مساحات من الهدوء والراحة تمتد إلى غرف نسجتها أفكار المصممين، والحاجة إلى أسلوب ديكور مختلف ومتجدد، يشبه شباب اليوم، يراعي ازدحام أفكارهم، واندفاعهم، والحياة الصاخبة والمعقدة التي يعيشونها، فيوفر لهم حاجتهم من الفضاء المتوازن، ومتنفساً من الألوان الهادئة و المحدودة، مع إضاءة تدرك حاجاتهم في كل ركن، فتلبيها، إنه نموذج يقوم على الرقي والابتكار بالدرجة الأولى، نتعرف إلى مفرداته هنا. تلعب الأفلام والمسلسلات دوراً كبيراً في توجيه ثقافتنا وخياراتنا بالنسبة إلى الديكور، وبعدها تأتي المجلات، فالعين تحفظ الصور وتنسجم مع تكرارها لتحدد رؤيتها من خلال هذه النماذج المطروحة، هكذا تحلل سمر نصر مدرسة موسيقى اتجاه الكثيرين إلى هذا النوع من الديكورات البسيطة في منازلهم، والتي تجدها خيارها الأول، وتقول: تمنحني هذه الطريقة في فرش المنزل شعوراً بالهدوء، وبالعصرية في الوقت نفسه، فنحن ننتمي إلى عصرنا في النهاية، وهذا ما يجعلنا نشعر بالراحة والتوازن، عندما نستطيع مجاراة أسلوبه في حياتنا الخاصة والعامة، خاصة في مدينة عصرية، مثل مدينة دبي، وعن فرش منزلها تشرح أنها اختارت أثاث المنزل كله بحيث يكون منسجماً باللونين الأسود والأبيض، وكسرت برود الألوان بقطع إكسسوار قليلة من اللون الأحمر. ولعل هواة النظام والترتيب هم الأشخاص الأكثر انجذاباً لهذا النمط من الديكور، كما تذكر شيماء مطرربة منزل فهي بطبيعتها تكره أن ترى أغراضاً غير ضرورية في المنزل، وتحرص دوماً على أن تبقي مساحة فارغة في المكان، وتقول: الكثير من الناس لا يدركون أهمية الفراغ في الديكور، ولست أدعي أنني أعرف أكثر من غيري، لكنني أشعر بالفوضى و الضغط النفسي عندما يكون البيت مزدحماً، لا يوجد فيه فضاء من الحرية والهدوء، وبطبعي أكره الاحتفاظ بالأغراض القديمة التي لم أعد أحتاجها، كما أكره اقتناء الأشياء غير الضرورية، لأنها تخلق الكثير من الفوضى التي لا حاجة لها في المنزل، ولهذا أشعر بأن ديكور الألترا مودرن يشبهني ويريحني، فأنا أحب كثيراً أن تكون الخزائن داخل الحوائط، وأجهزة المطبخ، وأن تكون الألوان في المنزل قليلة وواضحة، خاصة مع تصميم المنازل العصرية هنا في الإمارات، فالمطابخ مفتوحة، ولا مجال للاستسلام للفوضى في أي مكان. وهناك من ينتقي فرش منزله لمجرد كونه موضة، مثل ديمة البنيموظفة حكومية فهي ترى أن معظم الناس ليس لديهم الوقت للتعرف إلى رغباتهم الخاصة فيما يخص الديكور، فهذه الخيارات تبنى باللاشعور من خلال مشاهدة منازل الآخرين، المنازل التي نشاهدها في الأفلام الحديثة، أو حتى في كتالوج شركات المفروشات، التي أصبح الناس هنا في الإمارات يثقون بها، ويبنون خياراتهم تبعاً لها، وتقول: لأنني أخشى الانتقاد مثل معظم الناس، خاصة أنني لست مطلعة كثيراً على عالم الديكور والجانب الفني فيه، لذا أفضل أن أبتعد عن الفوضى في الألوان، وأختار البساطة التي أراها تعكس طابعاً مميزاً من الرقي في الكثير من المنازل التي دخلتها، وتترك أثراً جميلاً في نفسي. لكن من يمتلك حساً فنياً خاصاً يكره أن يقيد نفسه بألوان محدودة وبخيارات باردة وجامدة، مثل ناديا بغدي مدرسة فنون، فهي ترفض أن يملي أحد عليها ما تختاره في منزلها، وتقول: في هذا النوع من الديكور نجد المنزل مرتباً حد الملل، فلا روح توحي بالاختلاف والتميز، ولا لفتة حميمية في الزوايا، لهذا أكره هذه الديكورات الجاهزة، والجامدة وأعتبرها الخيارات السهلة لمن لا يريد أن يرهق نفسه في التنوع والاختيار، وأمثال هؤلاء لا يشبهونني أبداً، فأنا أحب أن يكون لكل ركن في منزلي خصوصيته وألوانه، وحميميته التي أتركها فيه، أحب الألوان والفوضى المرتبة، وأحب الأفكار المجنونة في المنزل، ولا أحب أن يشبه منزلي منازل الآخرين، لهذا أختار الدفء، وأرفض صيحات الموضة.
مشاركة :