•• كان والدي عندما يريد ان يفصح عن ما يزمع القيام به يقول معتزاً انا أخو “صالحة” هكذا كان يطلقها في عنفوان وفي اعتزاز شديد الفخر او الافتخار – او هو يقول لبناته الصغار اكشفن عن “صباحكن” كان يقول ذلك ببساطة. كان يحدثنا عن والده وكيف كان يتعامل مع – المرأة – التي يعتبرها جزءاً اساسياً للحياة بعيداً عن كل تلك التهويمات التي كانت ويبدو انها لازالت تعشعش في اذهان البعض في هذا الزمان الذي أصبح فيه كل شيء مكشوفاً. كانت المرأة شديدة الحياء.. فهي لا يمكن ان تتجاوز الرجال الذين يقتعدون اماكنهم امام منزل أحدهم دون ان تنحني وترفع حذاءها حتى تمر من أمامهم وهم يغضون ابصارهم نحوها كل ذلك كان يجري في ذلك الحي الذي أزيل تحت ضغط الحاجة للبناء والتعمير المطور. لم نسمع عن أية لفظه مقززة ضد المرأة والتي هي كانت تشكل عنصراً قادراً على تحمل مسؤولية الحياة بل كانت أحد اركان أسس الأسرة بما تشغله من صناعات داخل منزلها حسب مهنيتها وتشكل ثقافتها المجتمعية. كم سيدة كانت تقوم في ذلك الزمان الماضي القريب بدور المرشدة والقيمة على حياة اسر تلك الاحياء فهي المولده – والخاطبة – والمعالجة والقاضية لكل احتياجات اهل الحي فهي العمود الشامخ في افراحهم وفي احزانهم فهي القائدة لكل ذلك.. إنها المرأة الفاردة جناحيها على ابناء وسيدات ذلك الحي.. بذلك – الصولجان – الذي لا يراه الا أهل الحي رجالا قبل نساءً.. لقد كان للمرأة حضورها الفاعل الذي لا يمكن ان ينسى مهما قيل عنها من البعض من شذوذ الكلام انها الأم.. والاخت والابنة والزوجة وانها النصف الذي لا تتم الحياة الا به.
مشاركة :