رجحت مصادر من التيار الجهادي في الاردن انخفاض أعداد المقاتلين من التيار في سورية، وذلك عقب المواجهات المسلحة التي دارت مؤخرا بين تنظيمي داعش في العراق والشام «داعش» وجبهة النصرة. كما يعود الانخفاض إلى الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها السلطات الاردنية على الحدود، والتي أدت إلى اعتقال عشرات المتسللين وتحويلهم الى محكمة أمن الدولة وفق المصادر نفسها. وفي وقت يشير فيه الخبير والمحلل للحركات الجهادية حسن أبوهنية الى أن عدد المقاتلين الأردنيين في سورية لا يتجاوز 650، منهم 65 قضوا في معارك مع قوات النظام منذ انطلاق الأزمة في آذار (مارس) 2011، فإن مصادر من التيار الجهادي اشارت أن هذا العدد أصبح يتجاوز 1100، قتل منهم منذ بداية المعارك ما يزيد على 200 قتيل. وكانت تحليلات ومعلومات أمنية تحدثت في وقت سابق عن احتمال «انتقال خطر التنظيمات الإرهابية من سورية الى الأردن، الأمر الذي حدا بالسلطات إلى مضاعفة إجراءاتها الحدودية لمنع حالات التسلل غير المشروع وضبط عمليات التهريب، ما شكل خطرا على كل من يسلك الشريط الحدودي بقصد التسلل، وبالتالي أضطر البعض منهم الى السفر الى تركيا والتسلل الى مدينة حلب السورية».وقالت مصادر من التيار: إن «العشرات من الذين تمكنوا من العودة الى الأردن تم القبض عليهم من قبل الجهات الأمنية المختصة وتحويلهم الى محكمة أمن الدولة».ويرى ابوهنية أن عدد المقاتلين الاردنيين من التيار الجهادي ربما يتناقص في المرحلة المقبلة وذلك بعد ان أشبعت الساحة العسكرية للقاعدة بالمقاتلين، ما بين «داعش» وجبهة النصرة وتنظيمات متطرفة اخرى مثل كتيبة المهاجرين وكتائب عبدالله عزام. وأشار أبو هنية الى ان الخلاف الأيديولجي والمسلح بين أكبر تنظيمين على الساحة السورية (داعش والنصرة) يعتبر من أهم الأسباب التي تحدّ من توجّه منتسبي التيار من الاردن للقتال في سورية. الى ذلك يواصل مدعي عام أمن الدولة الاردنية التحقيق مع عشرات الموقوفين، من منتسبي التيار (الجهادي)، في إطار تهمة الترويج لتنظيمات إرهابية، غير مشروعة، وفق قانون منع الإرهاب. وبينت مصادر مطلعة لـ «المدينة» أن الأجهزة الأمنية اعتقلت العشرات من التيار الجهادي بسبب «تأييدهم لداعش»، إضافة إلى اعتقال عدد آخر، ممن «يؤيدون تنظيم جبهة النصرة على صفحاتهم الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي».
مشاركة :