قال مصدران مطلعان إن الحكومة اليابانية وضعت جيشها في حالة تأهب في مواجهة احتمال إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي بعد مؤشرات على تحضير بيونغيانغ لتجربة صاروخية. وقال أحد المصدرين اللذين طلبا عدم نشر اسميهما لأنه غير مسموح لهما بالحديث مع وسائل الاعلام "إن النشاط المتزايد في موقع صاروخي في كوريا الشمالية يشير إلى احتمال أن تتم عملية الإطلاق في الأسابيع القليلة المقبلة". وتزايد التوتر في شرق آسيا هذا الشهر بعد التجربة النووية الرابعة لكوريا الشمالية التي أعلنت أنها لقنبلة هيدروجينية. وتفاقم التجربة الصاروخية المحتملة -التي تلي بوقت قصير جدا الاختبار النووي- المخاوف من نية كوريا الشمالية تزويد صواريخها برؤوس نووية مما يتيح لها شن هجوم على كوريا الجنوبية واليابان وربما أهداف أبعد بكثير مثل الساحل الغربي للولايات المتحدة. ولم يتسن الوصول لمتحدث في وزارة الدفاع اليابانية للتعليق. وأمر جين ناكاتاني وزير الدفاع الياباني مدمرات أيجيس في بحر اليابان بأن تكون مستعدة لاستهداف أي صواريخ تطلقها كوريا الشمالية باتجاه اليابان. وتملك المدمرات الحديثة الطراز القدرة على تعقب عدد من الأهداف في وقت واحد وهي مزودة بصواريخ (إس.إم3) المصممة لتدمير الرؤوس الحربية في الأجواء قبل أن تدخل من جديد الغلاف الجوي وتتجه إلى اهدافها. كما تنشر اليابان بطاريات صواريخ (باتريوت-3) حول طوكيو وعدد من المواقع لتكون خط الدفاع الأخير إذا ما اقتربت الصواريخ من الأرض. وتخشى اليابان أن يقع الحطام الناتج عن التجربة الصاروخية على أراضيها أكثر من شن هجوم مباشر. إلى ذلك دعا وزير خارجية اليابان فوميو كيشيدا ونظيره الأميركي جون كيري كوريا الشمالية إلى الامتناع عن القيام بالمزيد من الاعمال الاستفزازية. وقالت هيئة الاذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.إتش.كيه) إن كيشيدا وكيري أجريا محادثات هاتفية صباح أمس الجمعة بتوقيت اليابان، بعد ظهور ما يبدو كمؤشرات لاستعداد كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ باليستي طويل المدى. واتفق الوزيران على أنه لا يمكن استبعاد احتمال إجراء كوريا الشمالية نوع معين من أشكال الاستفزاز وعلى استمرار تبادل المعلومات وحث كوريا الشمالية بشكل مشترك على ضبط النفس. وناقش الجانبان أيضا قرارا محتملا من مجلس الامن الدولي حول التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية في وقت سابق من هذا الشهر. وتعارض الصين التي لديها نفوذا على كوريا الشمالية تبني قرار صارم في هذا الصدد. واتفق كيشيدا وكيري على استخدام نتائج اجتماع الاربعاء الماضي بين كيري ووزير الخارجية الصيني وانغ يي في إقناع المجلس بتبني قرار فعال. وكان وزير الخارجية الأميركي قد صرح في العاصمة الصينية يوم الأربعاء الماضي بأنه يتعين على واشنطن وبكين تشكيل شراكة أقوى لمواجهة الأعمال النووية الكورية الشمالية. وقال كيري في مؤتمر صحافي عقب لقائه مع وزير الخارجية الصيني خلال زيارته للصين "أفعال كيم جونغ أون متهورة وخطيرة". وأضاف "أميركا سوف تفعل ما هو ضروري لحماية شعبها وأصدقائها حول العالم"، مضيفا أن "الصين لديها قدرة خاصة لمساعدتنا بصورة كبيرة في مواجهة هذا التحدي ونحن متفقون على أهمية صدور قرار أممي قوي بشأن كوريا الشمالية". وكانت تقارير قد ذكرت في وقت سابق أن كوريا الشمالية ربما تستعد لإطلاق صاروخ بعيد المدى خلال أسبوع.
مشاركة :