يكتسب دور المرشد السياحي أهمية بارزة وذات طابع سياحي خاص في نجاح السياحة، واعطائها صورة ثقافية ترتكز على معلومات وحقائق تغني ذاكرة السائح وثقافته العامة عن البلد الذي يريد قضاء سياحته فيه، لتشكل بذلك صورة تجمع بين مشاهد حية ومعلومات موثقة وصحيحة تساعد على ترسيخها في المخيلة. وبالرغم من أن رغبة الكثير من السياح في اكتشاف البلد الذي يقصدونه دون التقيد ببرنامج المرشد السياحي خاصة في الأوساط السعودية وأغلبها على الأرجح، إلا أنه يبقى دور المرشد السياحي المهم في اضفاء أهمية اضافية للرحلة، ويبقى أيضا ذا أهمية في عملية الترشيد السياحي سيما وأنه يمتلك معلومات تاريخية تثري الرحلة السياحية فضلا عما يمتلكه من مواهب إرشادية سياحية؛ ولا تقتصر مهمة المرشد على إعطاء معلومات عن المدينة كالإرشاد للمرافق السياحية والتاريخية والمتاحف وتزويد السائح بالمعلومات التي يبحث عنها؛ بل إنها تمتد لأكبر من ذلك، فالمرشد السياحي تأكيدا يساهم وبدرجة كبيرة جدا في نقل صورة ايجابية أو سلبية عن بلاده. المعلومات التاريخية والمواهب الشخصية سلاحان لا بد من التحلي بهما 2006 شهدت الانطلاق الرسمي للمهنة.. والدورات تصنع جيلاً مختلفاً من المرشدين وهيئة السياحة بالمملكة أولت الاهتمام بالمرشدين السياحيين من خلال ما تقدمه لهم من برامج وتسهيلات وتراخيص أيضا تسهل عليهم عملية الإرشاد السياحي. "الرياض" التقت المرشد السياحي والمدير التنفيذي للجمعية السعودية للمرشدين السياحيين بالمملكة فريح الشمري لسبر غور الارشاد السياحي في المملكة ورصد أهم مقوماته من خلال الحوار التالي: * ماهي أهم الاستراتيجيات والخطط التي تضعها هيئة السياحة لكم كمرشدين سياحيين؟ - هيئة السياحة والتراث الوطني منذ أنشائها بدأت بالاهتمام بمهنة الإرشاد السياحي كأحد مقومات النجاح في صناعة السياحة في هذا البلد، ففي منتصف 2006 حصل سمو رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان على أول رخصة مرشد سياحي في المملكة، كما أولت هيئة السياحة والتراث الوطني اهتمامها بمهنة الإرشاد السياحي بتأهيل عدد من المدربين السعوديين المعتمدين من المنظمة العالمية للإرشاد السياحي، لتأهيل الشباب السعودي الراغبين في الالتحاق بهذه المهنة، كما تمنح الراغبين بالعمل في هذا المجال دورات مجانية تمنحهم بعد ذلك رخصا لمزاولة المهنة بعد خضوعهم لعدة اختبارات ومقابلات، كما تقوم هيئة السياحة والتراث الوطني بمنح المرشدين السياحيين بعض الدورات التنشيطية الداخلية والخارجية ومشاركتهم كذلك في الملتقيات والمؤتمرات الدولية، ولم يتم الاكتفاء بهذا فقط فقد صدر قرار مجلس الوزراء بالموافقة على تنظيم الجمعية السعودية للمرشدين السياحيين. * بالرغم من أن أغلب مناطق المملكة تمتلك مقومات سياحية جاذبة إلا أن الوعي السياحي لدى المواطن قليل جداً، فهل هذا يعتبر تقصيرا من المرشد السياحي؟ - أعتقد أن المواطن السعودي لديه الوعي الكافي بالسياحة والمقومات السياحية في بلاده ولكن غياب ثقافة الاستعانة بالمنظمين والمرشدين السياحيين يعطي انطباعا لدى المراقبين بأن المواطن ليس على دراية بالعملية السياحية والمقومات السياحية ومواقع الجذب السياحي، ولكن حتى لو كان كما تفضلت به فهي ليست مسؤولية المرشد السياحي قد يقع على عاتقه مهمة مثل هذه من باب التسويق لنفسة كمرشد سياحي، العملية عملية تسويق وتوعية ونشر ثقافة وتطبيق أنظمة. * بنظرك كمرشد سياحي ما العوامل التي تؤدي لطفرة السياحة في المملكة؟ - العوامل هي مقومات المواقع السياحية باختلاف أنواعها (الثقافية،الحضارية، البيئية، والرياضية) وتأهيلها، والمهرجانات التي تقام فيها، وهذا ما حدث وما أحدثته هيئة السياحة مع شركائها والتسويق لهذه المواقع والمهرجانات والمملكة تعيش طفرة سياحية حقيقية، ويعد موسم الحج والعمرة من أهم العوامل التي تؤدي الى انتعاش السياحة وكذلك البرامج التي تبنتها هيئة السياحة مؤخراً والتي سوف يكون لها الأثر الواضح في هذه العملية مثل برنامج سياحة ما بعد العمرة. * هل يوجد قرار وزاري يضمن حماية وحقوق المرشد السياحي؟ - مهنة الارشاد السياحي مثلها مثل أي مهنة لها أنظمتها وتشريعاتها والمرشد السياحي له حقوق وعليه واجبات ووجوده تحت مظلة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والجمعية السعودية للمرشدين السياحيين فهذه الجهات تضمن له حقوقه. * برأيك ما الذي يتطلبه نجاح من يزاول مهنة الارشاد السياحي من مقومات أو صفات سياحية؟ - دائماً أقول: (إن لم يتسع صدرك لجميع البشر فلن تستطيع أن تصبح مرشداً سياحياً) فهذه المهنة مهنة انسانية قبل كل شيء، فالمرشد السياحي هو عصب العملية السياحية، فلا بد أن يتخلق بأخلاق هذه المهنة، ولا بد أن يتصف بصفات تؤهله لأن يمثل مجتمعه ووطنه أمام الزوار، فالصفات الشخصية كالقيادة واللباقة والابتسامة وحسن الحديث والالقاء وأناقة المظهر والجدية في العمل لا بد أن تتوفر في المرشد السياحي والأهم من هذا كذلك هو ثقافة المرشد السياحي والمعلومات التي يمتلكها. * وصف المرشد السياحي بالوسيلة الإعلامية المتحركة التي تساعد على الترويج غير المباشر للبلد عبر طريقة التعامل مع السياح والمعلومات التي ينقلها إليهم. كيف ترى ذلك؟ - صحيح فالانطباع الجيد الذي يتركه المرشد لدى السياح يساهم في عملية الترويج السياحي، وذلك بنقل السياح هذا الانطباع الى بلدانهم وتحفيزهم للزيارة، فالمرشد السياحي يقع على عاتقه مسؤولية كبيرة وهي رسم الصورة الذهنية والانطباع الأول لدى السياح وخصوصاً الأجانب عن المملكة والمواطن السعودي المسلم قبل كل شيء، وكذلك نقله لحضارة الأمة وسموها ورفعتها وفق مصادر صحيحة. * هل ترى أن مهنة الارشاد السياحي تكسب من يزاولها علاقات اجتماعية؟ وكيف؟ - من الطبيعي جداً أنها تكسبه علاقات اجتماعية يتطور بعضها الى صداقات واتصالات دائمة داخل وخارج الوطن. فالمرشد السياحي الجيد يعلق في ذاكرة المئات من البشر وهذا ليس بجاه أو بمال ولكن بابتسامة ومعلومة صحيحة يقدمها بأسلوب راق وصدق حديث. * ما نسبة تقبل المرشد السياحي في المجتمع السعودي والاقبال عليه لكسب معلومات ارشادية سياحية؟ - في الآونة الأخيرة وبفضل الله ثم بالمجهودات التي تبذلها هيئة السياحة والجمعية السعودية للمرشدين السياحيين للتعريف بهذه المهنة نجد أن هناك طلبا على المرشد السياحي، وعملية الاستعانة بالمرشد السياحي، وهذا راجع كما أسلفت لثقافة المجتمع حول الاستعانة بالمنظمين والمرشدين، أما تقبل المرشد في المجتمع كمزاول للمهنة فالحق يقال بأننا نُقابل بعد كل رحلة بدهشة وإعجاب بأن هناك سعوديين يمارسون هذه المهنة. * هناك أرقام ووسائل تواصل وضعتهما هيئة السياحة على الهاتف السياحي للتواصل مع المرشدين، كذلك تدشين اول تطبيق بالإرشاد السياحي في أجهزة الجوال. ما مدى نسبة الاقبال على مثل هذه البرامج المقدمة والخدمات؟ - لا شك أن التطور الحاصل الآن في عملية الاتصالات وبحث الإنسان عن الطرق السهلة بالحصول على المعلومات والخدمات جعلا هناك إقبالا كبيرا على مثل هذه الخدمات وخلقت لنا فرصا أكبر للتواصل مع العملاء بشكل أسهل وأسرع وليس عندي احصائية عن عدد مستخدمي هذه الأدوات ولكن أغلب العملاء يذكرون بأنهم يحصلون على أرقام التواصل الخاصة بنا من مركز الاتصال السياحي.