القبس(ضوء):إعداد د. خلود البارون - الانزعاج من صوت شخير النائم لا يعد مشكلة اجتماعية وزوجية فقط، بل يشكل عامل خطر لإصابة المحيطين بالأرق وتبعاته، أما النائم الذي يشخر فترتفع نسبة اصابته بعدة أمراض خطرة. وشرح د. عبدالعزيز عطية، استشاري الأنف والأذن والحنجرة في مركز عناية الطبي ان الشخير عبارة عن الصوت الذي يصدره الشخص اثناء نومه وذلك نتيجة لوجود ضيق في ممرات التنفس. قال: تختلف درجة الشخير من صوت هادئ إلى شخير له صوت عال يشبه الحشرجة. وعادة ما يبدأ صوت الشخير ضعيفا ثم يعلو مع دخول النائم في مراحل النوم العميقة. وقد تصل حدته الى 70 ديسيبل، بل وتتعدى الحالات الشديدة قوة 102 ديسيبل لتشبه بذلك الصوت المزعج الذي يصدره قطار مسرع. وقد ترافقه احيانا نوبات من توقف النفس (نتيجة الاختناق الليلي). وقد يكون سبب الشخير (او ضيق مجرى التنفس) هو سقوط اللسان او سقف الحلق او وضعية النوم الخاطئة. وعادة ما يمكن ايقاف الشخير الذي ليس له سبب مرضي من خلال تعديل وضعية النوم واتباع بعض النصائح البسيطة. عوامل تزيد فرصة الشخير تشير الاحصائية العالمية الى ان نوبات الشخير تصيب %42 من البالغين، وان %70 منهم يشخر كل ليلة. كما ترتفع نسبة الشخير في الرجال مقارنة بالنساء، وتزداد نسبته اكثر من تقدم العمر. حيث تصل نسبته في عمر الستين الى %60 في الرجال و%40 في النساء. وقد ترتبط حدوث نوبات الشخير مع التعرض للضغوط النفسية والمشاكل الصحية، واضطرابات النوم وضعف المناعة والإرهاق، وقلة التركيز مع الإحساس بالنعاس أثناء النهار. كيف يحدث الشخير؟ من أهم مسببات حدوث الشخير: - ارتخاء سقف الحلق الرخو أثناء النوم. فذلك يصعب مرور الهواء في مجرى التنفس ويجعل الجزء الرخو من الحلق يتذبذب فيصدر صوت الشخير. - ضيق مجرى الهواء العلوي نتيجة لانحراف الحاجز الأنفي او تضخم لحمية الأنف او تضخم اللوزتين واللحمية او كبر حجم اللسان. - ضيق مجرى الهواء نتيجة لوجود عيب خلقي في الفك السفلي والذقن. - تزداد فرصة الشخير وحدته مع بعض العوامل مثل زيادة الوزن والتدخين وشرب الكحول وتناول الأقراص المنومة أو المهدئات. نوعان: مؤقت ودائم واضاف د. عبدالعزيز قائلا: قد تكون نوبات الشخير مؤقتة نتيجة لوضع الرأس بشكل خاطئ على الوسادة أثناء النوم أو نتيجة للإرهاق الشديد. وفي هذه الحالة، يكفي ان يتم تعديل وضع الرأس حتى يفتح ممر الهواء فيتوقف الشخير. أما النوع الآخر، فهو الشخير الدائم الذي يستمر خلال جميع أوضاع الرأس، وقد يدل على وجود مشكلة صحية خاصة نوبات توقف النفس (الاختناق الليلي) أثناء النوم. وهي حالة خطرة، حيث تنخفض خلال هذه النوبات نسبة الأوكسجين في الدم ويزداد إجهاد القلب وعدم انتظام النبض ويرتفع ضغط الدم كثيرا. توقف التنفس يمكن ان تحدث نوبات انقطاع النفس الليلي في جميع الفئات العمرية، ولكنها أكثر انتشاراً في الرجال مقارنة بالنساء. وتزداد نسبة الاصابة لدى المدخنين ومن لديهم عامل وراثي (اي تاريخ اصابة في العائلة) أو سمنة زائدة أو ضيق في مجرى التنفس. وتابع د. عبدالعزيز موضحا: قد تتكرر نوبات انقطاع النفس (الاختناق الليلي) من 20 إلى60 مرة في الساعة وتستمر في كل مره لمدة 10 إلى 15 ثانية. وذلك يسبب تكرار استيقاظ المريض وهو يعاني الاختناق ويلهث طلبا للهواء. ويترتب على ذلك تقطع نوم المصاب وبالتالي انخفاض جودة نومه ومعاناته صباحا من الارهاق والنعاس وقلة النشاط والتركيز. كما ينعكس هذا الامر سلبا على صحته ليعرضه للإصابة بعدة امراض. 3 أنواع لنوبات انقطاع النفس 1 - نوع مركزي: ناتج عن إخفاق مؤقت في إرسال الدماغ إشارات مناسبة لعضلات التنفس الطبيعي. ويحدث في حالات نادرة. 