وجرت صدامات بين آلاف المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب عند حلول الليل. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع مساء لتفريق المتظاهرين الذين تقدموا باتجاه مبنى البرلمان والقصر الحكومي، بينما تصدى المتظاهرون الذين ارتدوا خوذا وحملوا دروعا يدوية الصنع، للشرطة بإطلاق ألعاب نارية خصوصا. وكان المتظاهرون يتفرقون عند إطلاق الغاز المسيل للدموع ثم يعيدون تجميع صفوفهم في وسط العاصمة في ما وصفوه بأنه أكبر تظاهرة "لكل المجتمعات" منذ أن بدأت في كانون الأول/ديسمبر التعبئة التي خلفت 48 قتيلا، ضد الرئيسة دينا بولوارتي. وتجمع أعضاء نقابات للفلاحين ومنظمات مدنية وحركات طلابية، جاؤوا من منطقتي كوسكو وبونو في الأنديز، وعدد من سكان ليما في ساحة دوس دي مايو للمطالبة مجددا باستقالة بولوارتي وحل البرلمان. ولم تتوفر على الفور حصيلة للاعتقالات والإصابات. في الوقت نفسه، واجه المجلس التشريعي في البيرو انتقادات حادة من أحد أساقفة الروم الكاثوليك بعدما قرر الجمعة منع أيّ نقاش يتعلّق بتقديم موعد الانتخابات العامة إلى نهاية 2023، حتى آب/أغسطس ممّا يحول دون تجديد الرئاسة والهيئة التشريعية كما يطالب المحتجّون منذ كانون الأول/ديسمبر. ورفضت لجنة الدستور النيابية مناقشة مشروع قانون قدّمته الرئيسة بولوارتي، مشيرة إلى وجود خلل إجرائي. وجاء موقف الكاردينال بيدرو باريتو بعد ساعات على إرسال أعلى هيئة كنسية في البلاد رسالة إلى المشرعين تؤكد أن تقديم الانتخابات أمر "ملح وعاجل" في وقت لاحق من هذا العام في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 33 مليون نسمة وتشلها تظاهرات شبه يومية. "كل المجتمعات" واندلعت الاضطرابات بعد إقالة واعتقال الرئيس الاشتراكي السابق بيدرو كاستيو في السابع من كانون الأول/ديسمبر بتهمة محاولته القيام بانقلاب عبر قراره حل البرلمان الذي كان يستعد لإطاحته من السلطة. وتريد بولوارتي إكمال الولاية الرئاسية لبيدرو كاستيو التي تنتهي في 2026. ورفض البرلمان الخميس للمرة الرابعة مقترحاً جديداً لتقديم موعد الانتخابات المقرّرة في نيسان/أبريل 2024. وأكد أحد ممثلي الطلاب "اليوم خرجت كل المجتمعات إلى الشارع". في الوقت نفسه كانت تسمع هتافات تعبر عن استياء المناطق الريفية في الأنديز التي تعاني من الفقر على الرغم من غنى أراضيها بالموارد الطبيعية. وقالت المزارعة رومينا كونو (37 عاما) التي قدمت من بونو لوكالة فرانس برس "لن نتخلى عن هذه المعركة والذين يجب أن يستسلموا هم مغتصبة (السلطة بولوارتي) والبرلمان اللذان يعملان ما بوسعهما حتى لا يضطرا إلى تحسين وضعنا". وأضافت "إنهم يسرقون منا فقط ويقدمون ثرواتنا إلى شركات غير بيروفية". وانضم إلى التظاهرة محتجون من مناطق نائية أخرى في البيرو ومن سكان الأحياء الفقيرة في شمال ليما وصلوا وهم يهتفون "نعم نستطيع" ويلوحون بأعلام البيرو ومنطقة الأنديز، كما ذكر صحافيون من فرانس برس. في الوقت نفسه، نُظمت تظاهرة أخرى في شوارع وسط مدينة ليما شارك فيها نحو خمسين شخصا عرّفوا عن أنفسهم بأنهم "الفيلق الوطني"، مؤكدين أنهم يدافعون عن الشرطة البيروفية في "أعمالها ضد الإرهابيين المخربين". ويرى خبراء أن الخيار الوحيد الممكن لتقديم موعد الانتخابات هو أن تستقيل بولوارتي، الأمر الذي سيؤدي إلى أن يخلفها رئيس البرلمان خوسيه وليامس والدعوة إلى إجراء انتخابات على الفور.
مشاركة :