تبلغ برودة الأجواء ذروتها في السعودية ومنطقة الخليج العربي نهاية الأسبوع، وتكون درجات الحرارة الصغرى في مستويات متدنية جدا إلى تحت الصفر في المناطق الشمالية لليوم الثالث على التوالي. ويُتوقع أن يشتد تأثير الموجات القطبية على المنطقتين الوسطى والشرقية اعتبارا من اليوم الجمعة -بإذن الله-، فيكون الطقس قارس البرودة وتنخفض درجات الحرارة إلى أقل من المعدلات الفصلية، تقترب فجرا من الصفر المئوي خلال اليومين المقبلين. كما يستمر عصف الرياح الشمالية الباردة التي تثير الغبار في المواقع المكشوفة والطرق البرية بين المدن، في حين يؤدي تراجع الرطوبة إلى تنامي الإحساس قويا بالمتغـير الجوي في الساحل الشرقي، وذلك بسبب زيادة توغل الكتلة الهوائية الباردة، التي تعمل على كسر حاجز الحرارة المعتادة شتاءً، وتعد حالة نادرة في مثل هذه الفترة، بما وصلت إليه من انخفاض قياسي في معظم مناطق المملكة. وتندفع الكتلة الهوائية من مناطق شديدة البرودة والجفاف في سيبيريا، ويؤثر ذلك في هذا الانخفاض بدرجات الحرارة، إلى أن تنحسر الموجة الباردة تدريجيا -متوقعا- في منتصف الأسبوع المقبل -إن شاء الله-. وفي سياق متصل، يوضح الباحث العلمي المختص عبدالعزيز الشمري، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن موجة البرد القارس التي تجتاح النصف الشمالي من الكرة الأرضية مستمرة -بإذن الله- لبضع أيام، وتشتد اليوم الجمعة مع درجات حرارة تلامس الصفر المئوي، بمناطق الرياض والقصيم والشرقية في اليومين المقبلين، وتتدنى إلى ما دون الصفر في حائل والمناطق الشمالية عموما، وذلك بتأثير المرتفع السيبيري والرياح الشمالية الباردة. وأشار إلى أن منزلة (البلدة) صادفت التوافق في حسابات الأنواء بهذه الفترة، الذي يكون مؤشرا على تبيّن الظواهر الجوية التي تعرف بها، من حيث اشتداد البرد وهبوب الرياح الشمالية وانخفاض مستويات الحرارة، واستمرار النهار بأخذ أربع درجات من الليل (15 دقيقة)، حتى يصل إلى أكثر من 11 ساعة في نهايتها، فيما تعد الطوالع علامات لمعرفة تعاقب الفصول والأنواء، مع الفوارق بمرور الزمن الذي يعني عدم التطابق بالضرورة مع واقع متغير في أحوال الطقس عاما بعد آخر، ودون علاقة للنجوم قطعيا بما يحدث في مناخ الأرض. وبحسب الفلكي الشمري، فإن موقع طالع البلدة، محدد بين منزلتي (النعايم وسعد الذابح) جنوب خط الاستواء السماوي، تنزلها الشمس ظاهريا في أواخر شهر يناير، وهي المنزلة الخامسة من منازل فصل الشتاء الثانية في نوء (الشبط)، الذي يُتبع بموسم العقارب في العاشر من فبراير، حتى موعد الاعتدال الربيعي 21 مارس. وأضاف إن العقارب وصف متعارف عليه لمجموعة الأيام التي تقع بين أنواء (الشبط والحميمين)، وتتكرر سنويا على نحوٍ متشابه في السمات الطقسية بحوالي 39 يوما، تتخللها موجات البرودة، وهو مرجع التسمية، كناية عن لسعات البرد الشديدة والمباغتة. ويشتمل موسمها على ثلاث من منازل الشمس والقمر (سعد الذابح وسعد بلع وسعد السعود)، وفي خصائصها الجوية التقريبية متى صادفت التكرار في الموسم، تكون هذه المنازل متميزة بالبرد القارس معظم فتراتها غالبا، ودون اتصال بين الفترات متقاربا، مع تهيؤ فرص الأمطار بمشيئة الله في نهاية العقرب الثالث، وعند بوابة الدخول إلى فصل الربيع حيث يبدأ الطقس في الاعتدال.
مشاركة :