الدور الفرنسي تجاه تهديدات أمن الخليج العربي

  • 2/6/2023
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

‭ ‬خلال‭ ‬زيارتها‭ ‬الأولى‭ ‬لمنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والتي‭ ‬شملت‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬أدلت‭ ‬كاترين‭ ‬كولونا‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسية‭ ‬بحديث‭ ‬مطول‭ ‬لصحيفة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬2023‭ ‬تضمن‭ ‬تحديد‭ ‬أبرز‭ ‬ملامح‭ ‬الرؤية‭ ‬الفرنسية‭ ‬تجاه‭ ‬تهديدات‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وكان‭ ‬لافتاً‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحديث‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمور‭ ‬أولها‭: ‬إيران‭ ‬تعتمد‭ ‬نهجا‭ ‬تصعيديا‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وأن‭ ‬التهديدات‭ ‬الإيرانية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حصرها‭ ‬في‭ ‬المسألة‭ ‬النووية‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬وسطاء‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬لتحقيق‭ ‬مصالحها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ترسانة‭ ‬الصواريخ‭ ‬والطائرات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬طيار‭ ‬‮«‬الدرونز‮»‬،‭ ‬وثانيها‭: ‬أن‭ ‬فرنسا‭ ‬عازمة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استمرار‭ ‬الالتزام‭ ‬تجاه‭ ‬أمن‭ ‬شركائها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وثالثها‭: ‬أن‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬فرنسا‭ ‬والسعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعد‭ ‬وسيلة‭ ‬للرد‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭.‬ وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أنه‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الدور‭ ‬الفرنسي‭ ‬تجاه‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الجديد‭ ‬ففرنسا‭ ‬كانت‭ ‬مشاركاً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬كل‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬حرب‭ ‬تحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1991،‭ ‬فضلاً‭ ‬عما‭ ‬تشير‭ ‬إليه‭ ‬التقارير‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬فرنسا‭ ‬توفر‭ ‬حوالي‭ ‬24%‭ ‬من‭ ‬الأصول‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬عدة‭ ‬مؤشرات‭ ‬تعكس‭ ‬تنامي‭ ‬الدور‭ ‬الفرنسي‭ ‬تجاه‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬عموماً‭ ‬ومنها‭ ‬إعلان‭ ‬فرنسا‭ ‬تأسيس‭ ‬البعثة‭ ‬الأوروبية‭ ‬لمراقبة‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬بقيادة‭ ‬فرنسا‭ ‬ودعم‭ ‬ثماني‭ ‬دول‭ ‬أوروبية‭ ‬والتي‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬أبوظبي‭ ‬مقراً‭ ‬لها،‭ ‬وكذلك‭ ‬انتقلت‭ ‬قيادة‭ ‬المجموعة‭ ‬البحرية‭ ‬التابعة‭ ‬للتحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لمحاربة‭ ‬داعش‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا‭ ‬عام‭ ‬2021‭.‬ ومع‭ ‬أهمية‭ ‬تلك‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬وبلا‭ ‬شك‭ ‬تنامي‭ ‬الدور‭ ‬الفرنسي‭ ‬تجاه‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬فإنه‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬ذلك‭ ‬الدور‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬أولاً‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬الست‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬ضمن‭ ‬الإطار‭ ‬الإقليمي‭ ‬الأوسع‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬مشاركة‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬في‭ ‬مؤتمري‭ ‬بغداد‭ ‬الأول‭ ‬أغسطس‭ ‬2021‭ ‬والثاني‭ ‬ديسمبر‭ ‬2022‭ ‬وخلال‭ ‬المؤتمر‭ ‬الأخير‭ ‬كان‭ ‬لافتاً‭ ‬مطالبة‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬‮«‬السماح‭ ‬للعراق‭ ‬باختيار‭ ‬طريق‭ ‬لا‭ ‬تمليه‭ ‬عليه‭ ‬القوى‭ ‬الأجنبية‮»‬،‭ ‬ولاشك‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الرؤية‭ ‬تتسق‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬شركاء‭ ‬فرنسا‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬العراق‭ ‬وإنما‭ ‬لمنظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬التي‭ ‬تلقي‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وثانياً‭: ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الرؤية‭ ‬الفرنسية‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬التوجه‭ ‬الأوروبي‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬تجاه‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬والتي‭ ‬بدت‭ ‬مؤشراته‭ ‬بوضوح‭ ‬خلال‭ ‬تصريح‭ ‬أورسولا‭ ‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‭ ‬رئيسة‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‭ ‬التي‭ ‬قالت‭ ‬وللمرة‭ ‬الأولى‭ ‬إن‭ ‬‮«‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬حذرتنا‭ ‬من‭ ‬الخطر‭ ‬الإيراني‭ ‬ولكننا‭ ‬استغرقنا‭ ‬وقتاً‭ ‬طويلاً‭ ‬لفهم‭ ‬الحقيقة‮»‬،‭ ‬وثالثاً‭: ‬أن‭ ‬التصريحات‭ ‬الفرنسية‭ ‬تجاه‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬قد‭ ‬جاءت‭ ‬بعد‭ ‬خطوة‭ ‬عملية‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬فرنسا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعلان‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الفرنسية‭ ‬استيلاء‭ ‬قواتها‭ ‬البحرية‭ ‬الخاصة‭ ‬على‭ ‬زورق‭ ‬محمل‭ ‬بالأسلحة‭ ‬والذخائر‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬للحوثيين‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2023‭ ‬ووفقاً‭ ‬للمصادر‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬آلاف‭ ‬بندقية‭ ‬هجومية‭ ‬ونصف‭ ‬مليون‭ ‬طلقة‭ ‬و20‭ ‬صاروخاً‭ ‬مضاداً‭ ‬للدبابات،‭ ‬ليضاف‭ ‬ذلك‭ ‬الجهد‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬والبريطانية‭ ‬لمنع‭ ‬وصول‭ ‬الأسلحة‭ ‬للحوثيين‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬تطبيقاً‭ ‬للقرارات‭ ‬الأممية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬ وقد‭ ‬تختلف‭ ‬رؤى‭ ‬الباحثين‭ ‬سواء‭ ‬حول‭ ‬طبيعة‭ ‬الدور‭ ‬الفرنسي‭ ‬وعما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬جزء‭ ‬منه‭ ‬يعد‭ ‬تنافسا‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬الأخرى‭ ‬أو‭ ‬توقيت‭ ‬ذلك‭ ‬الدور‭ ‬وتلك‭ ‬الإجراءات‭ ‬وعما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬تهديدات‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يجد‭ ‬تبريره‭ ‬في‭ ‬كون‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬هي‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬مجموعة‭ ‬دول‭ ‬5‭+‬1‭ ‬التي‭ ‬تضطلع‭ ‬بملف‭ ‬المفاوضات‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المربع‭ ‬صفر‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المفاوضات‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬تدرك‭ ‬مخاطر‭ ‬التهديدات‭ ‬الإيرانية‭ ‬لشركائها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والتي‭ ‬ترى‭ ‬المسؤولة‭ ‬الفرنسية‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭ ‬تجاوزت‭ ‬النطاق‭ ‬الإقليمي‭ ‬لتطال‭ ‬الأراضي‭ ‬الأوكرانية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طائرات‭ ‬الدرونز‭ ‬الإيرانية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬آثارها‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭.‬ ومع‭ ‬التأكيد‭ ‬الفرنسي‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬مرة‭ ‬أن‭ ‬فرنسا‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التنافس‭ ‬مع‭ ‬الدور‭ ‬الأمريكي‭ ‬تجاه‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬أعلنت‭ ‬تأسيس‭ ‬بعثة‭ ‬أوروبية‭ ‬لمراقبة‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬فإن‭ ‬جهود‭ ‬الجانبين‭ ‬تظل‭ ‬تكاملا‭ ‬لا‭ ‬تنافسا‭.‬ وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬المستجدات‭ ‬العملية‭ ‬للدور‭ ‬الفرنسي‭ ‬تجاه‭ ‬تهديدات‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬تظل‭ ‬مهمة‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الاستجابة‭ ‬الفرنسية‭ ‬العملية‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬تحقيق‭ ‬مفهوم‭ ‬الردع‭ ‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬ذلك‭ ‬الدور‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الدور‭ ‬الأوروبي‭ ‬تجاه‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬تبلور‭ ‬بوضوح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وثيقة‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الأوروبية‭ ‬تجاه‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬إطلاقها‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2022‭ ‬وتضمن‭ ‬جوانب‭ ‬مهمة‭ ‬بشأن‭ ‬رؤية‭ ‬الاتحاد‭ ‬لطبيعة‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬وآليات‭ ‬مواجهتها‭.‬ وعود‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭ ‬فإن‭ ‬تأكيد‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسية‭ ‬أن‭ ‬فرنسا‭ ‬سوف‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬شركائها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬للأزمات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬اعتزامها‭ ‬لقاء‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬يعني‭ ‬إمكانية‭ ‬بلورة‭ ‬خطوط‭ ‬عامة‭ ‬مشتركة‭ ‬بشأن‭ ‬طبيعة‭ ‬ومسار‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬الإقليمية‭ ‬وكيفية‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يتشابك‭ ‬فيه‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬مع‭ ‬نظيره‭ ‬العالمي‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬ليس‭ ‬أقلها‭ ‬قضايا‭ ‬الطاقة‭ ‬وتهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬والتهديدات‭ ‬السيبرانية‭.‬ وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬تفاوت‭ ‬مستوى‭ ‬العلاقات‭ ‬الفرنسية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬فإن‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬جدال‭ ‬فيها‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬فرنسا‭ ‬كانت‭ ‬وستظل‭ ‬أحد‭ ‬الشركاء‭ ‬الأمنيين‭ ‬المهمين‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الخبرات‭ ‬التاريخية‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬تطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المحورية‭ ‬داخل‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬أمر‭ ‬ينعكس‭ ‬بالإيجاب‭ ‬على‭ ‬الحوار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬المنظمات‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬صداه‭ ‬بين‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ومنظومة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬ككل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تداعيات‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تعثر‭ ‬المفاوضات‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬واحتدام‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬تجاه‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭.‬ إن‭ ‬تفعيل‭ ‬أدوار‭ ‬بعض‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬تجاه‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬الخليجي‭ ‬لا‭ ‬يحقق‭ ‬مفهوم‭ ‬الردع‭ ‬فحسب‭ ‬وإنما‭ ‬يسهم‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬أساسا‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭. ‬ { مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

مشاركة :