شهدت فعاليات اليوم الافتتاحي للمهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر 2023» في نسخته السابعة التي تقام في الفترة من 9 ولغاية 15 فبراير الجاري بـ «مركز إكسبو الشارقة»، جلسة رئيسة بعنوان «ما بين الشعر والمظاهرات وقوة الشباب: رحلة غير تقليدية»، قدمتها المصورة العالمية كارين زوسمان حول معرضها الذي يحمل العنوان نفسه.تتضمن محفظة أعمالها الفنية باقة متنوعة من التصوير الوثائقي وتصوير الشارع والبورتريه، كما تتميز بالعاطفة والدفء وصدق المشاعر والحساسية الشعرية، ولكل صورة فوتوغرافية ومقطع فيديو قصة وحكاية تسردها المصورة كارين زوسمان بنفسها لجمهور المهرجان وزواره، إذ بدأتها بتجربتها الشخصية وكيف انتهى بها المطاف في عالم التصوير. روت المصورة قصة دخولها إلى مجال التصوير الفوتوغرافي بعد حصولها على شهادة الماجستير في الشعر من جامعة كولومبيا، حيث بدأت العمل الحر ككاتبة في مجال الإعلانات ليتسنى لها متابعة شغفها ببقية هواياتها والأشياء التي تحبها ومنها التأمل، فبدأت بالسفر إلى جنوبي وشرقي آسيا، ولا سيما ميانمار، حيث تعرفت على قضايا تهريب الأطفال والاتجار بهم للعمل. وكشفت أنه خلال سفرها إلى ماليزيا، صادفت مجموعة من اللاجئين الذين يعيشون في كوالالمبور ويعملون في المطاعم، فاكتشفت أنهم تعرضوا إلى البيع لمهربين من قبل بعض الموظفين الحكوميين الفاسدين، وفي ذلك الوقت، لم تكن زوسمان صحفية ولا مصورة، لكن القصة لمست أعماقها وسكنت وجدانها، وأثرت بها كثيراً. واستعادت ذكريات عودتها إلى موطنها بعد 6 أشهر من التوثيق والتسجيلات الصوتية لهؤلاء اللاجئين، حيث لم تستطع وسائل الإعلام نشر القصة أو تغطيتها من دون صور، فتعاونت مع عدد من الجهات للحصول على بعض الصور عن قصص هؤلاء اللاجئين، وبالفعل حصلت عليها وتم نشر قصصهم، وبعد أيام عدة، تمت محاسبة 5 موظفين فاسدين من المسؤولين عن معاناة هؤلاء اللاجئين والحكم عليهم بالسجن بتهمة الاتجار بالبشر، وعندها تعلمت درساً لن تنساه أبداً، حيث قالت: «لتكون سارداً قصصياً قوياً، لا بد أن تكون مصوراً فوتوغرافياً». وأكدت زوسمان أن هذا ما دفعها إلى تعلم التصوير وشراء كاميرا والعودة إلى ميانمار لتوثيق حياة الأطفال، حيث أسست مع ناشط في مجال حقوق الإنسان، جمعية خيرية، وأطلقت أيضاً مشروعاً تعليمياً متنقلاً لمساعدة الأطفال المضطرين إلى ترك الدراسة والعمل على كسب لقمة عيشهم، وخصصت حافلة لتكون صفاً مدرسياً متنقلاً لتعليم هؤلاء الأطفال أساسيات القراءة والكتابة. وانتقلت كارين زوسمان مع الجمهور إلى قصة سفرها إلى كوبا 21 مرة خلال 4 أعوام، حيث قضت معظم وقتها مع الأطفال الذين يتميزون بالانفتاح والود والمحبة والصداقة والبراءة، والتقطت مجموعة من الصور الرائعة للأطفال من الفتيان والفتيات على حد سواء، وبدأت بالتعرف على العائلات من خلال الأبناء، ثم عادت إلى الولايات المتحدة. وبينت أنها لم تستطع مغادرة نيويورك خلال الجائحة، وأن المدينة شهدت احتجاجات عارمة بعد مقتل جورج فلويد على يد الشرطة، فعملت على توثيق تلك المظاهرات التي اندلعت احتجاجاً على تلك الجريمة البشعة، بهدف نشر الوعي المجتمعي حول أهمية مكافحة العنصرية الممنهجة ضد من هم من أصول أفريقية، وصورت الأطفال والنساء في الشوارع، والنساء العاملات في الشرطة، ومظاهرة الدراجات الهوائية التي ضمت 10 آلاف شخص. واسترجعت زوسمان توثيقها إغلاق الجسور والطرق الرئيسة خلال ذلك الحراك، مع التركيز على الأطفال وصغار السن الذين تباينت استجاباتهم لها وتفاعلهم معها بين رفض وقبول، وبعد انضمامها لحركة Black Lives Matter، كان أكثر ما يهمها هو نوع التأثير الذي تحدثه في حياة الأطفال من خلال التظاهرات والهتاف. وبينت المصورة أنها أكثرت من الذهاب إلى الشاطئ، حيث التقت بعائلة تعرفت على أفرادها ووافق الوالدان على قيامها بتصوير أطفالهم، وكان ذلك المشروع الذي حمل عنوان «قوتي الخارقة» واحداً من أكثر أعمالها إلهاماً، بسلسلة من الصور المرفقة بقصائد، بهدف دعمهم وتمكينهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، حيث كتبت قصيدة صغيرة بجانب كل صورة من أجل تعزيز أثر الصور وقوتها، خصوصاً مع عناصر الغيوم والسماء والبحر والطيور التي تجسد الحرية والإمكانات الكبيرة للأطفال. وعلى الرغم من معرفتها الأثر الإيجابي لتلك المشاريع على الأطفال، لأنها كانت تعمل معهم بشكل مباشر وترى طاقتهم الإيجابية وحماسهم، إلا أنها لم تكن تعرف مدى تأثير تلك المشاريع على الأهالي، لكنها شعرت بالسعادة لرؤية التهاني التي حصل عليها الأهالي من أقاربهم وأصدقائهم ومعارفهم، لوقوفهم بجانب أطفالهم والسماح لهم بالمشاركة في تلك الصور.
مشاركة :