إحتل الاتحاد السوفيتي السابق، صدارة سباق الفضاء بإطلاق أول قمر صناعي في العام 1957 وإرسال أول رجل وأول امرأة إلى المدار الفضائي حول الأرض في العام 1961، ولحقت به الولايات المتحدة وأرسلت أول رجل للهبوط على سطح القمر في العام 1969. ومن يومها، ومع كل رحلة فضائية، تترك المركبات والصواريخ مخلفات تبقى عالقة في المدار الفضائي حول الأرض، تدور في فلكها من دون توقف، ومع ارتفاع عدد الرحلات إرتفع معدل النفايات الفضائية، مهددة الأقمار العاملة بالتدمير أو الضرر حال إصطدامها بها. وحذر العلماء في تقرير منشور على موقع «أكتا أسترونوتيكا» من ارتفاع نسبة النفايات الفضائية، والتي قد تؤدي إلى حروب عالمية حال اصطدامها بأحد الأقمار وخصوصاً العسكرية منها، مؤكدين أن قطعة صغيرة من هذه النفايات تملك قوة كافية لإصابة القمر الصناعي أو تدميره. وأرجع العلماء رأيهم إلى ان الشظايا في كل مكان حول الأقمار الصناعية، وعند إصطدامها لا يمكن التفريق بين كونها شظية أم هجوم مخطط من دولة معادية. ورصدت وكالات الفضاء في روسيا وأميركا اكثر من 23 ألف قطعة من المخلفات يبدأ حجمها من 10 سنتيمتر، وأكثر من نصف بليون قطعة يتراوح حجمها من 1 سنتيمتر إلى 10 سنتيمتر، كلها تسبح في الفضاء وتدور في المدارات نفسها حلو الأرض. وتبلغ سرعة قطع المخلفات في المدار حوالى 30 ألف ميل في الساعة ما يجعلها التهديد الأول للمركبات الفضائية والأقمار الصناعية في المدارات القريبة من الأرض. وتعتبر المخلفات الفضائية التهديد الأول للأقمار الصناعية خصوصاً الموجود في المدارات القريبة من الأرض والتي تنتشر بها الأقمار الصناعية العسكرية. وتصاعدت التحذيرات بعد حادث اصطدام قمر صناعي روسي العام 2013 مع شظايا قمر صناعي صيني قديم، دمرته الصين بصاروخ في العام 2007. في خطوة أثبتت قدرة الصواريخ العسكرية على الوصول إلى الأقمار الصناعية في مداراتها، ونتج عنها أكثر من ثلاثة آلاف قطعة حطام في المدار. واكد تقرير صادر عن «وكالة الفضاء الروسية» أن «محطة الفضاء الدولية» قامت بإجراءات لتفادي الاصطدام بقطع حطام خمس مرات في العام 2014، وأكدت الوكالة أن حتى قطع «الطلاء» الرقيقة قد تكون خطرة. وهو ما حدث مع المكوك الفضائي التابع لـ«وكالة الفضاء الأميركية» (ناسا) عندما واجه قطع حطام وشظايا طلاء اصطدمت به، وحذرت «ناسا» في تقريرها الصادر في العام 2011 من مستوى النفايات الفضائية ووصفته بإنه وصل إلى «الحد الأقصى».
مشاركة :