يبدو أن العملة الورقية تنتصر دائما على مثيلتها المعدنية، وآخر الأمثلة على ذلك امتناع المحصلين لدى المؤسسة العامة في جسر الملك فهد في الجانبين السعودي والبحريني عن التعامل مع الأخيرة، في الدخول أو الخروج للمسافرين، بحجة أن هناك أنظمة وقوانين لا يمكن تجاوزها في هذا الأمر، وتتضمن اقتصار التعامل بالعملة الورقية بـ25 ريالا أو ما يعادلها من العملة لدى دول الخليج. النظام لا يسمح اشتكى مسافرون من خلال حديثهم مع "الوطن" من وقوعهم في مأزق جراء محاولتهم الخروج من دولة البحرين باتجاه السعودية قبل أيام بعد تجاوزهم آخر نقطة يستطيعون من خلالها سحب مبالغ مالية ورقية، في ظل وجود عملات معدنية معهم (هلل)، الأمر الذي قوبل بالرفض بتاتا. وذكروا أن موظف التحصيل أبلغهم بأن الأنظمة لا تسمح بالتعامل مع العملة المعدنية، مطالبا إياهم بالعودة مجددا وتوفير مبلغ الخروج أو التوقف جانبا. تحفظ بنكي في ظل استمرار هذا التعامل، تواصلت "الوطن" مع المتحدث الرسمي للمؤسسة العامة لجسر الملك فهد، المهندس عماد المحيسن، لمعرفة أسباب عدم اعتماد التعامل مع العملة المعدنية (الهلل) في الدخول والخروج من الجسر، موضحا أنه لا يوجد أي نظام لديهم في المؤسسة يمنع ذلك، متوقعا أن هناك تحفظا من ناحية البنوك أثناء تحصيل المبالغ الموجودة لديهم. وذكر أن المحصلين يتحفظون على تسلمها، نظرا لوجود وفرة داخلية للعملة المعدنية في البنوك، مشيرا إلى أن ذلك لا يوجد عليه أي قرار رسمي. تصرف فردي رفعت البنوك السعودية يدها عن هذا التصرف المتضمن اقتصار التعامل من طريق التحصيل للعملة الورقية عبر جسر الملك فهد، معيدة الموضوع إلى أنه ربما يكون تصرفا فرديا. وذكرت على لسان أمينها العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية طلعت حافظ في تصريحٍ إلى "الوطن" أن العملة النقدية (الهلل) جزء من العملة الورقية في المملكة، لافتا إلى أنه لا يفترض أن يرفض التعامل بها، بل يجب التعامل معها أخذا وعطاء. وقال حافظ: "رُبما يكون ذلك تصرفا فرديا، وليست عامة من قبل المحصلين". وأشار إلى أن إدارة المؤسسة العامة للجسر لو قامت بمخاطبة البنوك وطلبت استيضاحا عن الأمر، لكان هناك توصل إلى طريقة مرضية للطرفين دون أدنى شك للتعامل مع هذا النوع من العملات (الهلل). وأردف: "لا يوجد لدينا أي تحفظ، ولا يجب أن يكون هناك امتناع من محصلي البنوك، والتعامل بالعملة المعدنية قائم، دخولا وخروجا وإيداعا وسحبا".