أكد الشيخ صلاح الجودر أن المجتمع لا يكون قوياً، بعد توحيد الله وطاعته والتزام أوامره، إلا إذا كان قوياً في اقتصاده وموارده وقدراته، ولا يتأتى ذلك إلا بسياسات اقتصادية محكمة تحافظ على مقدراته وتضع ميزانياته وتوجه الدعم والاستهلاك، وما توفره وتحافظ عليه الدول إنما هو قوة لها وللأجيال القادمة!، ولفت إلى أن المجتمع القوي هو الذي يستطيع مواجهة التحديات والأزمات من خلال الاقتصاد في النفقات، والتقليل من المصروفات، والترشيد في الاستهلاك، وتنويع مصادر الدخل. وأكد الجودر في خطبة الجمعة أمس بجامع الخير بقلالي أن الإنسان لم يخلق ليأكل ويشرب كما البهائم، وإنما خلق ليعبد الله ويوحده، وقال إن المرحلة التي تعيشها المنطقة اليوم والتحديات التي تواجهها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وظهور الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران توجب على المسلم أخذ الحيطة والحذر، والنهي عن الإسراف والتبذير، والاقتصاد في الأمور كلها، فإن ذلك من الدين، والدين النصيحة. وحذر الشيخ الجودر من الإسراف والتبذير، مشيرا إلى أنهما عدو الأمن والاستقرار، وسبيلا لضياع الأموال والموارد، وطريقا للإفلاس والديون، منوها بقول عمر الفاروق: (الخرَقُ في المعيشة أخوفُ عندي عليكم من العوز، ولا يقلُّ شيئا مع الإصلاح، ولا يبقى شيءٌ مع الفساد، وحُسنُ التدبير في المعيشة أفضلُ من نصفِ الكسْبِ)، وقول أحد الحكماء: (من حفظ ماله فقد حفظ الأكرمين: الدين والعرض)، وقد أباح الله لنا الطيبات ونهانا عن الإسراف والتبذير. وقال خطيب جامع الخير إن الإسراف والتبذير يعني الفقر والحاجة، فكم من أسر كان آباؤهم مقتدرين وفي إنفاقهم راشدين، فجاء من بعدهم أبناء يسرفون ويبذرون سعياً خلف شهواتهم وملذاتهم، فتقوضت بيوتهم، وانهارت أسرهم، وهلكت أموالهم، وكان ذلك بسبب الإسراف والتبذير، ولفت إلى أثر الإسراف على صحة الإنسان وما يصيب المسرفين من أمراض القلب والشرايين والسكر والضغط. وأعرب الجودر عن أسفه لما يفعله أبناء هذا الزمان الذين يتفاخرون بالإسراف، ويتباهون بالتبذير، في أفراحهم ومناسباتهم وولائمهم واحتفالاتهم، مما يقودهم إلى تراكم الديون، وكثرة المطالبات، وقد يقودهم لأكل الحرام، وفساد الذمم، فيقترضون من أجل السفر، ويتدينون من أجل حفلة زفاف باذخة، مما نغص عليهم معيشتهم وعرضهم للهلاك، كل ذلك بسبب الإسراف والتبذير وعدم الترشيد.
مشاركة :