الدراما المصرية تستعين بمواهب شابة لاستعادة انتشارها

  • 2/10/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت ملامح تأثر الدراما المصرية بالمنافسة العربية وحتى تلك التي تفرضها المنصات الرقمية تتجلى في نوعية المواضيع المتناولة لكن أيضا على مستوى اختيار الممثلين، حيث لم تعد المسلسلات حبيسة النجوم والوجوه المألوفة والحاضرة في أغلب الأعمال وإنما صار المجال مفتوحا أكثر للمواهب الشابة ولاكتشاف وجوه جديدة بعضها سرعان ما لقي استحسانا وإعجابا من الجمهور. القاهرة - تمر الدراما المصرية بفترة إحلال وتجديد وإعادة ترتيب أوراقها في عناصر المنظومة الفنية التي تتضمن التمثيل والإنتاج والإخراج والكتابة والتصوير، وهو ما يظهر من خلال صعود مواهب جديدة تسعى نحو ترسيخ أقدامها، مستفيدة من تطورات متلاحقة أحدثتها المنصات الرقمية الساعية إلى الانتقال للمزيد من الأعمال التي تحظى بجماهيرية واسعة في موسم رمضان، المعروف بأنه موسم الدراما المصرية. يشارك عدد من المخرجين الجدد في الأعمال الدرامية التي سوف يتم عرضها في رمضان المقبل، بينهم عمرو صلاح مخرج مسلسل “حمدلله على السلامة” بطولة الفنانة يسرا بعد اعتذار المخرج شريف عرفة عن استكمال العمل، ويخوض علاء إسماعيل أولى تجاربه في الدراما بمسلسل “الصفارة” بطولة أحمد أمين، واستعانت شركة أروما للإنتاج الفني بالمخرج نادر نادي في مسلسل “مذكرات زوج” بطولة طارق لطفي. رامي المتولي: المنصات الرقمية أحدثت تجديدا مستمرا في الدراما رامي المتولي: المنصات الرقمية أحدثت تجديدا مستمرا في الدراما وعلى مستوى التمثيل، تظهر وجوه شابة تخوض تجربتها الأولى في بطولة أعمال درامية بالمشاركة مع نجوم آخرين سبق ظهورهم وانتشارهم، بينهم مطرب المهرجانات الشعبية عنبة الذي يقوم ببطولة مسلسل “حمدلله على السلامة” مع الفنانة يسرا، وتشارك بثنية علي الحجار في بطولة مسلسل “تغيير جو” بطولة منة شلبي وإخراج مريم أبوعوف، والوضع ذاته بالنسبة للفنانة الاستعراضية بدرة التي تشارك في بطولة مسلسل “كامل العدد” مع دينا الشربيني وشريف سلامة. وتعد دراما رمضان بابا مفتوحا دائما أمام الوجوه الشابة لإثبات قدراتهم الفنية، وشكل حجم الإنتاج الدرامي الضخم في العقد الأخير فرصة أمام ظهور العديد من المواهب، غير أن اتساع مساحة حضور الشباب مؤخرا في أعمال فنية مختلفة على حساب أجيال سابقة تعاني من قلة الأعمال المعروضة عليها يبرهن على وجود اختلافات جوهرية في سوق الإنتاج الدرامي وطبيعة الجمهور الذي تخاطبه. ويتفق البعض من النقاد على أن الاستعانة بالمواهب الشابة في الإخراج والتمثيل والتأليف لم تعد مقتصرة على أن هؤلاء من العوامل الثانوية والهامشية في الأعمال المقدمة أو خطط بديلة للمنتجين عند التعثر المادي، وأن تحقيق وجوه شبابية نجاحات مهمة عبر المنصات جعلهم رقما مهما لا يمكن تجاهله من القائمين على العملية الإنتاجية ويبحثون عن وجوه صاعدة لها جماهيرية على الوسائط الرقمية الحديثة. ويدرك القائمون على الدراما المصرية أنهم في منافسة قوية مع أعمال عربية وبحاجة للتحديث المستمر في الصورة والقصة والمواهب التمثيلية، والاعتماد على مدارس قديمة قد لا يجد فرصا تسويقية وسط الزخم الدرامي العربي. كما أن تصورات الشباب الذين يشاركون في بعض الأعمال المقدمة تدفع نحو الاستعانة بعناصر متقاربة في التفكير معهم، وتوالي المشكلات التي حدثت بين ممثلين شباب ومخرجين مخضرمين يدفع للبحث عن نماذج في عناصر العمل الفني الأخرى. وقال الناقد الفني رامي المتولي إن عملية التجديد القائمة تتكرر كل عقد تقريبا في سوق الدراما المصرية التي تمر بموجات من الصعود والهبوط، وآخرها ما حدث في العام 2010، إذ حقق المشاركون في بطولة مسلسل “المواطن إكس” من الشباب في ذلك الوقت نجاحات مهمة وتحولوا إلى وجوه درامية، أبرزهم: أمير كرارة ومحمود عبدالمغني وبوسف الشريف وأروى جودة وإياد نصار. وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن هذا العمل لم يكتف بتقديم أسماء جديدة، بل كان سببا في زيادة اهتمام