أكد القيادي البارز في المقاومة الشعبية في محافظة تعز الشيخ شوقي المخلافي لـ الإمارات اليوم، بدء التحرك الفعلي لمعركة تحرير تعز عسكرياً انطلاقاً من محاور مختلفة، حيث تم الانتهاء من جميع الاستعدادات والترتيبات للمعركة، في حين واصلت قوات التحالف دك مواقع وتجمعات ومخازن السلاح التابعة للميليشيات في مختلف المحافظات اليمنية المحتلة. وفي التفاصيل، قال شوقي المخلافي، شقيق رئيس المجلس الأعلى الموحد للمقاومة في تعز الشيخ حمود المخلافي، لـ الإمارات اليوم، إن ثلاثة من الألوية العسكرية التي تلقت تدريبات نوعية خلال الأشهر الماضية في العند ومعسكرات أخرى في الجنوب المحرر من الميليشيات، بدأت أمس التحرك بجميع معداتها وأسلحتها الثقيلة باتجاه جبهات القتال لتحرير وفك حصار مدينة تعز رسمياً، مؤكداً أن ذلك يأتي وفقاً لخطط مدروسة ومعدة مسبقاً بين قيادات تحرير تعز برئاسة الشيخ حمود المخلافي، وقوات التحالف والقيادة الشرعية لليمن. وأضاف أنه اعتباراً من أمس دخلت تعز مرحلة التحرير الفعلية وانطلقت المعركة النهائية بقيادة الشيخ حمود المخلافي، عقب لقائه أمس نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة خالد بحاح، في محافظة لحج ووضعا الترتيبات النهائية وتم تحديد ساعة الانطلاق، التي قال إنها تأخرت نتيجة الاجتماع، إلا أن تلك القوات بدأت التحرك نحو جبهات القتال بقيادة حمود المخلافي ورفقائه من القيادات العسكرية. وأشار المخلافي إلى أن الساعات القليلة المقبلة ستشهد بدء المواجهات التي ستكون بأهمية وحجم تعز، وستخوضها تلك القوات التي باتت اليوم تمتلك السلاح النوعي والخاص بالمعركة، كما باتت تمتلك التدريب، والتأهيل المتميز الذي سيمكنها من حسم المعركة وقلب المعادلة العسكرية على الأرض. من جانبه، قال الناطق باسم المجلس العسكري في تعز العقيد الركن منصور الحساني، لـ الإمارات اليوم، في وقت سابق إنه تم الانتهاء تماماً من جميع الترتيبات لبدء معركة تعز، وأن جميع الجبهات في حالة تأهب واستنفار في انتظار إشارة بدء المعركة. وأوضح الحساني، أن دعوة الشيخ حمود المخلافي للنفير العام هي بمثابة دعوة لأبناء تعز إلى أن يستعدوا لما هو قادم، مشيراً إلى أن هناك أعمالاً عسكرية قائمة في جبهات خاصة عدة في المسراخ والضباب وهي في إطار السياق اليومي. وتأتي دعوة المخلافي للنفير بالتزامن مع تقدم تحرزه المقاومة والجيش الوطني في مديرية المسراخ غرب تعز، وتراجع كبير لميليشيات التمرد التي تكبدت خسائر كبيرة في المقاتلين والعتاد العسكري، كما بدأت عناصر قوات الشرعية المرابطة في المدينة بعملية انتشار واسعة على جميع الجبهات وخطوط التماس مع الميليشيات تلبية للدعوة. وأضاف الحساني أن قوات الجيش والمقاومة في المسراخ تقدمت إلى الحدود الخارجية للمسراخ، وهي تحاصر تلك المناطق من جميع الجهات، وأن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في تلك الجبهات، مشيراً إلى أن الاشتباكات مع الميليشيات وقوات المخلوع صالح، مستمرة في تلك المناطق. وكانت ميليشيا التمرد بدأت تعبر عن حالتها النفسية بشكل واضح من خلال تكثيف قصفها العشوائي على أحياء في تعز، طال قرى المسراخ وحيفان في جنوب وجنوب شرق المدينة وصل الى منطقة الراهدة على طريق عدن ــ تعز. واستهدفت صواريخ وقذائف المتمردين التي تتمركز في تبة سوفتيل وتبة السلال في المدينة، مناطق ثعبات والجحملية وحي الدعوة ومنزل المخلوع صالح. كما هاجموا موقعي ميلات والكرساح في الضباب، فيما شنت مقاتلات التحالف غارات على تجمعات ومخازن أسلحة للمتمردين في منطقة كسارة بالربيعي غرب المدينة. وطال قصف المتمردين أحياء تعز وملعباً شعبياً في حي الكوثر وسط تعز أوقع ثلاثة شهداء أطفال وأصاب 12 آخرين، وتم قصف قسم الطوارئ في مستشفى الثورة العام في المدينة، كما جدد المتمردون الحوثيون القصف المدفعي على المستشفى، الذي يعد أكبر مستشفيات المحافظة المحاصرة منذ أشهر. وفي العاصمة صنعاء، واصلت قوات التحالف غاراتها، التي باتت تستهدف مواقع استراتيجية ونوعية في شمال المدينة وجنوبها تابعة للميليشيات المتمردة وقوات المخلوع صالح، حيث استهدفت ألوية الحماية الرئاسية في محيط دار الرئاسة جنوبي صنعاء، كما استهدفت مستودعاً في حي النهضة شمال صنعاء، يعتقد أنه كان يضم أسلحة للمتمردين. وجاءت غارات التحالف عقب تحليق مكثف للطيران الحربي للتحالف الذي اعتبر الأطول في سماء العاصمة، تزامناً مع استمرار ضرباته على مواقع متفرقة في أنحاء المدينة ومحيطها. كما استهدفت الغارات تلة الريان وشارع الستين بمنطقة حدة جنوب صنعاء. وتأتي الغارات بعد ساعات من قصف عنيف شنته مقاتلات التحالف على معسكر القوات العسكرية الخاصة، المعروفة بقوات النخبة التي كان يقودها العميد أحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس المخلوع في منطقة الصباحة غربي صنعاء، في هجمات هي الأعنف على الوحدات العسكرية الضاربة التي تضم كتائب لمكافحة الإرهاب، كانت مدعومة من الولايات المتحدة. كما ضربت غارات أخرى ألوية الصواريخ بعيدة المدى في جبل عطان جنوبي العاصمة، ومنظومات للاتصالات العسكرية، وكتائب للدفاع الجوي، ومواقع للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في جبل عيبان غربي صنعاء. وفي محافظة عمران البوابة الشمالية لصنعاء، شنت مقاتلات التحالف غارات على مديرية مسور شمال مدينة عمران التي مهد سقوطها بأيدي المتمردين منتصف 2014 الطريق لاجتياح العاصمة، قتل فيها ثلاثة من المتمردين بينهم أحد القياديين. كما طالت الغارات معقل المتمردين في صعدة، واستهدفت تجمعاً لهم في مديرية منبه الحدودية مع السعودية، وآخر في منطقة يسنم بمديرية باقم غرب مدينة صعدة المعقل الرئيس لزعيم المتمردين عبدالملك الحوثي، كما طالت الغارات مديريتي سحار ورازح. كما استهدفت الغارات مواقع للمتمردين في مديرية الغيل جنوبي غرب محافظة الجوف البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، ومنطقة سدبا بمديرية خب والشعف، مدمرة آليات وعتاداً عسكرياً للمتمردين كانت في مخابئ لهم بالمنطقة.
مشاركة :