يقوم علماء روس باستخدام الجليد القديم باستكشاف مناخ الأرض في الماضي البعيد، ما سيساعد على فهم سبب ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي والاحتباس الحراري في عصرنا، وفق ما صرح نائب مدير معهد أبحاث القطبين الشمالي والجنوبي ألكسندر ماكاروف. حيث استخرج أعضاء البعثة الـ68 بأنتاركتيكا نواة جليدية عمرها مليون عام من أعماق نهر جليدي فوق بحيرة «فوستوك» بالقارة القطبية الجنوبية. وأوضح ماكاروف «يثير الجليد القديم الذي يبلغ من العمر حوالى مليون عام اهتماما بالغا لدى العلماء. فخلال هذه الفترة بالذات يمكن رصد زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض، ويفترض أنه خلال هذه الفترة أعيدت هيكلة النظام المناخي على كوكبنا. وبعد دراسة البيانات الخاصة بتغير المناخ والمحفوظة في لب الجليد سيتمكن العلماء من طرح فرضيات حول الأسباب المحتملة للتحولات المناخية وسرعاتها وعواقبها»، وذلك حسب ما نشرت وكالة أنباء «تاس» الروسية. وفي هذا الاطار، بيّن ماكاروف «ان التحولات المناخية العالمية في الماضي كانت أكثر خطورة من تلك التي نشهدها الآن. لكنها حدثت من دون تدخل بشري. وفي القرون الأخيرة كانت الصناعة تتطور بنشاط، وكان معدل تغير المناخ أعلى بكثير مما كان عليه في الماضي. وستسمح لنا عينات الجليد التي تم الحصول عليها في القارة القطبية الجنوبية بتتبع الديناميكيات المستمرة لتغير المناخ، كما ستساعدنا على فهم أين نحن الآن وإلى أين يمكننا الذهاب في المستقبل». جدير بالذكر أن الرحلة الاستكشافية قبل الأخيرة الـ67 شهدت استخراج نواة جليدية عمرها حوالى 567 ألف عام. أما النواة الجديدة التي يزيد عمرها على مليون عام فهي جزء من الجليد الذي تجمد بشكل طبيعي ببحيرة فوستوك بأنتاركتيكا خلال مئات الآلاف من السنين، فيما كان الجليد يكمن على عمق أكثر من 3.5 كيلومتر، وفق كليبيكوف مدير معهد أبحاث القطبين الشمالي والجنوبي، الذي يؤكد «أن نوى الجليد القديم هي المصدر الأكثر دقة للمعلومات حول حالة المناخ في الماضي السحيق للأرض».
مشاركة :