في حادث مثير وطريف، هاجمت أسراب من النحل ملعب "كادوقلي" في ولاية جنوب كردفان الثلثاء الماضي، قبل دقائق من بدء مواجهة نادي الهلال السوداني ومضيفه هلال كادوقلي، في المباراة الافتتاحية "الرمزية" للدوري السوداني لكرة القدم. وعلى أثر الهجوم، أعلنت اللجنة المنظمة للبطولة تأجيل المباراة إلى وقت لاحق، في حين تبددت آمال الهلال العاصمي الساعي للعودة إلى أم درمان بالنقاط الثلاث الأولى في مشوار استعادة اللقب، الذي توج به غريمه التقليدي المريخ في الموسم الماضي 2015. وقررت اللجنة المنظمة للبطولة، افتتاح الموسم بهذه المباراة في عاصمة الولاية التي تعاني اضطرابات أمنية بسبب الحرب الدائرة في عدد من مناطقها بين القوات الحكومية والمتمردين. وذكرت مواقع إخبارية سودانية وعربية، أن أسراب النحل التي كانت موجودة بأعداد كبيرة في الأشجار حول الملعب، بدأت الهجوم قبل دقائق من بدء المباراة، ما أجبر اللاعبين وطاقم التحكيم على العودة إلى الغرف المخصصة لهم داخل الملعب، فيما حمت السلطات المحلية مخارج الجمهور للحيلولة دون وقوع إصابات. ولم تؤكد التقارير الواردة ما إذا أسفر الهجوم عن وقوع أي إصابات، في الوقت الذي تناقلت الصفحات المهتمة بالرياضة على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، صوراً لأشخاص قالت إنهم أصيبوا في الهجوم، لكن لم يتسنّ التأكد من صحة تلك الصور. وبيّنت صور أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي، عمليات إخلاء الملعب من الجمهور، وظهر طاقم حكام المباراة وهم يضعون أغطية على رؤوسهم خوفاً من لسعات النحل قبيل إصدارهم قرار تأجيل اللقاء، حرصاً على سلامة اللاعبين والجمهور، ووفقاً للوائح تنظيم البطولة. وولاية جنوب كردفان هي إحدى أهم المناطق المنتجة لعسل النحل الطبيعي في السودان، وتحيط بمدينة كادوقلي سلسلة من الجبال والغابات، وتتمتع الولاية التي تشهد بعض مناطقها حرباً بين الحكومة السودانية و "الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال"، التي تمردت بعد انفصال دولة جنوب السودان في العام 2011، بثروات طبيعية كبيرة، لكن الحرب الدائرة منذ سنوات أوقفت التنمية والإنتاج.