الرياض واس أكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن رابط الإيمان بين المؤمنين أعظم من كل العلاقات والصلات، مبينا أن هذه الأخوة تقتضي محبة المؤمن لأخيه بنصحه وتوجيهه ونصرته وتأييده والوقوف بجانبه إن كان مظلوما وردعه عن الظلم إن كان ظالما، وتأصيلها بالمحبة والمودة والتأييد والنصرة واستشعارها بالإيمان الذي جمع هذه القلوب. وأوضح في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض أنه من غش المسلم للمسلم أن يزين له الباطل ويحسن له الخطأ والمعاصي والسيئات أو يحثه ويرغبه في الآراء الشاذة والمذاهب الضالة التي هي على خلاف طريق الإسلام وأهله، مبينا أن أعظم الغش من يغشون شباب الأمة ويزينون الباطل ويحسنون الخطأ والسوء ويدعونهم إلى الخروج مع فئات لا يعلمون حقيقة أمرهم إلا أنهم خدعوا وانخدعوا ولو علموا حقيقة أمرهم ما تبعوهم على باطلهم وضلالهم، ومن أعظم الغش الغش الفكري ومن أعظم الغش الفكري الدعوة إلى اعتناق هذه المذاهب الباطلة والآراء الضالة التي يزينها أهل الباطل ويحسنونها. وأشار إلى أن من الغش الدعوة السيئة لكل باطل والغش لأخيه المسلم ما يرد في بعض إعلام المسلمين لأبناء المسلمين من تشكيك في الإسلام وأهله وفي العقيدة والدعوة إلى كل ضلال وباطل، والغش في التعامل معه، فالمسلم يلجأ لأخيه المسلم بوصفه مؤمنا مثله، فمن الأمانة النصح لأخيك المسلم إذا رأيته توجه إلى باطل فحذره منه وأنقذه منه وقل له هذه سبل ضلال وطرق غواية فاجتنبها وابتعد عنها لعلك أن تكون من المسلمين حقا. وأورد سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن من غش المسلم لأخيه المسلم ما يكون في البيع والشراء وخداعه فيهما من كبائر الذنوب بإظهار خلاف الواقع، مبينا اقتران الأمرين بأصل حرمة أموال المسلمين بغير حق وحرمة دمائهم بغير حق، فالمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم، فمن حمل علينا السلاح ليس منا لأن حامله يهدد أمننا واستقرارنا ويدل على خبث نفسه؛ حيث وجه سلاحه لأمة الإسلام ليقتلهم ظلما وعدوانا، ومن غشنا فليس منا لأنه لو كان مؤمنا ما غش أخاه المسلم بل يصدقه ويوضح له. وأبان أن للغش صوراً متعددة منها إخفاء عيوب السلع وعدم كشفها وتبيينها للمشتري، وأفاد أن من أنواع الغش إظهار السلع بأنها سلع أساسية نافعة وأنها ليست تجارية وإنما أصلية أحسن من غيرها وأنها سلع معروفة بالجودة والإتقان والواقع خلاف ذلك، فمن يرى هذا الإعلان عليها وهذه المواصفات عليها يظنها صدقا والواقع أن هذه السلع مغشوشة ظاهرها السلامة ولكن باطنها غش وخيانة في كل أمورها، فيظن المشتري السلامة في ذلك والواقع خلاف ذلك وربما حدثت أيمان فاجرة بأنها أصلية وواقعها غش وخيانة. وقال الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إن من الغش ما يعمله أرباب السيارات وبائعو السيارات، وغش أهل العقار بعقارهم، وبيع الأراضي بصكوك مزيفة ووثائق غير سليمة يظنها المشتري سليمة في ظاهرها ولكن في الواقع إنها خداع اجتمع فيه سماسرة الأراضي، فمن الغش أن لا تكون وثائقها سليمة.
مشاركة :