واصلت دول عربية وإقليمية اليوم (الثلاثاء) إظهار الدعم والتضامن مع سوريا وتركيا عبر تقديم مساعدات عاجلة وإرسال فرق إنقاذ للبلدين الجارين لإغاثة المتضررين من الزلازل، مع تواصل عمليات الإنقاذ والبحث عن ناجين محتملين تحت الأنقاض. وفي بادرة ذات دلالة، أجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم (الثلاثاء) اتصالين هاتفيين لأول مرة مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد لتقديم العزاء في ضحايا الزلازل المدمرة، وقدمت بلاده مساعدات طبية عاجلة لتركيا وسوريا. وأفاد بيان الرئاسة المصرية أن الرئيس السيسي قدم خلال اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس أردوغان "التعازي والمواساة في ضحايا الزلزال المروع الذي أسفر عن آلاف الضحايا والجرحى". وأكد السيسي "تضامن مصر مع الشعب التركي الشقيق، وتقديم المساعدة والإغاثة الإنسانية لتجاوز آثار هذه الكارثة". كما أجرى السيسي اتصالا هاتفيا مع الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب بيان آخر للرئاسة المصرية. وذكر البيان أن الرئيس السيسي أعرب خلال الاتصال عن "خالص التعازي في ضحايا الزلزال المدمر الذي وقع أمس، والتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين". وشدد السيسي على "تضامن مصر مع سوريا وشعبها الشقيق في هذا المصاب الأليم"، مشيرا إلى أنه وجه بـ"تقديم كافة أوجه العون والمساعدة الإغاثية الممكنة في هذا الصدد إلى سوريا". من جهته أعرب الرئيس بشار الأسد عن "امتنانه لهذه اللفتة الكريمة من الرئيس السيسي". وكانت مصر أعلنت في العام 2013 خلال عهد الرئيس الراحل محمد مرسي قطع العلاقات مع سوريا، بعد نحو أكثر من عام على تعليق عضوية الأخيرة في جامعة الدول العربية على خلفية الأزمة السورية. ويعد هذا أول اتصال هاتفي على الإطلاق بين الرئيسين المصري والسوري. وعقب اتصال السيسي مع أردوغان والأسد، أعلنت مصر إرسال خمس طائرات عسكرية محملة بمساعدات طبية عاجلة إلى سوريا وتركيا، وفقا لوكالة أنباء (الشرق الأوسط) المصرية. وفي ذات السياق، وجه الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلازل في سوريا وتركيا. وتشمل مبادرة الرئيس الإماراتي تقديم 50 مليون دولار للمتضررين من الزلازل من الشعب السوري، ومثلها للشعب التركي، بحسب وكالة أنباء الإمارات ((وام)). وكان نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قد أعلن أمس عن تسيير مساعدات إنسانية عاجلة للشعب السوري بقيمة 50 مليون درهم لإغاثة المتضررين من الزلزال. وأوضحت مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" أن الدعم الذي سيقدم على شكل طرود تموينية سيستفيد منه الفئات الأكثر تضرراً في سوريا. كما أقلعت خلال الـ 24 ساعة الماضية ثلاث طائرات شحن عسكرية إماراتية محملة بالمواد الإغاثية والأدوات المساعدة على البحث والإنقاذ إلى تركيا وسوريا. وأكدت مصادر إماراتية لوكالة ((شينخوا)) أن فرق الإنقاذ قد باشرت عملها في المواقع المنكوبة إلى جانب الفرق المحلية في سوريا وتركيا منذ صباح اليوم. وفي تونس، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية محمد زكري أن طائرة عسكرية محملة بمساعدات إغاثة طارئة أقلعت مساء اليوم من القاعدة العسكرية الجوية (العوينة) باتجاه مطار أضنة التركي. وأضاف زكري في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية في ((فيسبوك)) أن طائرة عسكرية ثانية ستقلع صباح الغد باتجاه مطار حلب بسوريا محملة أيضا بمساعدات إنسانية. بينما قال وزير الداخلية التونسي توفيق شرف الدين إن وزارة الداخلية تستعد لإرسال فريق من الحماية المدنية (الدفاع المدني)، مؤكدا أن المجال مفتوح لمزيد من دعم الشعبين السوري والتركي "حسب الطلب وإمكانيات إيصال الدعم"، على حد قوله. ونقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية عن مدير إدارة العمليات بالديوان الوطني للحماية المدنية العميد صالح القربي قوله إن وحدة الحماية المدنية المرسلة إلى تركيا، والتي سترسل إلى سوريا "متحصلة على تصنيف دولي هام وستكون في مهمة لسبعة أيام قصد تقديم المساعدة". وأضاف أن هذه الوحدة تتكون من فرق مختصة في البحث والإنقاذ تحت الأنقاض، مرفقة بتجهيزات عصرية وضرورية للبحث عن المفقودين وإزالة ورفع الأنقاض بالإضافة إلى فرق طبية مختصة في التعامل مع المحاصرين تحت الأنقاض. بدوره، أعلن لبنان اليوم أن وفدا وزاريا سيتوجه غدا (الأربعاء) إلى سوريا لبحث تداعيات الزلزال والمساعدة في مجال الإغاثة، وفتح مرافقه الجوية والبحرية أمام المساعدات إلى البلد العربي الجار. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تواصل اليوم مع الوزراء، وتم الاتفاق على "تشكيل وفد وزاري يتوجه إلى دمشق تعبيرا عن الوقوف إلى جانب سوريا". وأوضحت أن زيارة الوفد "خطوة تكاملية مع البعثة اللبنانية التي تقرر إيفادها للمساعدة في عمليات الإغاثة الانسانية، وكذلك مع قرار وزارة الأشغال بفتح المرافق الجوية والبحرية اللبنانية أمام الشركات والهيئات التي تنقل المساعدات إلى سوريا". وأعلن المجلس الأعلى للدفاع في لبنان إرسال فريقي بحث وإنقاذ إلى المناطق المنكوبة في تركيا وسوريا جراء الزلزال. وذكر بيان صدر عن المجلس أن "لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات" في المجلس أرسلت فريقين متخصصين في البحث والإنقاذ إلى تركيا وسوريا، وضم كل فريق 70 عنصرا متخصصا من الجيش اللبناني والدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت والصليب الأحمر اللبناني. في الوقت نفسه، أعلنت إسرائيل اليوم أنها ستقيم مستشفى ميدانيا في منطقة الزلزال في تركيا لتقديم المساعدات الطبية. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن بعثة مساعدات تابعة لسلاح الطب في الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع وزارات الدفاع والصحة والخارجية ستنطلق مساء اليوم إلى جنوب تركيا. وستقيم البعثة مستشفى ميدانيا لتقديم الرعاية الطبية باستخدام معدات طبية متطورة، وستساعد القوات التابعة لقيادة الجبهة الداخلية في العثور على المفقودين وانتشالهم من بين الأنقاض. وبحسب البيان، تشكل بعثة المساعدات الطبية استمرارا للمساعدات المقدمة في إطار "أغصان الزيتون"، وذلك بعد توجه بعثة تابعة لقيادة الجبهة الداخلية أمس (الاثنين). وتضم البعثة حوالي 230 مشاركا بينهم ضباط وجنود من سلاح الطب وأفراد إنقاذ وإغاثة من قيادة الجبهة الداخلية إلى جانب أطباء ومسعفين من وزارة الصحة.
مشاركة :