ارتفعت الحصيلة غير النهائية لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا إلى أكثر من 20 ألف قتيل، فيما تتلاشى آمال العثور على ناجين تحت الأنقاض وسط طقس صقيعي وتحذيرات رسمية من أن العدد سيرتفع. ورغم أن الأمل يتضاءل كلما مرّ الوقت، ما زال عمال الإنقاذ يعثرون على القليل من الناجين تحت الأنقاض، حيث يعمل رجال الإنقاذ في سباق مع الزمن لانتشال ناجين محتملين محاصرين تحت أنقاض آلاف المباني التي انهارت بفعل الزلزال. وفي تركيا، أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ (أفاد)، أمس، أن عدد وفيات الزلزال ارتفع إلى أكثر من 17134 قتيلاً، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة الضحايا في سوريا ارتفعت إلى نحو 3600 قتيل. كما أصيب أكثر من 65 ألف شخص بجروح في تركيا، وأكثر من 6000 في سوريا، جراء الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات. واشتكى كثيرون من نقص المعدات والخبرة والدعم لإنقاذ العالقين الذين يسمعونهم أحياناً يصرخون طلباً للمساعدة. ومما زاد من تباطؤ جهود الإغاثة، انسداد الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدينة أنطاكية التركية بسبب حركة المرور، إذ سعى السكان إلى مغادرة منطقة الكارثة بعد أن تمكنوا أخيراً من العثور على البنزين الشحيح، كما توجهت شاحنات المساعدات إلى المنطقة. وعلى مساحات شاسعة من جنوب تركيا، يبحث الناس عن مأوى مؤقت وطعام في طقس الشتاء قارس البرودة وينتظرون في حالة حزن بجوار أكوام الأنقاض التي ربما لا يزال أفراد من العائلة أو من الأصدقاء تحتها، وفيما تتلاشى الآمال في العثور على ناجين، يتفاقم الإحباط بسبب بطء توصيل المساعدات. فقد قضى كثيرون في تركيا وسوريا ليلة ثالثة في العراء أو في السيارات وسط انخفاض شديد في درجات الحرارة بعد أن دُمرت منازلهم أو اهتزت بشدة جراء الزلزال والهزات الارتدادية، مما يجعلهم يخشون العودة إليها، وأصبح مئات الآلاف دون مأوى وسط البرد القارس. الوضع صعب من جهتها، قدرت منظمة الصحة العالمية أن يبلغ 23 مليوناً «عدد المتضررين بالزلزال بينهم نحو خمسة ملايين من الأكثر ضعفاً». وفي المناطق التي لم تصلها مساعدات، يشعر الناجون بالعزلة، في وقت أعربت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في رسالة إلى الرئيس رجب طيب أردوغان، عن «تضامنها» مع الشعب التركي بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، وعرضت زيادة مساعداتها. إمدادات طبية في سياق متصل، دخلت أول قافلة مساعدات بعد الزلزال المدمر، إلى مناطق في شمال سوريا، وفق ما أفاد مسؤول في المعبر الحدودي بين سوريا وتركيا ومراسل وكالة فرانس برس. وقال المسؤول الإعلامي في معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسوريا مازن علوش أمس: «دخلت اليوم أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة بعد أربعة أيام من الزلزال»، مشيراً إلى أنه كان من المتوقع وصولها قبل وقوع الكارثة. وقالت منظمة الصحة العالمية إنها سترسل فرقاً من الخبراء وطائرات محملة بإمدادات طبية لتركيا وسوريا. وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في إفادة لوسائل الإعلام، إن المنظمة سترسل وفداً رفيع المستوى، لتنسيق جهود الإغاثة، إضافة إلى ثلاث رحلات جوية تحمل دعماً طبياً. بدورها، قالت الدكتورة إيمان الشنقيطي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، إن الاحتياجات الصحية المطلوبة هناك ضخمة. من ناحية ثانية، توقعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، أن تتجاوز الخسائر الاقتصادية جراء الزلزال «ملياري دولار» و«قد تبلغ 4 مليارات دولار أو أكثر». واعتبرت فيتش أنّ المبالغ المؤمنة «أقل بكثير»، وتصل «ربما إلى نحو مليار دولار». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :