغربية. وفي هذا الصدد، قال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة صالح رأفت إن القيادة في حالة انعقاد دائم لمتابعة القرارات التي اتخذتها في ضوء تطورات الأوضاع الميدانية وتصعيد إسرائيل من جرائمها بحق الفلسطينيين من عمليات قتل وإعدام ميداني وهدم للمنازل. وشدد رأفت في بيان صحفي على مواصلة التوجه للمؤسسات الدولية من أجل طلب الحماية للشعب الفلسطيني وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، مشددا على رفض كافة الضغوط لثني القيادة عن مواصلة حراكها الدولي والتراجع عن القرارات التي اتخذتها.
مشاركة :