البلاد -; العلا يمثل موقع الحِجر الأثري (مدائن صالح) أول موقع للمملكة يُدرج في قائمة التراث العالمي، وهو أكبر موقع حفظه التاريخ لحضارة الأنباط، إذ يضم مقابر ضخمة لها واجهات مزخرفة تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد وصولاً إلى القرن الأول الميلادي. ويحوي الموقع أيضاً 50 نقشاً من الحقبة السابقة للأنباط وعدداً من رسوم الكهوف و111 مقبرة. ويُعد الموقع الأثري رئيسياً للحضارة النبطية في جنوب منطقة نفوذها، كما يقف شاهداً على التقاء تيارات وتقاليد معمارية وزخرفية متنوعة (آشورية، ومصرية، وفينيقية، وهلنستية)، وعلى وجود وتعاقب كتابات تعود إلى عدة لغات قديمة (لحيانية، وثمودية، ونبطية، ويونانية، ولاتينية)، بينما شهد كذلك تطور تقنيات الزراعة النبطية عن طريق استخدام عدد كبير من الآبار الاصطناعية المحفورة في الأرض الصخرية. وتتميز العلا بعمق تراثها الإنساني وغناها بالعجائب الطبيعية التي تستهوي قلوب زوارها، حيث لا يتمتع الكثير من المواقع في العالم بمثل هذا المزيج الغني من التاريخ والثقافة والجمال الطبيعي في آن معاً، حيث تمنح العلا زائريها شعوراً بالعراقة والرحابة والهدوء الذي يجذب الزوَّار والسياح نحو التجول في متحفها المفتوح. وتشتهر المدينة التاريخية في العلا بعدة أماكن متميزة يحرص السياح على زياراتها، حيث يقصدها سنوياً آلاف السياح من داخل المملكة وخارجها، ومن أبرزها “مدائن صالح”، وهي أبرز ما يزوره السياح في المنطقة، وتبعد 22 كيلو متر عن محافظة العلا، وتوجد بها آثار ترجع لفترة ما قبل التاريخ، والتي تم اعتمادها ضمن الآثار الإنسانية العالمية. وتعرف مدائن صالح قديماً بـ”الحِجْر”، محتلة موقعاً استراتيجياً على الطريق الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر، كما أن للمكان شهرته التاريخية التي استمدّها من موقعه على طريق التجارة القديم الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية والشام، والحجر اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة المنورة وتبوك. وتعد مدائن صالح من أهم حواضر الأنباط بعد عاصمتهم البتراء، إذ تحتوي على أكبر مستوطنة جنوبية لمملكة الأنباط بعد البتراء في الأردن، والتي تفصلها عنها مسافة 500 كيلو متر، ويعود أبرز أدوارها الحضارية إلى القرنين الأول قبل الميلاد والأول الميلادي، وذلك خلال فترة ازدهار الدولة النبطية، وقبل سقوطها على يد الإمبراطورية الرومانية عام 106م، ويُعتقد أن الحِجْر استمرت في حضارتها حتى القرن الرابع الميلادي، وكانت عاصمة مملكة لحيان في شمال شبه الجزيرة العربية، تضم آثار مدائن صالح 153 واجهة صخرية منحوتة، كما تضم عدداً من الآثار الإسلامية، والتي تتمثل في عدد من القلاع وبقايا خط سكة حديد الحجاز، والتي تمتد لمسافة 13 كيلو متر وكذلك المحطة والقاطرات. في سنة 2008م تم تسجيل الموقع ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، ليصبح بذلك أول موقع يتم تسجيله في السعودية. كما يوجد موقع أثري آخر يعرف بمدائن شعيب يقع شمال غرب مدائن صالح، ويتبع منطقة تبوك، حيث يحتوي الموقع على آثار تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في مدائن صالح.
مشاركة :