أجرى المركز الوطني العماني للإحصاء والمعلومات استطلاعاً في دورته الثالثة حول توجهات الشباب العماني نحو العمل أظهرت نتائجه أن نسبة كبيرة من بينهم يعتقدون أن لديهم تأهيلاً علمياً مناسباً لسوق العمل تصل ذروتها بين الباحثين عن عمل إلى 85 في المئة تليها بين المشتغلين بنسبة 77 في المئة ثم طلبة التعليم العالي بنسبة 71 في المئة، كما تبين عدم وجود تفاوت كبير بين من يعتقدون بملاءمة تأهيلهم العلمي لسوق العمل خلال العام الماضي عن الأعوام السابقة للدراسة باستثناء النسبة بين المشتغلين التي انخفضت 5 في المئة ما بين العامين الماضيين، وأن الإناث يعتقدن أن تأهيلهن العلمي يناسب سوق العمل بدرجة أكبر من الذكور حيث تصل النسبة بين المشتغلات 85,9 في المئة مقابل 73,1 في المئة للمشتغلين و85,5 في المئة بين الباحثات عن عمل مقابل 82,6 في المئة للباحثين عن عمل من الذكور بينما تزيد النسبة قليلاً بين الذكور على الإناث من طلبة التعليم العالي. أوضحت النتائج أيضاً أن محدودية التدريب العملي أهم جوانب النقص في التأهيل العلمي كما يراها طلبة التعليم العالي بنسبة 55,8 في المئة يليها احتياج المناهج الدراسية للتطوير بنسبة 42,7 في المئة ثم ضعف مستوى اللغة الإنجليزية في المرتبة الثالثة 34,5 في المئة، بينما يرى المشتغلون أن أهم جوانب النقص هي احتياج المناهج الدراسية إلى تطوير حيث شكل هذا الجانب ما نسبته 38,1 في المئة تلاه محدودية التدريب العملي ب 29,6 في المئة بالإضافة إلى أن التخصص غير مطلوب في سوق العمل بدرجة كبيرة بنسبة 20,8 في المئة. وتشير نتائج الاستطلاع إلى وجود تفاوت كبير في ترتيب جوانب النقص في التأهيل العلمي حسب المستوى التعليمي حيث تبين أن محدوديته كانت الجانب الأهم بالنسبة للباحثين عن عمل من الحاصلين على تعليم ثانوي في حين كان القصور الرئيسي بالنسبة للحاصلين على تعليم جامعي منهم محدودية الطلب على تخصصاتهم في سوق العمل، وأما بالنسبة للشباب المشتغلين فقد تبين أن احتياج المناهج الدراسية إلى تطوير الجانب الأبرز من جوانب القصور لكل من الحاصلين على تعليم ثانوي وجامعي. وبلغ متوسط طول فترة البحث عن عمل بين الشباب ثلاث سنوات ونصف السنة في العام الماضي، ما يعني أن نصف الشباب يقضون أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة في البحث عن عمل بينما النصف الآخر يقضي أقل من ذلك بانخفاض ستة أشهر عن متوسط الفترة المسجلة في العام الأسبق بينما يظل أعلى من المدة المسجلة في العام 2013م حيث كانت ثلاث سنوات. الحكومة أفضل وتتنوع الوسائل التي يستخدمها الباحثون عن عمل في معرفة الفرص الوظيفية والحصول على وظيفة، فمن بين الوسائل الأكثر شيوعاً التسجيل في هيئة سجل القوى العاملة ومتابعة إعلانات التوظيف في الصحف المحلية أو على الإنترنت أو التقدم بالسيرة الذاتية وطلب التوظيف إلى جهة العمل بشكل مباشر أو استخدام مكاتب التوظيف، بالإضافة إلى بعض الطرق التقليدية عن طريق الأهل والأصدقاء. وفيما يخص تفضيلات العمل لدى الشباب العماني فما زالت الأغلبية العظمى تفضل العمل بالقطاع الحكومي إلا أن هذه الرغبة سجلت تراجعاً بين الباحثين عن عمل والمشتغلين على عكس طلبة التعليم العالي، كما تبين أن الاستقرار والأمان الوظيفي والراتب الجيد والحوافز تشكل في جملتها أهم العوامل التي تجذب الشباب عند المفاضلة بين الوظائف المختلفة بشكل عام، وأن النسبة الأعلى في تفضيل القطاع الحكومي تم تسجيلها عند الباحثين عن عمل حيث بلغت 92 في المئة في العام الماضي متراجعة عن 95 في المئة في العام الأسبق، وبلغت النسبة أدنى مستوياتها بين الطلبة المقيدين في مؤسسات التعليم العالي مسجة 71 في المئة، ويفضل 82 في المئة من المشتغلين العمل بالقطاع الحكومي، وهي النسبة التي سجلت تراجعاً من 87 في المئة خلال العام الأسبق. ..