العقم مشكلة كبيرة سببها أحد الزوجين أو الاثنان معاً. وثلث حالات العقم تعود إلى النساء، والثلث الثاني إلى الرجال، أما الثلث الباقي فيأتي من الطرفين. وفي شكل عام هناك سببان كبيران للعقم: الأول يتمثل بوجود مشاكل تتعلق بالحيوانات المنوية، أما الثاني فيعود إلى مشاكل تتعلق بالتبويض. وإذا مضى عام كامل على الزواج والمعاشرة الزوجية المستمرة والمنتظمة ولم تتمكن الزوجة من الحمل، فمعنى ذلك أن هناك سبباً لعدم الإنجاب، وفي هذه الحال لا بد من تشخيص هذا السبب لالتماس العلاج. صحيح أن نسبة كبيرة من النساء يحملن من دون صعوبة، إلا أن عدداً لا بأس به من الأزواج يحتاج إلى المعونة بسبب عدم القدرة على الإنجاب في شكل طبيعي. ووفق مؤسسة «ريزولف» التي تعمل على مناصرة الأشخاص المصابين بالعقم، فإن واحداً من بين 10 أشخاص في الولايات المتحدة يعاني من عدم الخصوبة. ولم تعد مشكلة عدم الخصوبة تحتل الحيز الكبير الذي كانت تشغله قبل سنوات، فقد سمح التطور الطبي بتطبيق أساليب علاجية سجلت نجاحات باهرة على هذا الصعيد. وعلاج العقم ليس بالأمر البسيط، بل هو عملية معقدة وطويلة تتطلب بذل الكثير من الوقت والجهد إلى جانب وضع اقتصادي جيد، وأحوال نفسية سليمة، وانسجام متناغم وتعاون كامل بين الزوجين بعيداً من الخلافات التي تعرقل الجهود العلاجية. ويجب أن يكون الزوجان على مقدار كبير من المسؤولية، والانتباه إلى كل شاردة وواردة تتعلق بالعلاج حصرياً، خصوصاً لجهة تناول الأدوية الموصى بها، وتسجيل يوميات المراقبة، والاستشارات الطبية الدورية.
مشاركة :