الدراما بالمكونات الفنية الداعمة لها، وفتح المجال أمام دخول تقنيين من السينما في سوقها، واتسمت نوعية الدراما المقدمة في ذلك الحين بالتنوع والاختلاف وأضحت أقرب إلى الدراما التلفزيونية العالمية عبر التركيز كثيرا على القضايا الاجتماعية والجريمة والدراما النفسية، وهو ما يُعاد تدويره حاليا. وجوه اقتنصت فرصتها الأولى وأقنعت الجمهور وجوه اقتنصت فرصتها الأولى وأقنعت الجمهور وأوضح أن دخول المنصات الرقمية عل خط الدارما منح مساحة أكبر لظهور الوجوه الشابة وأحدث حالة من التجديد المستمر في عناصر الأعمال الفنية المعروضة، وسوف يظهر ذلك في دراما رمضان المقبل، ومن المتوقع أن يكون النجاح حليفا للوجوه الشبابية التي تستطيع أن تقدم تجارب مختلفة. وتستفيد الدراما المصرية من تحولات مهمة على مستوى الأكاديمي وانتشار ورش التمثيل والكتابة والإخراج ومساهمة القطاع الخاص في دعم المواهب الشابة. وبالنظر إلى أغلب الوجوه التي ظهرت مؤخرا، مثل آية سماحة وطه دسوقي ورحمة أحمد ومصطفى غريب، فإن هؤلاء لديهم خلفيات لها علاقة بالدراسة الأكاديمية التي ساعدتهم في الوصول إلى المشاركة في العديد من الأعمال الدرامية. ويعتبر المعهد العالي للفنون المسرحية، ويضم قسما للتمثيل، أحد العناصر التي قدمت الكثير من الوجوه الصاعدة، بجانب مركز الإبداع الفني الذي يقوده المخرج خالد جلال ويتبع وزارة الثقافة، وأكاديمية الفنون، وورش التمثيل المتخصصة وتنظمها هيئات فنية، ومشاريع الأفلام القصيرة التي ذاع صيتها في مصر مؤخرا. وأشار المتولي لـ”العرب” إلى أن تزايد الاهتمام بالفرق المسرحية المستقلة أسهم في اكتشاف مواهب جديدة في التمثيل والتصوير والإخراج، وأن القائمين على الإنتاج للمنصات الرقمية أكثر متابعة لما تقدمه هذه الفرق، ما سهّل الطريق على كثير من المواهب التي كانت تجد صعوبة في الحصول على فرصة لإبراز مواهبها. ماجدة موريس: النجاح يتطلب الاستعانة بموهوبين ووجوه جديدة ماجدة موريس: النجاح يتطلب الاستعانة بموهوبين ووجوه جديدة وشدد على أنه من المبكر الحكم على مدى تفوق الوجوه التي ظهرت في أعمال مختلفة خلال العامين الماضيين، وأن بدايتهم تؤكد أن هناك جيلا فنيا صاعدا قد يحقق نجاحا أكبر مما حققته نجوم سابقة تتصدر الساحة حاليا، لكن تراكم الأعمال الفنية يساعد على تثبيت أو عدم تثبيت أقدام الأسماء التي ظهرت رمضان الماضي، مثلما الحال لخفوت نجم بعض الوجوه الصاعدة في أعمال فنية عرضت السنوات الماضية. ويصعب الحكم على المواهب الشابة إذا كانت باقي عناصر العمل الفنية غير جيدة، وإذا كان السيناريو مكتوبا لتلك الأدوار جيدا فهذا يساعدهم على الانتشار بشكل أكبر، والوضع ذاته بالنسبة للرؤية الإخراجية التي تدفعهم لتقديم أفضل ما لديهم. ولدى البعض من النقاد قناعة بأن موجات انتقال مخرجي السينما إلى الدراما التي تأخذ في التوسع مع تراجع سوق الإنتاج السينمائي قد لا تحقق المرجو منها في هذا التوقيت، كما كان الوضع في أوقات سابقة، وأن تجربة المخرج خالد يوسف في مسلسل “سره الباتع” الجديدة تتوقف على إذا كان قد استخدم أدوات إخراجية حديثة تتماشى مع التطورات الحاصلة في التصوير أم أنه اعتمد على أساليب استخدمها سابقا في الكوادر السينمائية التي أخرجها. وأكدت الناقدة الفنية ماجدة موريس أن ضمان نجاح التجارب الجديدة يتطلب تغييرا في الأساليب الفنية المقدمة والاستعانة بأسماء موهوبة بشكل حقيقي، وهؤلاء أمام اختبار صعب للغاية لأنه في حال فشلهم قد تكون التجربة الأولى والأخيرة لهم. وذكرت في تصريح لـ”العرب” أن الأزمات المالية التي تعاني منها الدراما تخدم عملية اكتشاف وجوه جديدة والاستعانة بأسماء ليست مشهورة، ويظهر ذلك من خلال زيادة الإقبال من جانب الشباب على الدورات والورش والدراسات التي تمنح شهادات فنية متقدمة، وذهاب العديد من المخرجين للبحث عن المواهب، واتجاه أساتذة المعهد العالي للسينما للتنقيب عن العناصر الشبابية الواعدة، لكن في الوقت ذاته لا يصب تراجع الإنتاج المتوقع رمضان المقبل في صالح اكتشاف المزيد منهم.

مشاركة :