الزلازل والهزات الأرضية تعد ظواهر طبيعية وعادية في تركيا، ولا تعتبر ظاهرة نادرة أبداً؛ حيث تشير أرقام هيئة إدارة الكوارث والطوارئ في البلاد، إلى وقوع أكثر من 33 ألف زلزال عام 2020 وحده، بينها 322 فقط بقوة تزيد على 4 درجات على مقياس ريختر. وتعود كثرة الزلازل إلى وقوع معظم أجزاء تركيا على الصفيحة التكتونية الأناضولية، التي تتموضع بين صفيحتين "الأوراسية التي تمثل نسبياً قشرة غير قابلة للحركة، والعربية التي تتجه شمالاً بمعدل بوصة واحدة تقريباً سنوياً". ويؤدي هذا إلى ضغط تركيا التي تقف على عدة خطوط صدع، وفق ما ذكرت صحيفة "صباح" التركية في تقريرٍ سابقٍ لها؛ حيث أكثر خطوط الصدع تدميراً في تركيا هو خط الصدع شمالي الأناضول، حيث تلتقي صفيحتا الأناضول والأوراسيا. ويمتد خط الصدع شمال الأناضول من جنوب إسطنبول مباشرة على طول الطريق إلى شمال شرق تركيا، كذلك يمتد خط صدع شرق الأناضول نحو 650 كيلومتراً من مرتفعات شرق تركيا إلى البحر المتوسط، حيث يتجه جنوباً ويلتقي في النهاية مع الصدع الكبير الذي يفصل بين الصفائح الإفريقية والعربية. ويشكّل صدع الانزلاق قبل ملايين السنين عندما كانت الصفيحة العربية تدفع صفيحة الأناضول نحو الشمال الغربي، ويتأثر غرب تركيا أيضاً بصفيحة تكتونية صغيرة أخرى، وهي صفيحة بحر إيجه. يُذكر أنه في أواخر نوفمبر الماضي ضرب زلزال بقوة 6.1 درجة شمال غرب تركيا موقعاً نحو 50 جريحاً ومتسبباً في أضرارٍ محدودة، وفق أجهزة الإسعاف التركية، ويناير 2020 شهدت تركيا أيضاً زلزالاً بقوة 6.7 درجة ضرب منطقة إلازيغ؛ ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصاً. وفي أكتوبر من العام نفسه، ضرب زلزال بقوة 7 درجات بحر إيجه، ما أسفر عن مقتل 114 شخصاً وإصابة أكثر من ألف آخرين بجروحٍ، وشهدت مناطق في تركيا، اليوم الإثنين، زلزالاً بلغت قوته في 7.4 درجة بمدينة كهرمان مرعش جنوبي البلاد.
مشاركة :