استضافت مصر اليوم (الثلاثاء) اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5"، بمشاركة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي وممثلين عن دول جوار ليبيا وهي السودان وتشاد والنيجر. وتعقد الاجتماعات على مدار يومين برعاية الأمم المتحدة لبحث خطة إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، وفق ما أوردت وكالة ((أنباء الشرق الأوسط)) المصرية. وقال المبعوث الأممي عبد الله باتيلي خلال الاجتماع إن "النقاش سيدور على مدار اليومين من أجل تفعيل لجان التواصل المتفق عليها في نوفمبر 2021 في القاهرة في إطار الاستعداد لانسحاب المقاتلين الأجانب والمرتزقة وبث الأمل بين الليبيين". واعتبر أن المسار الأمني ركيزة مهمة لتمهيد الطريق لإقرار بيئة سياسية واقتصادية مواتية، وأشار إلى أن اجتماع اللجنة العسكرية الماضي الذي عقد في 15 و16 يناير 2023 حقق تقدما بما في ذلك ترشيح أعضاء لجنة التواصل الليبية لتمكينهم من العمل يدا بيد مع نظرائهم أعضاء اللجنة من السودان وتشاد والنيجر. وخاطب باتيلي أعضاء اللجنة العسكرية الليبية المشتركة قائلا إن "عملكم على درجة عالية من الأهمية من أجل تنفيذ خطة العمل الخاصة بانسحاب الأجانب والمرتزقة، ولقد حضرت اجتماعا مثمرا مع سفراء السودان والنيجر وتشاد الأسبوع الماضي حيث أعربوا عن استعدادهم ورغبتهم في دعم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والفاعلين الليبيين لإيجاد حلول دائمة للتحديات المثارة". وأعرب عن أمله في أن تتمكن هذه الاجتماعات من المضي قدما في تفعيل لجان التواصل حتى يتم التنسيق على أكمل وجه. من جهته، أكد نائب رئيس اللجنة الوطنية المصرية المعنية بالشأن الليبي "دعم مصر الكامل وكذا المجتمع الدولي لجهود اللجنة العسكرية الرامية إلى إعادة توحيد المؤسسة العسكرية، واستكمال ما بدأته من جهود لوضع خطة لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية والحركات المعارضة من الأراضي الليبية، وهو الأمر الذي سيساهم في دعم الجهود السياسية وصولا إلى إجراء انتخابات نزيهة وشفافة في ليبيا تنهي الأزمة السياسية"، بحسب وكالة ((أنباء الشرق الأوسط)). وأعرب عن أمله في أن تكلل جهود اللجنة خلال الاجتماعات بالتوصل إلى نتائج مثمرة. وعقب الاجتماع، استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري المبعوث الأممي عبد الله باتيلي لبحث سبل دفع العملية السياسية في ليبيا. وذكر المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد في بيان أن "اللقاء تناول نقاشا مطولا حول التطورات الخاصة بالحل السياسي في ليبيا حيث أحاط وزير الخارجية الممثل الخاص للأمين العام بمستجدات المسار الدستوري في ظل الاجتماعات المتلاحقة التي استضافتها القاهرة خلال الفترة الماضية". وأكد شكري "أهمية اختتام هذا المسار بنجاح برعاية البعثة الأممية تمهيدا لعقد الانتخابات التشريعية والرئاسية بالتزامن دون تأخير". وشدد على "ضرورة توقف بعض الأطراف الخارجية عن محاولات تطويع العملية السياسية في ليبيا وفقا لمصالحها، حيث أن المسؤولية تفرض على جميع شركاء ليبيا تقديم الدعم للأشقاء الليبيين للتوصل إلى التوافق المطلوب بمفردهم وبإرادتهم، كما يجب عدم السماح لأي طرف داخل ليبيا باختطاف العملية السياسية من خلال سياسة فرض الأمر الواقع". من جهته، شكر باتيلي "مصر لما تبذله من جهود على صعيد جميع مسارات حل الأزمة الليبية، خاصة المسار الدستوري ومجموعة العمل الاقتصادية واللجنة العسكرية المشتركة 5+5". وأوضح أن "البعثة الأممية للدعم في ليبيا أكدت لجميع الأطراف على أن مفتاح الحل يقع في أيدي الليبيين، وأنه ينصح دائما جميع الأطراف الذين يتحدث معهم بضرورة إبداء المرونة تجاه القضايا القليلة المتبقية في المسار الدستوري". واعتبر المحلل السياسي الدكتور محمد صادق اسماعيل أن "الدور المصري داعم بقوة للجهود السياسية لحل الأزمة الليبية حيث استضافت القاهرة أكثر من مؤتمر للفرقاء الليبيين لبحث سيناريوهات الحل". وقال اسماعيل، وهو مدير المركز العربي للدراسات السياسية، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه "خلال الفترة الماضية تم التوافق على 70% من مواد مشروع الوثيقة الدستورية التي دشنت في القاهرة وأتصور أن المشكلة في ليبيا تتمثل في غياب مشروع وطني ليبي شامل يحقق مصلحة الدولة الليبية". وتابع أن "كل طرف من الأطراف الليبية له مآرب خاصة وهذا ما عطل المسيرة السياسية هناك وأدى إلى غياب رئيس منتخب في ليبيا لمدة 12 عاما على التوالي إلى جانب مسألة الجدلية السياسية فلا توجد دولة في العالم لديها حكومتان تتصارعان على الحكم وكل حكومة تصر على أنها الأجدر بإدارة الدولة". وأردف "كان هناك مشروع لإخراج المرتزقة من ليبيا في بداية عام 2022 لكن لم يتم تنفيذه، وأعداد المرتزقة حوالي 10 آلاف مقاتل يمثلون قنبلة موقوتة، لأن دعمهم يأتي من الخارج لذلك لابد من إخراجهم من ليبيا وأن يتم السيطرة على كل حدود ليبيا بالتعاون مع الدول المجاورة". وحذر من أن "استمرار غياب الاستقرار السياسي في ليبيا قد يعقد الأوضاع الأمنية في البلاد". وتأتي اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5" بالقاهرة بعد نحو شهر على إعلان رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية خالد المشري الاتفاق خلال اجتماع في القاهرة على "وضع خارطة طريق واضحة" لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا.
مشاركة :