كان الزلزال العنيف الذي ضرب مناطق في تركيا وسوريا مدمرا بسبب مجموعة من العوامل منها توقيته وموقعه وخط صدع هادئ نسبيا منذ قرنين. خبيرة ألمانية تشرح ذلك، متحدثة عن تحرك الصفيحة التكتونية العربية باتجاه الشمال. تعد تركيا من بين أكثر الدول المعرضة للزلازل في العالم وهناك أسباب كثيرة سببا وراء ذلك أوضحت الجيوفيزيائية وعالمة الزلازل الألمانية شارلوت كرافتسيك، من مركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض في بوتسدام، في مقابلة أجرتها مع موقع القناة الألمانية الأولى (إيه آر دي) أن نتيجة تحرك الصفيحة التكتونية العربية التي "تتقدم نحو تركيا" باتجاه الشمال، حيث تلتقي أطباق الأناضول والعربية في جنوب تركيا، تحدث مثل هذه الزلازل العنيفة في تلك المنطقة والتي لا يمكن التنبؤ بها. وقالت الجيوفيزيائية الألمانية كرافتسيك أنه عندما تنشط الحركة تتقدم اللوحة فجأة وينتج من هذه الحركة زلزال كبير، مثل الزلزال الذي شهدته تركيا وسوريا. وأضافت العالمة أن مدى الدمار متعلق أيضا بطول الصدع الأرضي على امتداد خط الصدع الزلزالي (مئة كيلومتر بالنسبة للزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا). وأشارت عالمة الزلازل الألمانية كرافتسيك أن أن كمية كبيرة نسبيًا من الطاقة تراكمت هذه المدة على طول الصدع ما يؤكد، بحسب الباحثة، حدوث هزة ارتدادية عنيفة بعد الزلزال الرئيسي. ولم يشهد هذا الخط أي زلزال تفوق قوته 7 درجات منذ أكثر من قرنين، مما حدا بالسكان ربما إلى الاستخفاف بخطورته وما يعني أيضا أن المنطقة تحت تهديد مستمر. وأوضح عالم البراكين بيل ماكغواير، من معهد الحد من المخاطر والكوارث في جامعة كلية لندن البريطانية، لوكالة فرانس برس إلى أن العديد من المباني "انهارت على شكل طبقات"، موضحا أن "ذلك يحدث عندما لا تكون الجدران والأرضيات متصلة بشكل كاف، فينهار كل طابق عموديًا على الطابق السفلي"، الأمر الذي يترك للسكان فرصة ضئيلة للبقاء على قيد الحياة. وأضاف "أن يكون أحد المباني منتصبا بدون أضرار جسيمة إلى جانب مبنى منهار بالكامل ليس أمرا نادرا، بسبب البناء غير الموثوق به أو المواد السيئة". ع.اع./ع.ج.م
مشاركة :