لا يزال "سوق الخميس" نافدة مفتوحة كأحد الأسواق الشعبية القديمة بالمنطقة الشرقية بمحافظة القطيف، محتفظًا بطابعه الخاص، ورغم انتشار المحال والأسواق الحديثة، إلا أنه ما زال يحكي الكثير من تراث المنطقة الذي صنعه الآباء والأجداد. ويُعد "سوق الخميس" من أشهر أسواق المحافظة، إذ يعود تاريخه إلى ما يزيد عن 100 عام، ويقع بالمنطقة المركزية على شارع الملك فيصل، ويجتمع فيه عدد كبير من البائعين من مختلف قرى القطيف وخارجها، يقيمون البسطات والمظلات من الليل، باقيًا علامة فارقة رغم التطور والازدهار لمملكتنا الغالية. يجد فيه المواطن والمقيم مكانًا للاستمتاع بكل ما هو تراثي وقديم. يرتكز السوق على الباعة من أهالي القطيف، لبيع منتجاتهم الزراعية والحرفية المصنعة من سعف النخيل (الخوص) مثل الحصر، والسلال، والمراوح، وسف الخوص، والسمن البلدي، والخواتم، والمسابح، والملابس، والأواني الفخارية، ومنتجات النخيل والأشجار، والفواكه والخضروات والبهارات، والعسل، والتمر والأواني النحاسية القديمة، ومستلزمات النساء من حلى وملابس، والمشغولات اليدوية. في الجهة الغربية من السوق، يقع قسم الحيوانات الأليفة والمواشي والطيور، وفي الجهة الجنوبية منه قسم لبيع الأقمشة والأحذية، إضافة إلى البضائع المستوردة والمنتجات الحديثة. واستمد "سوق الخميس" اسمه من يوم الخميس الذي كان يقام في وقته سابقا، ولكن بعد تغيير الإجازة الأسبوعية الرسمية إلى يومي الجمعة والسبت، تغير موعد سوق الخميس ليصبح كل يوم سبت، ولا زال محتفظًا باسمه إلى الآن. يرتاد السوق عشرات الآلاف من الباعة والمشترين، من مختلف سكان مدن ومحافظات المنطقة الشرقية كالدمام والظهران والخبر ورأس تنورة، إضافة إلى مواطني دول الخليج، ويستهوي السوق الكثيرين لتنوع المنتجات الذي يشهدها والأسعار المقبولة. كما يجد الزائر عدد من البسطات النسائية التي تبرز دور المرأة في السوق من خلال البيع والشراء وعرض منتجاتها من سعف النخيل والمنسوجات اليدوية، إضافة إلى بائعات الريحان اللاتي يشهدن إقبالًا وبخاصة في المناسبات العائلية والزواج، لرائحته العطرة التي كانت تستخدم كرائحة طيبة لتعطير الملابس في السابق. أوضح البائع أبو ياسر، أن "سوق الخميس" يجذب العديد من المتسوقين من مختلف الفئات، لتعدد البضائع التي تتسم بالأصالة والجودة العالية مقابل سعر متناول للجميع. وأشار إلى ما تتميز به السوق من المنتجات التراثية، والمعروضات الشعبية من أدوات تقليدية وصناعات خزفية وحرفية، جرى صناعتها يدويًا من سعف النخل، التي تشتهر بها المحافظة. أكد أحمد الغامدي، أحد المتسوقين، حرصه للتسوق كل يوم سبت، ومشاهدة المعروضات التي تحكي تراث وأصالة المحافظة، وشراء احتياجات المنزل وأغراضه بأسعار مناسبة، وهو ما حبَّب الكثيرين في الحضور إليه والتسوق فيه. وقالت المتسوقة أم عبدالله، إنها تحرص أسبوعيًا الحضور إلى سوق الخميس؛ لشراء ما تحتاجه بأسعار مناسبة للجميع، من خلال ما يميزه من أعمال يدوية وتراثية كالحصر والسلال والفخار، إضافة إلى ما تجده من الورود والريحان الذي يبهج عين الناظر، لافتة إلى حرصها على شراء بعض الأواني المنزلية، والمشغولات اليدوية، والملابس النسائية. قالت أم شاكر، إنها تبيع الريحان على شكل أطواق وقلائد، إذ يكثر الطلب عليها من المتسوقين في المناسبات العائلية والزواجات، إضافة إلى الأواني الفخارية ومنتجات النخيل والأشجار، مشيرة إلى أنها تعمل منذ 20 عامًا في هذه المهنة التي ورثتها من أمها.
مشاركة :