أكدت حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، رئيسة مجلس إدارة مدينة دبي الطبية، أن التطور في مجال الرعاية الصحية من خلال ما بات يعرف بالطب الشخصي، الذي يتم من خلاله تصنيف المرضى على أساس توصيف العقاقير والتدخلات الطبية لكل حالة بصفة فردية، بناءً على تقييم الطبيب لمدى استجابة الفرد للعلاج، سيكون له كبير الأثر في تقريب العالم إلى حلول أكثر فاعلية في التعاطي مع الأمراض المختلفة بكفاءة عالية، وتوفير رعاية صحية أكثر دقة وفعالية لرفع معدلات شفاء المرضى، بتقديم الحلول التي تناسب كل واحد منهم على حدة. أشارت سموها إلى أهمية هذا النوع من الطب وقالت: إن توصّل العلماء إلى فهم أعمق للتركيبة الجينية، واستيعاب أثر هذه التركيبة في تحديد مستوى صحة الأفراد، ومدى إمكانية تعرضهم لأمراض معينة، والكيفية التي تتحكم فيها التركيبة في مقدار استجابتنا للعلاجات والعقاقير، سيمكن أخصائييّ الرعاية الصحية من توفير وقاية أفضل وتشخيص أكثر دقة وعلاجات أكثر فعالية وسلامة، بتكلفة منخفضة تجعلها في متناول الجميع. جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسية التي ألقتها سمو الأميرة هيا بنت الحسين، بحضور عبد الرحمن محمد العويس وزير الصحة، والدكتور عامر شريف، المدير التنفيذي لقطاع التعليم بمدينة دبي الطبية، والدكتور أزاد موبن، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بمجموعة أستر دي إم للرعاية الصحية، وعدد من الخبراء والمتخصصين المعنيين بقطاع الرعاية الصحية في المنطقة والعالم، في افتتاح منتدى الريادة في الرعاية الصحية الذي انطلقت أعماله أمس، تحت رعاية سموها ضمن فعاليات معرض ومؤتمر الصحة العربي 2016 في دبي بمشاركة إقليمية وعالمية واسعة. وشددت سموها في كلمتها على أهمية مواكبة التطور العالمي الحاصل في هذا المجال، وكذلك أهمية إعداد الكوادر الوطنية القادرة على التعاطي مع متطلبات التطور السريع في مجال الطب الشخصي، بمن في ذلك خريجو جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، من خلال توفير الأدوات اللازمة وتهيئة المناخ العلمي الداعم الذي يمنحهم الفرصة كاملة لتحقيق الريادة في مجال علم الجينات، للارتقاء بقدراتنا في مجال الطب الشخصي. وحرصت سمو الأميرة هيا على زيارة معرض الصحة العربي، وتفقدت سموها خلال الزيارة، التي رافقها فيها وزير الصحة، عدداً من الأجنحة العارضة في مقدمتها أجنحة وزارة الصحة. كما قامت سموها بزيارة جناح مدينة دبي الطبية وشاهدت ما تعرضه. ويركز مؤتمر الريادة في الرعاية الصحية، وهو أحد أهم المؤتمرات المتخصصة في هذا المجال على مستوى منطقة الشرق الأوسط، بصفة أساسية على آخر التطورات في الطب الشخصي وعلم الجينوم، ويسلط الضوء على أهم التطورات في مجال الحمض النووي وعلم الجينوم الجزيئي والبشري، إلى جانب التحديات والفرص المصاحبة للرعاية الصحية الشخصية للنهوض بنتائج علاج المرضى في المنطقة العربية. ويمكن للمعنيين بالرعاية الصحية في الشرق الأوسط الآن الاستفادة من القوة المتزايدة لعلم الجينوم ونموّ الطب الشخصي بفضل حصولهم على استعدادات أفضل تساعدهم في الوقاية من الأمراض وتشخيصها وعلاجها وتوقع النتائج استنادًا إلى معلومات معقدة، بما في ذلك البيانات الوراثية.
مشاركة :