اغتيال عقيد يمني برصاص مسلحين في عدن

  • 1/28/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اغتال مسلحون مجهولون ضابطا برتبة عقيد في عدن أمس، في استمرار لهجمات مماثلة في المدينة اليمنية الجنوبية التي تشهد منذ أشهر وضعا أمنيا مضطربا وتناميا في نفوذ مسلحين بينهم متشددون، بحسب مصادر أمنية. وقال مصدر أمني فضل عدم كشف اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية: «اغتال مسلحون مجهولون العقيد في شرطة أمن المنطقة الحرة عبد الناصر سعد، في منطقة المنصورة وسط مدينة عدن، أثناء عودته من مقر عمله». وأضاف أن المسلحين «اعترضوا طريق المجني عليه، وأطلقوا النار، مما أدى إلى مقتله على الفور، ونجحوا في الفرار إلى جهة غير معروفة». وتأتي عملية الاغتيال بعد ثلاثة أيام من عودة رئيس الحكومة خالد بحاح إلى المدينة التي كان الرئيس عبد ربه منصور هادي أعلنها عاصمة مؤقتة بعد فترة من سقوط صنعاء بيد الحوثيين في سبتمبر (أيلول) 2014. وتشهد المدينة منذ استعادة قوات هادي، بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية، السيطرة الكاملة عليها في يوليو (تموز) الماضي، وضعا أمنيا هشا وعمليات اغتيال تستهدف مسؤولين سياسيين وعسكريين. وصباح أمس الأربعاء، عقد بحاح اجتماعا مع محافظ عدن عيدروس الزبيدي ومدير أمن عدن العميد شلال شايع، بحث «إعادة الوضع إلى طبيعته» في المدينة، بحسب ما أفاد مكتب رئيس الوزراء. إلى ذلك، أرسل التحالف العربي تعزيزات بالآليات والعناصر إلى ميناء عدن، في مسعى لتحصين الوضع الأمني في ثاني كبرى مدن اليمن. وكان بحاح أكد في مؤتمر صحافي عقده في أبوظبي قبل أيام من عودته إلى عدن، «حتمية» المواجهة مع المتطرفين في عدن ومناطق أخرى يوجدون فيها بجنوب اليمن، علما بأن قوات الأمن بدأت مطلع يناير (كانون الثاني) حملات دهم تستهدف المسلحين في المدينة، وفرضت حظر تجول ليليا بعد ازدياد الهجمات فيها. وكانت القوات الحكومية استعادت عدن في يوليو الماضي بدعم مباشر من التحالف الذي بدأ استهداف الحوثيين في مارس (آذار) الماضي، إلا أن هذه القوات تواجه صعوبة في ضبط الوضع الأمني وسط تنام لنفوذ الجماعات المسلحة ومنها مجموعات متطرفة كتنظيمي القاعدة وداعش. واستفادت التنظيمات المتطرفة من النزاع، لا سيما في أعقاب بدء التحالف عملياته نهاية مارس الماضي، لتعزيز نفوذها في الجنوب. وسيطر تنظيم القاعدة على المكلا، مركز محافظة حضرموت (جنوبي شرق)، في أبريل (نيسان) 2015. كما تبنى تنظيم داعش عددا من التفجيرات الدامية في الأشهر الماضية، لا سيما في عدن. وكانت مدينة عدن شهدت انتشارا أمنيا وعسكريا بدءا من مساء أول من أمس الثلاثاء، وشوهدت هذه القوات الأمنية والعسكرية وأخرى تابعة للمقاومة الجنوبية وهي تقوم بتنفيذ انتشارها الأمني في الطرقات والأحياء وشرعت في تفتيش السيارات والمارة في صورة لم تألفها مدينة عدن خلال الأشهر الماضية. وبدت الفرحة على السكان الذين رحبوا بنزول هذه القوات إلى الشوارع والأحياء التي شهدت سلسلة من أعمال العصابات والاغتيالات والإرهاب؛ إذ شوهد هؤلاء وهم يلوحون لضباط وجنود ورجال المقاومة بأصبعي اليد، مؤكدين لهم مباركتهم ووقوفهم معهم في هذه المعركة الأمنية لاستعادة السيطرة على هذه المناطق السكنية التي شهدت عمليات إرهاب وتخريب واغتيالات عدة استغلالا لحالة الفراغ الأمني الناتج عن غياب أجهزة الأمن. وقالت مصادر أمنية في محافظة عدن لـ«الشرق الأوسط» إن الساعات المقبلة ستشهد انتشارا أمنيا مكثفا لرجال المقاومة والشرطة والجيش الوطني، لافتة إلى أن هذا الانتشار سيتركز في المناطق التي ما زالت تعيش وضعا أمنيا مختلا، مشيرة في هذا السياق إلى أن الانتشار يمتد من مطار عدن الدولي بمدينة خور مكسر شرقا إلى مدينة الشعب بمديرية البريقة غربا، وإحكام السيطرة على «خط الـ90» في المنصورة، مرورا بطريق عدن - تعز إلى منطقة جعولة البساتين شمال وغرب مدينة دار سعد شمال عدن. وأضافت إلى أن هذه الإجراءات الأمنية المزمع تنفيذها تأتي بناء على قرارات اتخذتها قيادات أمنية في اجتماع لها رأسه محافظ عدن عيدروس الزبيدي، وحضره مدير شرطة عدن العميد شلال علي شائع، مساء الاثنين الماضي. وأشارت إلى أن اجتماع قيادة المحافظة بمسؤولي الأمن ناقش جملة من القضايا ذات الصلة بتطبيع الحياة اليومية واستتباب السكينة العامة في كل مديريات المحافظة، منوهة بأن اجتماع قيادة المحافظة بمديري أقسام الشرطة أيضا وقف أمام مسألة تسلم مراكز الشرطة، خصوصا تلك التي لم يتم تسليمها بعد لإدارة أمن المحافظة. يذكر أن هذه المناطق المزمع نشر قوات الجيش والشرطة فيها هي المناطق التي ما زالت ترتكب فيها عمليات الاغتيالات، كما تعد منطلقا لأغلب أعمال الإرهاب والتخريب والقتل خلال الأشهر الماضية. فرغم ما اتخذته قيادة عدن مؤخرا من إجراءات قللت من حوادث الاغتيالات والتفجيرات، فإن قلة الإمكانات البشرية والمادية والتقنية حصرت هذه الإجراءات الأمنية في نطاق ضيق، وهو ما أدى إلى إفساح المجال لهذه الجماعات العصابية كي تنقل نشاطها إلى المديريات التي ما زالت خارج سيطرة أجهزة الدولة بشكل كامل مثل المنصورة ودار سعد والشيخ عثمان والبريقة وأجزاء من خور مكسر، وهي المناطق التي يزمع استعادتها وضبط الحالة الأمنية فيها.

مشاركة :