بلغ الجنون الكروي أعلى درجاته في مباراة الحمرية مع الأهلي في مسك ختام الأسبوع الثاني عشر لدوري كرة الصالات التي انتهت بتعادل الفريقين 5-5، فقد كان التكافؤ سيد الموقف والحماسة والسرعة والقوة في الأداء هي العنوان الأبرز. استمتع الحضور الجماهيري الذي شهد اللقاء بروعة وإثارة التقلبات في النتيجة، وكان شاهداً على أجمل مباراة في الموسم من الفريقين، فالأهلي المتفرد بالصدارة لم يكن التعادل خسارة له، والحمرية صاحب المركز التاسع أيضاً لم يكن التعادل في منزلة الفوز فقد كان بإمكانه تحقيق الأفضل. وكان في إمكان الأهلي حسم الأمور مبكراً إذا ما وضعنا في الاعتبار أن العارضة والقائم تناوبا في رد 8 تسديدات له، وذلك في الشوط الأول، كما أبت تسديتان للحمرية إلا أن تصيبا عارضة الأهلي في الشوط الثاني، وكل هذه الأحداث كانت في المرمى الغربي لصالة الحمرية، واستقبلت شباك المرمى الغربي 7 أهداف من أصل 10 أهداف هي مجموع أهداف اللقاء. كما أن الإثارة استمرت في أمور أخرى، حيث سجل الحمرية هدفي السبق في الشباك الشرقية، وسجل الأهلي هدفه الخامس في الشوط الثاني أيضاً في الشباك الشرقية. تقدم الحمرية صاحب الأرض 2-صفر في الدقائق الأولى، وكان الهدف الأول من ركلة جزاء ستة أمتار ارتكبها طاهر حسن، وافتتح بها خليفة محمد خليفة التسجيل في المباراة، ثم أضاف الحمرية الهدف الثاني عن طريق الموهوب خالد السقطري لتصبح النتيجة 2-صفر، وسط دهشة الأهلاوية. لكن رغم تقدم الحمرية كان الأهلي الطرف الأفضل والأكثر ثقلاً وسيطرة، واستغل الاندفاع من لاعبي الحمرية، وبسرعة فرض الأهلي أسلوبه وسجل هدف تقليص الفارق في منتصف الشوط عن طريق قاسم عبد الرضا، ثم أدرك محمد حسن التعادل 2-2 من ركلة تراكمية وسجل محمد عبيد هدف الترجيح 3-2، ثم سجل راشد الراوي هدف توسيع الفارق 4-2 لينتهي الشوط الأول 4-2 لمصلحة الأهلي الذي قلب النتيجة من الخسارة بهدفين إلى تقدم. وبعد انتهاء فترة راحة ما بين الشوطين بادر الأهلي بالنزول إلى الملعب وتأخر دخول لاعبي الحمرية كثيراً وتم تنبيههم بالصافرة أكثر من مرتين. وفي الشوط الثاني تعامل لاعبو الفريقين مع المباراة بهدوء وسجل الأهلي الهدف الخامس بعد مرور 5 دقائق من بداية الشوط لتصبح النتيجة 5-2 وهنا تذكر الجميع سيناريو مباراة النصر والحمرية التي انتهت 7-،2 ولكن يبدو أن فريق الحمرية استفاد من أخطاء وسلبيات الماضي، ومع مرور الوقت ينجح الحمرية في تكرار سيناريو الأهلي بالشوط الأول، ويسجل هدفين سريعين عن طريق نجمه المتألق مروان جاسم الذي شكل فريقاً بمفرده من خلال طلعاته الهجومية وانطلاقاته القوية وثقته في نفسه. لاعبو الأهلي في حيرة عندما تكون الكرة بين أقدام مروان جاسم وخالد السقطري وخليفة محمد خليفة صاحب المجهود الوافر والمايسترو علي شعبان أحمد، وتصبح النتيجة 5-4 ويتحول الملعب إلى مرجل يغلي الكل يوجه ويحمس ويتطلع لعدم افتكاك الكرة وعدم ارتكاب مخالفة. وركز الأهلي على الاحتفاظ بالكرة بين أقدام لاعبيه وأهدر الحمرية ثلاث فرص أبرزها من مروان جاسم وخالد السقطري، وأسهلها من قدم سعيد النمر، الذي لو أعيدت له الكرة مئة مرة لإهدارها لم يستطع إهدارها، ولكن بعد أقل من دقيقة نجح النمر نفسه في التعويض بتسجيل هدف من كرة لا تعد فرصة سددها ولامست السقطري الذي حول مسارها وحجب الرؤية عن جابر محمد حارس مرمى الأهلي الذي غالطته الكرة وعانقت الشباك الحمراء قبل نهاية المباراة بأقل من دقيقة ونصف. وفي آخر ثانية من اللقاء ينقذ اللاعب هاشم محمد فريقه من هدف محقق من تسديدة خالد السقطري على مرمى الأهلي الخالي من حارسه وتعملق هاشم محمد وحرم الحمرية من نيل لقب أول فريق يهزم الأهلي. وحافظ الأهلي على كبريائه، حيث يعتبر الفريق الوحيد الذي لم يتجرع مرارة الخسارة حتى الآن في دوري كرة الصالات الذي ينفرد الفريق الأحمر بصدارته عن جدارة، ويصبح الفرسان برصيد 30 نقطة في الصدارة بفارق 4 نقاط عن الظفرة أقرب منافسيه ومطارديه ورفع الحمرية رصيده إلى 11 نقطة. مدرسة برتغالية وتدخل القوائم جمع ميدان المواجهة بين مدربين منحدرين من المدرسة البرتغالية لكرة الصالات التي تعد من المدارس المميزة والمنافسة للمدرسة البرازيلية، هما فيتور هوغو مدرب الحمرية وروي جيماريتش مدرب الأهلي، ويعد نادي الحمرية أول محطة تدريبية لروي جيماريتش قبل مغادرته إلى الوصل ثم الأهلي. أما مساعد مدرب الحمرية صالح الحديدي فهو من أقدم أبناء اللعبة فقد كان أحد لاعبي الحمرية ثم تحول إلى مدرب ومساعد مدرب للنادي الأهلي وأخيراً عاد إلى فريقه الحمرية مساعداً لفيتور هوغو فضلاً عن كونه من المحللين المعروفين باستوديوهات كرة قدم الصالات. وعلى مستوى اللاعبين فقد ضمت تشكيلة الأهلي من اللاعبين الذين سبق لهم اللعب في الحمرية جابر محمد يوسف وحمد الراوي وراشد الراوي إلى جانب فهد علي كريدة الذي لم يشارك مع الأهلي منذ بداية الموسم، ومن لاعبي الحمرية الذين سبق لهم أن تأسسوا في الأهلي النجم الكبير والمطلوب من جميع أندية المقدمة في كرة الصالات خالد السقطري. وتستحق المباراة أن تدخل التاريخ كونها شهدت ارتداد الكرة من العارضة والقائم أكثر من عشر مرات.
مشاركة :