تعيش محافظة سلفيت ببلداتها وقراها في الضفة الغربية، معاناة شديدة وحالة من التمزق بفعل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وأهمها تصاعد وتيرة الاستيطان، وجدار العزل العنصري، والتلوث البيئي الناتج عن مخلفات المستوطنات خاصة المناطق الصناعية، وسرقة آلاف الدونمات الزراعية، ومصادر المياه الجوفية، وطمس معالمها التاريخية والدينية. وأخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، بالاستيلاء على 45 دونما في دير استيا، وبوقف العمل والبناء بـ8 منشآت، غرب سلفيت بالضفة الغربية. وقال رئيس بلدية دير استيا معاذ سلمان: “قوات الاحتلال سلّمت إخطارا بالاستيلاء على 45 دونما تعود ملكيتها لورثة المواطن مصطفى منصور من بلدة دير استيا، بمنطقة تعرف “جبل الذيب” شمال البلدة، المحاذية لمستوطنة “عمنوئيل” المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين”. مخطط أراضي سلفيت بالضفة أمر المصادرة من جديد ومن جانبه، قال الحاج حسن مصطفى منصور وهو أحد الورثة: “في عام 1983 تم تسليمنا قرارا لمصادرتها، بدورنا قمنا برفع قضية لدى المحاكم الإسرائيلية، وكان الرد أن هذه الارض لا ينطبق عليها قرار المصادرة، وبقي الأمر لغاية عام 2019، قمنا بتقديم اعتراض وشكوى بخصوص أعمال التجريف بالأرض من قبل المستوطنين. وأضاف منصور: “كان القرار لصالحنا بوقف أعمال التجريف، ليأتوا اليوم بأمر المصادرة من جديد، وهناك فترة شهر للاعتراض.. وبدورنا قمنا بتقديم الأوراق اللازمة لبلدية ديراستيا لتقديمها للجهات المختصة لنثبت إن الأرض لنا ولن نسمح لهم بالاستيلاء عليها، وتعتبر شوكة وذلك لموقعها الملاصق للمستوطنة”. بدوره، بيّن محافظ سلفيت عبد الله كميل أن سلطات الاحتلال تستخدم عدة طرق للتحايل والخداع في محاولة لنهب الأراضي لصالح المستوطنات الإسرائيلية ضمن سياسة ممنهجة لتهجير أصحاب الاراضي، وهذا يعد انتهاكا واضحاً للقانون الدولي”. وأشار كميل الى أنه وبالرغم من تصاعد الجرائم الإسرائيلية إلا أن المواطنين الفلسطينيين يتمسكون بأراضيهم والتي تعتبر رمزا لوجود الفلسطيني، مؤكدا وقوف محافظة سلفيت ومؤسساتها الرسمية والأهلية المختصة إلى جانب المواطنين. إخطار إسرائيلي بوقف البناء بسلفيت إخطارات بوقف البناء كما سلمت سلطات الاحتلال، اليوم الأحد، 9 إخطارات بوقف العمل والبناء في بلدة دير بلوط غرب سلفيت. وأفاد رئيس بلدية دير بلوط، سمير يوسف، بأن سلطات الاحتلال اقتحمت البلدة وسلمت 9 إخطارات بوقف البناء حيث توزعت على 6 منازل قيد الإنشاء وبعضها مأهول بالسكان، ومحددة، وغرفتين زراعيتين في منطقة الصفحة غرب البلدة. وأضاف سمير أن بلدة دير بلوط مستهدفة بشكل دائم من الاحتلال بهدف التضييق على الأهالي. وأشار إلى أن عدد الإخطارات التي قام الاحتلال الإسرائيلي بتوزيعها في بلدة دير بلوط خلال الشهور الثلاثة الماضية بلغت لغاية الآن حوالي 55 إخطارا. واعتدى مستوطنون على مساحات واسعة من أراضي المواطنين بمنطقة “نبع المأجور” في الجهة الغربية لبلدة دير استيا غرب سلفيت. وقال الناشط في مواجهة الاستيطان، نظمي سلمان، إن مستوطني مستوطنة “حفات يائير” حاولوا الاستيلاء على أكثر من 40 دونما، من خلال قيامهم بزراعتها بأشجار البرتقال والليمون عنوة، تعود ملكيتها لورثة المواطن أحمد إسماعيل أبو حجلة، وفي خطوة تستهدف أيضا مساحات واسعة من أراضي بلدتي دير استيا وقراوة بني حسان. تكتل استيطاني جديد وتخطط سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإقامة تكتل استيطاني جديد فوق أراضي بلدة دير استيا في محافظ سلفيت بالضفة الغربية المحتلة. وأوضح المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، بمنظمة التحرير الفلسطينية، أن مساحة الأراضي الفلسطينية المنوي الاستيلاء عليها، بموجب هذا المخطط نحو 259 دونما، وتقع في الحوضين رقمي (2) و(8) من اراضي دير استيا. ويتضمن المخطط إقامة 381 وحدة استيطانية في المستوطنة الجديدة، إضافة إلى مبان عامة ومناطق مفتوحة وشوارع لربط المستوطنة الجديدة بمحيطها الخارجي. وتتوسط المستوطنة الجديدة مستوطنتي “ريفافا” شرقا، و”كريات نتيافيم” غربا، إضافة إلى مستوطنة “بركان” الصناعية في الجهة الجنوبية. مناطق نفوذ المستوطنات يشار إلى أن الأراضي التي تم استهدافها بالمخطط الاستيطاني تخضع لما يطلق عليه الاحتلال “مناطق نفوذ المستوطنات” والذي فتح المجال أمام تطور معظم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة على امتداد أعوام الاحتلال. وصادر الاحتلال من أراضي البلدة نحو 4 آلاف دونم لصالح المستوطنات الإسرائيلية، كما نهبت الطرق الالتفافية أكثر من 500 دونم من أراضي القرية، بالإضافة إلى أنّ الجدار العنصري مخطط تحت مساره (785) دونمًا، وسيعزل خلفه (5,159) دونمًا، ويبلغ طوله (7,855) مترًا. ويوجد في سلفيت 18 تجمعًا فلسطينيًّا مقابل 24 مستوطنة ما بين سكنية وصناعية، وتبلغ نسبة الأراضي المخصصة للبناء الفلسطيني في المحافظة حوالي 6% فقط من المساحة الإجمالية، مقابل 9% لصالح المستوطنين. ويعمل الاحتلال على توسعة المستوطنات وربطها بشبكة مياه وكهرباء وصرف صحي، ليُشكّل تكتلًا استيطانيًّا يسيطر على مساحة تصل إلى 70% من أراضي سلفيت.
مشاركة :