أوضح الاختصاصي النفسي العيادي عبد الله الوايلي، أن موضوع الاستقرار النفسي مهم جدًا للإنسان حتى يعيش بأمان وينتج باهتمام. وأشار إلى أنه في ظل العولمة وآلياتها المتعددة وما تنتجه من تسارع الأحداث الاجتماعية والتغيرات الثقافية المفروضة والمختلفة، فإن الضغوط الحياتية تزيد على الإنسان بشكل سريع وهائل مما يقوده للمسايرة أحيانًا والعجز أحياناً أُخرى فيصبح أكثر تعرضاً للقلق والتوتر والاضطرابات النفسية. بين "الوايلي" أن الاستقرار النفسي والاجتماعي مهم جداً، بل إنه أمر حتمي وضروري في حياة كل فرد وأُسرة ومجتمع لأنه غاية إنسانية ملحة، خاصة بأن وجهة النظر التاريخية تقول بأن مفهوم الاستقرار النفسي في العلاج النفسي لا يعني (خلو) الإنسان من الاضطراب أو المرض النفسي. وأضاف: ولكنه يعني بشكل أساسي الوصول بالعقل الى الهدوء والاطمئنان وصفاء الذهن والنقاء، أي أنه حالة من الاتزان الانفعالي والانسجام النفس جسمي ومعنى ذلك بأن الشخص المريض لا يعني بأنه غير مستقر. كما بين أن الاستقرار النفسي عامل مهم جداً في الصحة النفسية لأن له علاقة مباشرة بالأفكار والمشاعر والسلوك وبه تتحدث لغة الجسد (فكرة وعاطفة وسلوك)، فالتفكير العقلاني يقود إلى الشعور العاطفي الإيجابي ومن ثم ممارسة السلوك الإيجابي وهنا يصبح الإنسان متزن انفعاليا ومستقراً نفسياً. وأشار: لا شك بإن الإنسان دائماً ما يكون في صراع حياتي مستمر من أجل الوصول إلى حالة من الاستقرار النفسي بسبب أنه يعيش في كون واسع مليء بالمواقف والأحداث المتعددة والمختلفة والتي يتخللها خبرات وثقافات متنوعة، تقود إما إلى الاستقرار العام أو الخاص أو إليهما معاً أي أن هناك أنواع متعددة من الاستقرار كالاستقرار النفسي والجسدي والأُسري والاجتماعي والاقتصادي وكذلك الاستقرار الوظيفي". وبين أنه لا بد من الأخذ بالحسبان بأن الحالة النفسية للإنسان تتأثر بشكل مباشر، لأنها جزء من الجسم، وإذا اتضح ذلك التأثير فإنها مؤشر على وجود خلل في التركيبة النفسجسدية للفرد وهذا يعني عدم الاستقرار. وأكمل: وهذا يقودنا إلى أسئلة مهمة جداً ومنها كيف يحدث عدم الاستقرار لجسم الإنسان وكيف يستطيع أن يستقر الإنسان جسميًا ونفسيًا، وتكمن في أن الشخص المستقر نفسيًا هو القادر على تكوين حالة من التوازن بين الأشكال الثلاثة للوجود وهي: (الوجود المحيط بالفرد والوجود الخاص به والوجود المشارك فيه مع العالم)
مشاركة :