ولو براتب أقل ولأن تفضيل العمل الحكومي كان هو السائد خلال ثلاث دورات من استطلاع توجهات الشباب العماني، فقد حرص الاستطلاع في دورته الثالثة على معرفة مدى هذا التفضيل حيث وجد تفضيلاً قوياً للعمل في القطاع الحكومي حتى مع تقاضي راتب أقل عن القطاع الخاص، فقد تبين أن أكثر من ثلاثة أرباع الشباب الباحثين عن عمل يفضلون القطاع الحكومي على الرغم من زيادة راتب القطاع الخاص، كما أن نصف طلبة التعليم العالي أبدوا استعدادهم للعمل في القطاع الخاص إذا كان الراتب أعلى بنسبة 25 أو 50 في المئة عن القطاع الحكومي. نتائج الاستطلاع تشير أيضاً إلى أن 53.2 في المئة من الشباب المشتغلين في القطاع الحكومي يوافقون على الانتقال إلى القطاع الخاص مع زيادة الراتب شريطة زيادة نسبتها 52 في المئة من الراتب الذي يتقاضونه بالقطاع الحكومي، وتزيد نسبة الشباب المشتغلين في القطاع الحكومي الذين يوافقون على الانتقال إلى القطاع الخاص بشرط زيادة الراتب مع انخفاض المستوى التعليمي، كما أنها تزيد بين الذكور على الإناث، ويفضل 50,7 في المئة من المشتغلين بالقطاع الخاص الانتقال إلى القطاع الحكومي ولو براتب أقل. وفيما يتعلق بالحد الأدنى المقبول للراتب، أظهر الاستطلاع ارتفاع المتوسط بين الذكور عن الإناث كما يختلف قليلاً حسب نوع قطاع العمل - حكومي أو خاص - ويرتفع كثيراً لدى طلبة التعليم العالي مقارنة بالباحثين عن عمل ليصل لدى طلبة التعليم العالي إلى 886 ريالاً في القطاع الخاص و830 ريالاً عمانياً للقطاع الحكومي، ويصل الحد الأدنى المقبول لدى الباحثين عن عمل إلى 454 ريالاً بالقطاع الخاص مقابل 499 ريالاً عمانياً بالقطاع الحكومي، وذلك علماً بأن 39 في المئة من الشباب العماني يتقاضون راتباً شهرياً أكثر من خمسمئة ريال بينما نسبة صغيرة لا تتجاوز الثمانية في المئة تتقاضى راتباً أقل من الحد الأدنى المعمول به في السلطنة والذي يبلغ 325 ريالاً عمانياً. الواتس أب..ومصداقية الصحف كشف الاستطلاع أن 94 في المئة على الأقل من الشباب العماني يرون مصداقية في تلفزيون سلطنة عمان وما ينقله من تصريحات وأخبار، وأن 95 في المئة يرون مصداقية في ما يكتب بالصحف من تصريحات وأخبار، كما جاء الواتس أب في صدارة الاستخدامات لدى المستطلعة آراؤهم، حيث يستخدمه بشكل يومي 95 في المئة من الشباب العمانيين، كما تبين أن طلبة التعليم العالي هم الأكثر استخداماً للإنترنت بنسبة 85 في المئة مقابل 40 في المئة من الباحثين عن عمل و58 في المئة من المشتغلين، وتساوت نسبة من يستخدمون فيس بوك بين طلبة التعليم العالي والباحثين عن عمل ب12 في المئة مقابل 23 في المئة من المشتغلين فيما كانت نسبة من يستخدمون تويتر من طلبة التعليم العالي 21 في المئة والباحثين عن عمل 10في المئة. الرضا الوظيفي تبين نتائج الاستطلاع أن نسبة كبيرة من الشباب يرون أن فرص العمل المتاحة قد تتأثر بسبب الأيدي العاملة الوافدة حيث يسود هذا الاعتقاد بشكل أكبر بين طلبة التعليم العالي 76 في المئة بينما كان المشتغلون أقل اعتقاداً بذلك 61 في المئة. وحول الرضا الوظيفي، أظهر الاستطلاع أن نسبته بلغت في القطاع الحكومي 89 في المئة و64 في المئة بالقطاع الخاص، وتصدر الراتب غير الجيد أهم أسباب عدم الرضا الوظيفي يليه ظروف العمل الصعبة. وفيما يخص التقاعد المبكر، ما زال واحد من بين كل خمسة من المشتغلين ينوي التقاعد قبل السن القانوني، علماً بأن متوسط سن التقاعد المبكر للراغبين يصل إلى أربعين سنة، وترتفع نسبة الشباب الذين يفكرون في إقامة مشروع خاص بدرجة أكبر بين المشتغلين بنسبة تصل إلى 72 في المئة يليهم الباحثون عن عمل بنسبة 46 في المئة وتقل النسبة إلى أدنى مستوياتها بين طلبة التعليم العالي حيث تصل إلى 28 في المئة.
مشاركة :