فلسطيني يحول قنابل الغاز المسيل للدموع إلى قطع فنية للبيع

  • 2/9/2023
  • 09:30
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

اعتاد الفلسطيني أكرم الوعرة، على جمع قنابل الغاز المسيل للدموع التي يطلقها المحتل الإسرائيلي ضد المتظاهرين الفلسطينيين في مخيم عايدة للاجئين في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، ويحولها إلى إكسسوارات وقطع فنية يبيعها للسياح الأجانب، ويحتوي مشغله الصغير القريب من الجدار الفاصل الذي يمر أحد مقاطعه من المدخل الشمالي للمدينة على عشرات التحف الفنية والإكسسوارات التي كانت في الأصل قنابل غاز. وبدأت رحلة أكرم الوعرة (56 عاما) مع قنابل الغاز في 2014 إبان الحرب على قطاع غزة التي أشعلت الأحداث في الضفة الغربية، حيث أشار إلى أن مواجهات حصلت في كل بقعة من فلسطين، وحظي مخيم عايدة بنصيب كبير من قنابل الغاز"، ويضيف "في أحد الأيام وجدت قنبلة غاز وأخذتها معي إلى المشغل، وفكرت أن أصنع منها شيئا ما يجعلني أفرغ القهر الذي بداخلي من هذه القنابل التي يطلقونها على المخيم". تمر عملية إعادة التدوير بمراحل عدة، بدءا من فتح القنبلة وتنظيفها وطرقها لتصبح ملساء قبل أن تنتهي العملية بالرسم عليها وقصها ولصقها على قطع من خشب الزيتون لتصبح جاهزة للعرض، ويحرص الوعرة على تنظيف القنابل بشكل كامل لتصبح "صحية وآمنة 100في المائة على جسم وصحة الزبون الذي سيضع العقد أو السوار أو الأقراط". ويشير المهندس الذي حصل على شهادة الهندسة من العراق حيث عاش عشرة أعوامإلى الآثر الذي تركه تنظيف القنابل على يديه. وعلقت في المشغل قطع فنية تحمل عبارات مثل "فلسطين و"الحرية" والسلام" وأخرى من رسوم رسام الكاريكاتور الفلسطيني الراحل ناجي العلي وخريطة فلسطين. ويقول إن التركيز على الشعارات الفلسطينية هدفه أن يوصل إلى العالم "رسالة مفادها أن الشعب الفلسطيني حر وصامد في أرضه رغم كل شيء"، في 1996 عاد الوعرة مع زوجته الكردية واستقر مع أسرته التي تضم 6 أبناء، ويتخذ من إعادة تشكيل القنابل مصدر دخل له ولأسرته إذ يراوح سعر القطعة الواحدة من القنابل المعاد تدويرها ما بين 10 و 60 دولارا. تحويل العنف إلى لاعنف ويشير الوعرة إلى الأثر الذي تتركه القطع التي يصنعها في نفوس السياح، إذ أن 90 في المائة من زبائنه من الدول الأوروبية و 10 في المائة من العرب الذين يحملون جنسيات أجنية، ويقول "حتى بعد أن يسافروا، يرسلون أناسا آخرين، أو يطلبون قطعاأخرى عبر الواتساب أو الإيميل لأرسلها لهم إلى بلدانهم". ويرافق الدليل السياحي مروان فرارجة السياح إلى مشغل الوعرة، ويقول إن المشغل "أهم المحطات التي يقصدها كلما وصل وفد سياحي"، ويضيف "اعتبر أن هذا المكان يمثل رسالة حقيقية تبين أننا شعب صامد وصابر ونؤمن بحقوقنا ولدينا أمل ومتشبثون بالحياة". ويفسر فرارجة عملية التدوير التي يقوم بها الوعرة بأنها "تحويل العنف إلى اللاعنف"، وتعتبر قنابل الغاز المسيل للدموع واحدة من أبرز أدوات "تفريق الشغب" التي تستخدمها القوات الإسرائيلية خلال معظم المواجهات مع الفلسطينيين.

مشاركة :