"زلزال خلف قدرا من المعاناة والدمار فاق كل تصور"، يقول الرئيس الألماني. وما زال عمال الانقاذ يجدون مصاعب كبيرة في البحث عن ناجين من زلزال تركيا وسوريا، وتجدد باستمرار البيانات الخاصة بأرقام الضحايا في البلدين. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن عشرة أقاليم متضررة من الزلازل وفرض حالة الطوارئ بها لمدة ثلاثة أشهر. خلال زيارته لجنيف السويسرية بينها زيارة للجنة الدولية للصليب الأحمر، أعرب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير عن تعاطفه الشديد مع ضحايا زالزل تركيا وسوريا وذويهم، وقال إن "هذا الزلزال العنيف خلف قدرا من المعاناة والدمار فاق كل تصور" . وتابع شتاينماير: "أتمنى الكثير من القوة لكل عمال الإغاثة الذين يعملون هناك والذين سيعملون وكذلك لكم في اللجنة الدولية للصليب الأحمر". ووجه شتاينماير حديثه إلى أقارب كل الضحايا ومنهم أقارب في ألمانيا أيضا قائلا: "لستم وحدكم في هذه الساعة الصعبة. نحن معكم. نشاطركم الانتظار والقلق وقبل كل شيء نشاطركم الأمل". وهذا أسوأ زلزال يضرب تركيا منذ ذلك الذي حصل في 17 آب/أغسطس 1999 وتسبب بمقتل 17 ألف شخص بينهم ألف في إسطنبول. ارتفاع أعداد الضحايا من جديد وأفادت أحدث البيانات بأن الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا أودى بحياة أكثر من 6250 شخصًا حتى الآن في البلدين الجارين، وانهيار آلاف المباني ولا يزال هناك العديد من الأشخاص تحت الأنقاض. وتجرى عمليات البحث والإنقاذ في سباق مع الزمن وفي ظلّ طقس شديد البرودة، خصوصا بالليل. وقدرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء إن يصل عدد المتضرّرين بالزلزال المدمّر إلى 23 مليونا. وسبق أن حذرت منظمة الصحة من أن الزلزال قد يتسبب بسقوط ثمانية أضعاف عدد الضحايا الأولي المعلن. قرابة 5 آلاف قتيل في تركيا وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء عشرة أقاليم متضررة من الزلازل وفرض حالة الطوارئ بها لمدة ثلاثة أشهر وقال في خطابه الثاني منذ وقوع الزلزال أمس "قررنا إعلان حالة الطوارئ لضمان تنفيذ العمليات بسرعة". وحتى ساعة إعداد هذا الخبر، بلغت الحصيلة الرسمية غير النهائية للضحايا في تركيا 4544 قتيلًا، فيما تجاوز عدد الجرحى العشرين ألفًا، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب). ويعرقل سوء الأحوال الجوية مهمّة فرق الانقاذ ويزيد من معاناة الناجين الذين يعانون البرد تحت الخيام التي نصبت وحول مواقد النيران التي اقيمت في المناطق المنكوبة. ويصعب الوصول إلى منطقة كهرمان مرعش المنكوبة في جنوب شرق تركيا بسبب الثلوج. انتظار المجهول في ظل قلق كبير على أعداد غير معلومة من الضحايا والعالقين تحت الأنقاض في تركيا وأيضا في سوريا وقالت غيرد فريدسام رئيس الهيئة الاتحادية للدعم التقني في ألمانيا، وهي منظمة إغاثة ألمانية، قبل مغادرة فريقه إلى موقع الزلزال المدمر في تركيا وسوريا، إنه يتوقع أن تكون جهود الإنقاذ طويلة وصعبة بشكل خاص. وتحدث فريدسام، إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) مباشرة قبل مغادرة فريق مكون من 50 خبيرا متخصصا في مجال تحديد مكان وإنقاذ الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض من مطار كولونيا في غربى ألمانيا اليوم الثلاثاء. ويتوجه فريق الهيئة الاتحادية إلى تركيا نيابة عن الحكومة الألمانية وبناء على طلب وزارة الخارجية. حلب الأكثر تضررا في سوريا أما في سوريا، فقد قُتل 1712 شخصًا وأُصيب 3640 آخرون، بحسب السلطات السورية وعمال الإغاثة في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة. وأمضى مئات السوريين الخائفين من حدوث هزات أخرى، الليل في الشوارع والحدائق. ورجّحت منظمة "الخوذ البيضاء" أن ترتفع حصيلة القتلى لوجود "مئات العوائل تحت الأنقاض". وأُحصي ربع عدد ضحايا الزلزال في سوريا، في محافظة حلب الخاضعة لسيطرة دمشق، وفق ما أفادت وسائل إعلام حكومية. وتضررت المدينة بشكل كبير علمًا أنها إحدى المناطق المدمّرة أصلًا جراء النزاع، مع تسجيل انهيار نحو خمسين مبنى وتضرر مواقع تاريخية بما في ذلك قلعة حلب. وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن معبر باب الهوى الحدودي في إدلب، المنفذ الوحيد المستخدم لإيصال المساعدات من تركيا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة، تضرر جراء الزلزال. ودعا الهلال الأحمر السوري الذي يعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي إلى رفع العقوبات المفروضة على دمشق وطلب مساعدة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو اس ايد). وكان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قد أعرب عن استعداد حكومة بلاده "لتقديم كل التسهيلات المطلوبة للمنظمات الأممية في سبيل تقديم المساعدات الإنسانية". ص.ش/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)
مشاركة :