خلقت تغريدة لخبير هولندي الجدل بعدما تحقق زلزال تركيا الذي تنبأ به. لكن هل التنبؤ بالزلازل له أي سند علمي وما رد هيئات الجيولوجيا؟ مشاهد ما بعد الزلزال في مدينة هاتاي التركية بعد كل هزة أرضية، يتجدد النقاش هل يمكن التنبؤ بوقت كافي بإمكانية حدوث الهزة حتى يتسنى للجميع الخروج من البنايات وإنقاذ حياتهم؟ الجدل تجدد بعد تداول تغريدة لخبير هولندي فرانك هوجربتس كان قد غرد على تويتر قبل أيام أن هناك زلزال قادماً في هذه المنطقة وسيضرب عدة دول، وهو ما حدث وتأثرت به تركيا وسوريا. الزلزال أودى بحياة أكثر 8.300 شخص بينهم 2.400 على الجانب السوري و5.894 شخصًا على الجانب التركي، في واحد من أسوأ الزلازل التي ضربت المنطقة منذ عقود. الباحث الذي ينتمي لمعهد أبحاث مختص في ربط الظواهر الشمسية بالنشاط الزلزالي، أضحى حديث العامة، وأنه كان يمكن الاعتماد على تنبؤه لإخلاء المنطقة، إلا أن علماء وباحثون كثر أكدوا استحالة توقع نشاط زلزالي بشكل دقيق، خصوصا أن تغريدة هذا الخبير، لم تعلن متى سيحدث الزلزال، واكتفى بالقول "عاجلا أم آجلا". المراكز الجيولوجية تكذب أيّ إمكانية لتنبؤ مواعد الهزات الأرضية، وأقصى ما يمكن هو توقع لمدة لا تزيد عن دقيقة أو دقيقة ونصف، وهي تكنولوجيا باهظة الثمن، تُستخدم في اليابان. هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية تتحدث عن عدم وجود إمكانية التنبؤ، وكل ما يمكن لعلماء الهيئة حاليا القيام به هو احتساب احتمال وقوع هزات أرضية في مكان ما بالعالم خلال سنوات معينة، ويؤكد أن أيّ حديث عن توقع دقيق كاذب للأسباب التالية: أولا غياب أساس علمية لهذه الادعاءات، فالهزات الأرضية لا علاقة بها بالسحب أو بالأوجاع الجسدية وما إلى ذلك، ثانيا عدم تحديد هذه التوقعات لزمان ومكان ودرجة هذه الزلازل بدقة. وثالثاً أن هذه التوقعات تكون عامة ولا تعطي أيّ تفاصيل. وتشير الهيئة أنه في حال تصادف وقوع هزات أرضية مع هذه التنبؤات، فإن أصحابها يعلنون أنهم نجحوا. وتنفي الهيئة وجود أيّ مؤشرات سابقة على حركة الزلازل يمكن للعامة الاعتماد عليها، ومن ذلك الاعتماد على حركية الحيوانات والطيور اعتقاداً أنها تشعر بالهزات الأرضية قبل حدوثها. الخبير الهولندي دافع عن توقعه في وجه الانتقادات، وكتب أن هناك مقاومة كبيرة وسط المجال العلمي للتأثير الذي يمكن لحركة الكواكب لعبه في مجال توقع الزلازل، ونفى وجود دراسة علمية تناقض هذا التأثير. الخبير ذاته قال إن توقعه مبني على أن الهزات الأرضية تسبقها دائما هندسة كوكبية كبيرة (شرح سابقا أن ذلك يعني دخول كواكب إلى مواقع محددة في النظام الشمسي)، كما جرى يومي الرابع والخامس من شهر فبراير الحالي، متحدثا عن أن الأمر ذاته جرى في هزات أرضية سابقة. لكن المعهد الذي يعمل فيه الخبير، واسمه SSGEOS، تنبأ بوقوع العديد من الزلازل في السنوات الماضية، عدد منها حدث لكن بشكل طفيف، وزلازل أخرى لم تحدث. وعموما توجد تركيا في مركز زلزالي نشط، إذ شهدت في السنوات الأخيرة عدة زلازل متفاوتة الدرجة، وتقع البلاد في خط ثلاث خطوط صدوع زلزالية (كسور في صخور القشرة الأرضية)، هي صدع غرب الأناضول، وشمال الأناضول، وشرق الأناضول الذي وقع فيه الزلزال الأخير، ما يجعل جل خبراء الجيولوجيا يحذرون بشكل متكرر من إمكانية هزات أرضية في هذه المنطقة. إ.ع
مشاركة :