احتفل أمس صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد) بمرور 40 عاماً على مسيرته الإنمائية وتخصيص دعمه للقضاء على الفقر وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة. بدأ أوفيد مسيرته كحساب مؤقت تحت مسمى صندوق أوبك الخاص ثم تطور ليصبح مؤسسة مالية إنمائية دولية قدمت نحو 19 بليون دولار أمريكي لدعم ما يزيد على 3.500 مشروع إنمائي عبر 134 بلداً نامياً في أنحاء العالم. معلقاً على هذه المناسبة الجليلة، قال مدير عام أوفيد، السيد سليمان جاسر الحربش وهو يخاطب زملاءه «إن قصة أوفيد هي حقاً قصة غير اعتيادية.. فمن بداياته المتواضعة أصبح أوفيد 2016 رائداً على الصعيد الإنمائي يحظى باحترام كبير لدى المجتمع الدولي ليس كمنفذ لجدول أعمال التنمية العالمية فحسب بل ومشكلّ لها أيضاً. وهذا هو الانجاز الذي علينا أن نفخر به اليوم.» وقال السيد الحربش إن أوفيد قد شهد أربعين عاماً مفعماً بالطاقة ومليئاً بالتحديات عمل خلالها في مجالات مختلفة ومتغيرة على نحو مستمر، الأمر الذي تطلب دوماً إعادة التشكيل والتكيف مع الأولويات المتغيرة في البلدان الشريكة. وأبرز السيد الحربش دور أوفيد الذي احتل مؤخراً مركز الصدارة عالمياً في مجال التوعية لمكافحة فقر الطاقة باعتبارها أكبر عائق يحول دون تحقيق التنمية المستدامة، وحصل أوفيد بذلك على لقب «رائد التخفيف من وطأة الفقر في مجال الطاقة» من قِبل الأمين العام للأمم المتحدة، السيد بان كي - مون. وأوضح السيد الحربش أن أوفيد ساهم من خلال جهوده الحثيثة للقيام بهذا الدور على الوجه الأكمل في وضع هدف ضمان الحصول على الطاقة النظيفة بأسعار معقولة في مكانه المفروض ضمن أجندة 2030 للتنمية المستدامة. وتماشياً مع التزامه بمواكبة قضايا الساعة، واستجابة للأحداث والتطورات الجارية، أعلن السيد الحربش أن أوفيد يكرِّس احتفالاته بالذكرى الأربعين لمحنة اللاجئين، تعبيراً عن التضامن مع الشعب الذي تمزق من جذوره وكذلك عاصمة البلد المستضيف، فيينا، والتي لا تزال تتحمّل عبئاً غير متكافئ لتدفق اللاجئين. أوضح السيد الحربش أن الأوضاع الجديدة «تتطور بصورة تحتاج إلى اهتمام عاجل من الجميع،» مشدداً على مسؤولية المجتمع الدولي حيال ذلك بأنه «لا يمكننا التخلي عن اللاجئين العاجزين، الذين يخاطرون بحياتهم من أجل الوصول إلى حياة كريمة أفضل في أي مكان آخر.» مؤكداً على أن برنامج عمل أوفيد في هذا الإطار سيشمل تقديم الدعم المادي والمعنوي على المستوى المحلي. ونوه السيد الحربش بجهود أوفيد منذ إنشائه لمساعدة اللاجئين من خلال عملياته المختلفة، حيث يتعاون منذ أمد بعيد بصفة خاصة مع المنظمات غير الحكومية التي تقدم المساعدة والرعاية والمأوى للاجئين، وخصّ من بينها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدني التابعة للامم المتحدة (UNRWA)؛ والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)؛ والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. وتجدر الإشارة إلى أنه سيجري انعقاد سلسلة من فعاليات الاحتفال بإحياء الذكرى الأربعين لمسيرة أوفيد الإنمائية على مدار العام والتي سيتم الإعلان عنها تباعاً. وخلال الحفل الذي أُقيم البارحة في مقر أوفيد تلا المدير العام عدداً من برقيات التهنئة الواردة له من العديد من رؤساء المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والبنك الدولي، كما شكر حكومة النمسا وبلدية فينا على ما يلقاه أوفيد من حسن الضيافة وكرم الوفادة تلك العلاقة التي تبلورت في منحنا وسامين من الدولة وبلدية المدينة. نبذة عن أوفيد صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد) هو مؤسسة تمويل إنمائي حكومية دولية أنشأتها الدول الأعضاء في منظمة أوبك عام 1976 كقناة جماعية لتقديم المعونات لشركائها من البلدان النامية.. ويعمل أوفيد بالتعاون مع شركائه من البلدان النامية والمجتمع الدولي للمانحين لتحفيز النمو الاقتصادي والتخفيف من حدة الفقر في جميع أنحاء البلدان المحرومة في العالم من خلال تقديم التمويلات اللازمة لتشييد البنى التحتية الضرورية لتلبية الاحتياجات الأساسية، بدءاً من توفير المواد الغذائية إلى الطاقة ومياه الشرب النظيفة والصرف الصحي، والرعاية الصحية، والتعليم، والتي من شأنها أن تعمل على تعزيز الإنتاجية والقدرة التنافسية والتجارة.. ويعمل حالياً في أوفيد 195 موظفاً ينتمون إلى 32 جنسية مختلفة، 51% منها من السيدات.
مشاركة :