لقد أصبحت منذ الآن من الشخصيات العامة، حيث أعلنت عن موقفها الصريح ضد ما وصفته بأنه الخطاب المتعصب السام في الوقت الراهن. كانت المخاوف التي انتشرت على نطاق واسع هي ما يغذي هذا النوع من الخطابات إثر وصول آلاف اللاجئين السوريين وغيرهم من المهاجرين إلى ألمانيا خلال العام الماضي. حيث تورط المهاجرون والرجال من أصول عربية وشمال أفريقية في موجات متتابعة من الهجمات وحوادث التحرش الجنسي في مدينة كولونيا عشية أعياد الميلاد للعام الجديد. ولقد كانت ردود الفعل داخل ألمانيا وفي غيرها من الدول الأوروبية واسعة وكبيرة. كتبت المجندة الألمانية ناريمان رينكه على صفحتها في «فيسبوك» مدونة صارت أكثر انتشارا لدى الجميع، حيث بدأت كلماتها بقولها: «إنني ألمانية ومسلمة»، واستمرت في إدانة وشجب كل الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها حفنة من المهاجرين، فضلا عن الدافع إلى تحميل كل اللاجئين وطالبي اللجوء السياسي مسؤولية تلك الأفعال المشينة. وتقول المجندة رينكه: «جاء والداي من المغرب مهاجرين إلى ألمانيا قبل 52 عاما. ولم تكن العواقب التي عاصروها هي الاغتصاب أو الجرائم، ولكنها كانت ستة أطفال جدد هم من مواطني ألمانيا الآن». ولقد أشارت المجندة الألمانية المسلمة عبر صفحتها على «فيسبوك» كيف أن الاعتداءات الجنسية ليست خاصة بمكان معين أو ثقافة معينة، ومن الخطأ كل الخطأ التخلي عن السياسة الحالية بشأن اللاجئين بسبب تغير ما في الرأي العام الداخلي حيالهم. إن قرار استقبال اللاجئين قرار صحيح - على الرغم مما حدث في كولونيا. وأحداث ليلة رأس السنة لا علاقة لها أبدا بقيمنا والتزاماتنا تجاه أنفسنا. فإما نؤمن أن حماية المضطهدين هي الشيء الصحيح أو لا. لكن التخلي عن كل شيء بسبب أن مجموعة من اللاجئين قد ارتكبت أعمالا إجرامية من شأنه أن يُعرض منظومة القيم لدينا لخطر النفاق. ثم تقدم ذلك التشبيه الألماني الرائع: «لا يمكن أن تكون رئيسا لاتحاد النباتيين في بلدتك ثم تفر إلى أقرب مطعم لوجبات اللحوم لمجرد وجود ثمرة خيار متعفنة في ثلاجة منزلك». وفي مقابلة شخصية مع موقع «دويتشه فيله» قالت المجندة المسلمة رينكه إنها «تلقت كثيرا من ردود الفعل الإيجابية، وكثيرا من التعليقات السلبية كذلك، وهناك كثير أيضا من التعليقات العنصرية التي لا علاقة لها بما كتبته بالأساس». وهي جزء من المنظمة العسكرية التي تقدم المساعدات للاجئين وتحاول تحسين الجهود نحو الاندماج والتكامل. وتقول السيدة رينكه: «عمل والداي بجد واجتهاد لتأسيس مكان هنا، إنني أشهر بإهانة شديدة عندما أعلم أن هؤلاء الذين اعتدوا على النساء وتحرشوا بهن كانوا من المغرب». كما أعربت السيدة رينكه عن قلقها أن مناخ التعصب وكراهية الإسلام قد يزداد سوءا. وقالت أخيرا إن «أخي وزوجي يفضلان إطلاق لحاهم، إنهما يرونها شيئا لطيفا، ولكن أخي تعرض للضرب في الشارع بسبب تلك اللحية؛ لأن من اعتدوا عليه اعتقدوا أنه مسلم متطرف. وكان عليه أن يحلق لحيته بعد ذلك».
مشاركة :