مدرب عنيد في قراراته وتشكيلته، بالرغم من أرقام ونتائج فرضت له الأفضلية بين أقرانه، ولكن النتائج نفسها تخيف أنصار الفريق الذي يقوده، فإن كانت اللاخسارة جيدة فالفوز لم يأت أيضا وهنا تقع الإشكالية الكبرى. الفريق الأهلاوي «المكتمل عناصريا»، جاء أمام التعاون غريبا هشا على غير المتوقع حتى من أكثر الجماهير تشاؤما، والأسباب فعلا مجهولة وحائرة بين تغييرات خاطئة وظهور أغرب من لاعبين يحملون من القيمة والإمكانيات ما هو أكبر من أداء البارحة الأولى. بكل المقاييس ظهر «سكري القصيم» بشكل أفضل ومستوى عال أحرج فرقة السويسري جروس كثيرا، فتلاعب أفضل نجوم اللقاء السوري جهاد الحسين كيفما شاء في أرض الجوهرة، وغاب ابن جلدته النجم الأهلاوي عمر السومة بعد الهدف الذي أحرزه. لاعبون يحتاجون إلى راحة طالما أن دكة الأهلي متشبعة بالنجوم والأسماء الرنانة، وجب فعليا على جروس إراحة لاعبين أجهدوا ووضح الإجهاد على أدائهم الذي ظهر تدنيه في آخر المباريات، وبالأخص قائد الفريق تيسير الجاسم الذي استنزف بشكل مبالغ فيه، وهنا لابد من إشراك المقهوي بدلا عن تيسير، وشغل خانته بفهد حمد أو أحد الأجنبيين فيتفا وماركينهو. أخطاء جروس وإصراره في لقاء التعاون كان إخراج المؤشر في غير محله وهو الأنشط من بين كافة لاعبي الأهلي في تلك المواجهة، وربما كان الأفضل أن يحل مهند عسيري بديلا للسومة الذي لم يستطع التخلص من الحصار التعاون وبدا عليه الإرهاق في تلك الأثناء، أيضا الفترة التي أعطيت للبرازيلي ماركينهو لم تسمح له بالظهور المثالي، وجعلته تائها وسط الملعب. لذا يجيب على جروس التحسين في قناعاته أولا، وألا يقع اللوم على اللاعبين لأنه وباختصار صاحب الاختيار والكلمة الأولى والأخيرة في التشكيل والتغيير. وفيما يخص التشكيل والتبديل، يظل التساؤل بشكل كبير على تغييب مصطفى بصاص الجاهز تماما في جهة إسلام سراج الذي لم يقدم إضافة تذكر في آخر المباريات، وصالح العمري الذي يحضر كبديل مثالي للمؤشر، لذا لابد أن يكشف السر في عدم الاستعانة ببصاص والعمري وما إذا كانت المشكلة إدارية أم أنها مجرد «عبط مدرب». الجمهور يريد الفوز فقط لن يرضى «مجانين» الأهلي وحاضرو مدرجه أن تتكرر قصة كل عام، فالوصافة أضحت أمرا مملا، وأن يبقى الفريق «حارقا» لأعصاب جماهيره عبر منافسته على اللقب ليخرج في نهاية المطاف بـ«خفي حنين»، فهذا ما لن يرضاه الأهلاويون أيا كانت الأعذار. وهنا لن يرضيها مشوار خال من الخسارة إذا كانت نهايته «خسارة حلم».
مشاركة :