انطلقت مساء السبت الثامن والعشرين من يناير الماضي فعاليات المهرجان البحري لمحافظة شمال الباطنة وذلك بمنتزه المنيال بولاية صحار في سلطنة عمان ، تحت رعاية سعادة المهندس يعقوب بن خلفان البوسعيدي وكيل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه للثروة السمكية، وبحضور سعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة وعدد من المسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص وجمهور غفير من عشاق البحر والموروث الشعبي. بدأ حفل الافتتاح بأوبريت بحري يحكي في لوحته الأولى عن مدينة صحار وتاريخها البحري واستقبال موانئها للسفن من الصين والهند والشرق الادنى القديم ومن جميع دول العالم، واللوحة الثانية قدمت فيها لوحات من الفنون النسائية بالمحافظــة وفن المالد ثم قدمت لوحة البحارة والفنون التي كان يقدمها أهل البحر قديما. تاريخ بحري: وبعد ختام حفل إفتتاح مهرجان شمال الباطنة البحري قال سعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة بأن محافظة شمال الباطنة ذات تاريخ بحري يشهد له القاصي والداني، وفي مهرجان شمال الباطنة البحري (مد جزر) سيتم تقديم لمحة بسيطة عن ذلك التاريخ وما تشتهر به المحافظة من فنون بحرية وصناعة تقليدية كصناعة قوارب الشاشة وحديثة للسفن والقوارب، وأبناء المحافظة قادرين على تقديم ما هو جديد في هذا المهرجان، وسيتابع الجمهور ما يلبي اذواقهم المختلفة حيث توجد بالمهرجان برامج وفعاليات خاصة للأطفال والأسر والشباب، كما توجد فرص عديدة لمشاركة أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة والمتعففة ليعرضوا منتجاتهم بدون أية رسوم في المواقع المحددة لهم. فكرة راقية: وأضاف سعادة محمد الكندي المهرجان فكرته فكرة راقية بل ومهمة فكثيرا من أبناء هذا الجيل لا يعرفوا عن تاريخهم البحري وما قدمه آبائهم واجدادهم طوال القرون الماضية فكان حريا بنا أن نصلهم بهذا المجد والتاريخ والاسهامات التي قدمت لتكون لهم أيضا بصمة للمستقبل ودور في صناعة تاريخ بحري لهم، ومن خلال هذا المنبر نشكر كل القائمون والمنظمون على هذا المهرجان على الجهود الكبيرة التي بذلت، أنهم يثبتوا في كل مرة أنهم على قدر كبير من المسؤولية والإبداع والعمل المخلص. اسهامات حضارية : من جانبه تحدث المهندس سليمان بن حمد السنيدي مدير عام بلدية شمال الباطنة رئيس اللجنة الرئيسية للمهرجان ان فعاليات المهرجان ستستمر لمدة شهر ويهدف القائمون عليه لتعريف المواطن والمقيم والزائر عن التاريخ البحري لمحافظة شمال الباطنة، ورسم لوحة تمثيلية واقعية لحياة البحارة العمانيون الذين جابوا المشرق والمغرب والتي كانت لهم إسهامات حضارية ودور فعال في نشر الإسلام من خلال تعاملاتهم. موقعين رئيسيين: وأضاف رئيس اللجنة الرئيسية للمهرجان ان فعاليات المهرجان ستقام بموقعين الأول بمنتزه المنيال ويضم عدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومجموعه من الحرفين وعدد من الاسر المنتجة لعرض مختلف المنتجات ، وكذلك عرض مشاريع الاسر المنتجة بولاية صحار والثاني على جزيرة صناعية قريبة من المنتزه بمساحة 300 متر مربع وسيتم زيارتها عن طريق