2 - نوع طرفي انسدادي: ناتج عن ترهل سقف الحلق الرخو واللهاة (لسان الموت) او سقوط اللسان للخلف أثناء الاستلقاء على الظهر. وهو النوع الأكثر انتشارا. 3 - نوع مختلط: ناتج عن خليط من النوعين الأول والثاني ونسبة حدوثه قليلة نسبياً. التشخيص يعتمد التشخيص على الفحص الإكلينيكي بواسطة طبيب الأنف والأذن والحنجرة او احد المتخصصين في طب الباطنية او الصدر او الأعصاب أو أمراض النوم. ويمكن الاستعانة بعدة فحوصات لتحديد سبب الشخير ومضاعفاته مثل: التصوير بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي. واحيانا يحتاج المريض للخضوع لفحوصات مختبر النوم Sleep lab حتى يتم تسجيل وظائف الجسم المختلفة أثناء نوم المصاب، مثل نشاط الدماغ الكهربائي وحركة العين ونشاط العضلات وضربات القلب وحركة التنفس ومستوى الأوكسجين في الدم. العلاج بصفة عامة، هناك طرق علاج غير جراحية وأخرى جراحية. - طرق غير جراحية: باتباع المريض عدة ارشادات طبية مثل إنقاص الوزن الزائد، ممارسة الرياضة، تجنب النوم على الظهر، عدم التدخين، تفادي الكحول والامتناع عن تناول المهدئات بقدر المستطاع. وأحيانا يحتاج المصاب لتناول بعض العقاقير الطبية واستخدام ادوات خاصة تعمل على دفع الفك السفلي إلى الأمام أثناء النوم. فيما تحتاج بعض الحالات الخاصة التي تعاني نوبات الاختناق الليلي لوضع كمام متصل بجهاز ضخ الأوكسجين تحت الضغط المستمر حتى يحافظ على تركيز الاوكسجين في الدم. - طرق جراحية: تشمل عمليات جراحية يتم خلالها إصلاح مسبب الضيق في مجرى التنفس، مثل انحراف حاجز الأنف أو تضخم لحمية الأنف أو وجود زوائد أنفية نتيجة للحساسية المزمنة. كما يحاول الجراح ترميم سقف الحلق الرخو المترهل وتصغير اللهاة لتعود لحجمها الطبيعي، واحيانا تصغير حجم اللسان أو استئصال اللوز المتضخمة. أساليب حديثة للجراحة ابتكر الطب الحديث اساليب سهلة لعلاج مسببات الشخير وانقطاع النفس، ومن أهمها تقنيات الليزر وموجات الراديو الترددية الثنائية الأقطاب التي تعد الأحدث والأكثر أماناً. وشرح الدكتور قائلا: تقنية موجات الراديو تستخدم موجات كهرومغناطيسية ذات تردد يصل الى 100 كيلوهيرتز، وهو تردد آمن جداً. ويحتاج تطبيق هذه الطريقة لوجود سائل موصل (مثل محلول الملح الفزيولوجي). ومع بدء عمل الجهاز يتحول هذا السائل الوسيط الى ايونات نشطة ذات طاقة عالية تقوم بتفتيت روابط خلايا النسيج المستهدف، حتى يتحلل ويتلاشى من دون التأثير في الأنسجة السليمة المحيطة. ويمكن الاستغناء عن آلات الجراحة الحادة والخيوط الجراحية من خلال تطبيق هذه التقنية الجراحية لاستئصال اللوزتين ولحمية البلعوم الأنفي وتصغير اللوزتين المتضخمتين. وتتميز هذه الطريقة بكونها أكثر دقة وأماناً مقارنة بالجراحة التقليدية. وبحسب الحالة، فيمكن إجراؤها تحت تأثير التخدير العام أو الموضعي. كما تتميز بقلة حدوث النزف او الشكوى من الالم، حيث يقل الالم بنحو ،%70 مقارنة بما بعد العمليات التقليدية. وعادة ما يسمح للمريض بمغادرة المستشفى بعد العملية بفترة قصيرة نتيجة لسرعة التئام الجرح، مما يمكنه من متابعة نشاطه وحياته. الشخير يهدد الصحة يحذر خبراء الصحة من مشكلة الشخير التي يرافقها الاختناق الليلي وتأثيرها السلبي في الصحة. حيث اظهرت عدة دراسات أنها ترفع نسبة الاصابة بالسمنة المفرطة وامراض القلب والضعف الجنسي وارتفاع ضغط الدم. كما تسبب انخفاض المناعة وكثرة الاصابة بالأمراض المعدية والالتهابية. k.baron@hsc.edu.kw 0 | 0 | 2