القوارب والسفن الصغيرة وستقام عليها عدد من الفعاليات والأنشطة وستحتوي على مرصد فلكي لرصد النجوم والكواكب وسيقام بها مجسم الحوت وعدد من الأكشاك، وسيكون منتزه المنيال هو الجانب البري من المهرجان وسيحتوي على قرية بحرية ومتحف للمقتنيات البحرية والمخطوطات ومجلس للنواخذة تروى فيه الحكايات والمغامرات والرحلات البحرية سواء التجارية أو رحلات الغوص والصيد، وستشارك فرق الفنون الشعبية بشكل يومي وستقدم أجمل ما لديها إلى جانب إقامة العديد من الفعاليات الفنية المختلفة . ايقونة المهرجان: النوخذة خديدات بن محمد البلوشي من نواخذة البحر القدماء في سلطنة عمان وهو ايقونة المهرجان البحري بصحار ومن يقترب من موقه المخصص له بالمهرجان يعود بنا مع حكاياته الجميلة الى الماضي الجميل الذي عاصره ويتذكر من خلال المهرجان تلك المرحلة الاجمل من عمره ويواصل النوخذة البلوشي حديثه معنا بقوله : قضيت معظم حياتي في السفر والترحال على ظهور السفن بمختلف أنواعها زرنا بلاد السند والهند وبلاد فارس والعراق واليمن وافريقيا ، ويعود بنا النوخذه خديدات البلوشي الى مرحلة الطفولة وعمله مع النواخذة الكبار فيقول : تعلمت على ايدي مهرة من صناع السفن ورافقت نواخذة كبار في رحلات البحر والغوص ، وفي ركن من اركان موقعه يتواجد به العديد من الكتب فيقول عنها البلوشي : هذه الكتب اهداءات من شخصيات عاشقة للبحر وأخرى اقتنيتها وتعلمت منها لأهميتها ودورها في تعريف تاريخ سلطنة عمان والخليج بالبحر ، يعرفنا النوخذه خديدات عن أنواع السفن التي سافر من خلالها وهي( البوم ، السمبوق والغنجه والجالبوت والبدن) وهناك أجهزة لحسابات البحر وتقسيم الأوقات في اليوم من ليل ونهار وكيفية استخدامها بالإضافة الى ( السراج ) وهو المصباح الذي يستخدم لإعطاء إشارات خاصة يعرفها اهل البحر والكثير من الأدوات التي يستخدمها الغواص في رحلة الغوص . ويختم النوخذة خديدات البلوشي حديثه بتقديم شكره للجنة المنظمة للمهرجان على هذا المهرجان متمنيا ان تستمر ويوجه كلمته للشباب بضرورة الإهتمام بهذا التراث وتاريخ سلطنة عمان البحري. رجال البحر: الذي يزور مهرجان شمال الباطنة البحري يتوقف عند موقع مميز يجلس فيه الوالد عبدالله بن محمد المقبالي الذي امتهن أدوات الغوص التقليدية تحدث عن تواجده في المهرجان واهتمامه بأدوات الغوص وكيفية استخدامها واخذنا العم عبدالله المقبالي في جوله بين اركان معرضه وبدا بتعريفه عن صدفة اللؤلؤ والفرق بين اللؤلؤ الطبيعي واللؤلؤ الصناعي او المستزرع والذي تنتجه الصين وهذا الذي جعل قيمة اللولو تنخفض قيمته ومحارة اللولو الصناعي تصل الى اكثر من 20 حبة في المقابل اللولو الطبيعي لا تزيد في المحارة الا حبة لولو واحدة ، ولا يوجد اللؤلؤ الطبيعي الا في الخليج ويواصل المقبالي حديثه بقوله جعلني حب الغوص اتعرف على من سبقنا فيه وتاريخيا اخر رحلة غوص في الخليج كانت عام 1950 لتنتهي حقبة الغوص عن اللؤلؤ ، ليأخذنا العم عبدالله بجوله مع مقتنياته والبداية مع الميزان المخصص لوزن حبة اللؤلؤ وتفاصيل الوزن بدقة ، ويختم عبدالله المقبالي بدعوة الشباب للمحافظة على تراثهم وماضيهم الجميل.
مشاركة :