لماذا نتصدى للملحدين

  • 2/10/2023
  • 01:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

‭ ‬السفير‭ ‬د‭. ‬عبدالله‭ ‬الأشعل الثابت‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬أن‭ ‬الهدى‭ ‬هدى‭ ‬الله‭ ‬مصداقا‭ ‬لقوله‭ ‬تعالى‭: (‬ومن‭ ‬يهد‭ ‬الله‭ ‬فهو‭ ‬المهتد‭ ‬ومن‭ ‬يضلل‭ ‬فلن‭ ‬تجد‭ ‬له‭ ‬وليا‭ ‬مرشدا‭) ‬وقوله‭ ‬تعالى‭ (‬ولو‭ ‬شاء‭ ‬ربك‭ ‬لآمن‭ ‬من‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬كلهم‭ ‬جميعا‭) ‬كما‭ ‬قرر‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬أن‭ ‬الإيمان‭ ‬والكفر‭ ‬محلهم‭ ‬القلب‭ ‬ولذلك‭ ‬نبه‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬رسولنا‭ ‬الكريم‭ ‬ليس‭ ‬عليك‭ ‬هداهم‭ ‬ولكن‭ ‬الله‭ ‬يهدي‭ ‬من‭ ‬يشاء‭ ‬وقد‭ ‬أوضحنا‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬سابقة‭ ‬أن‭ ‬الملحد‭ ‬مصاب‭ ‬بحالة‭ ‬نفسية‭ ‬ونادرا‭ ‬ما‭ ‬تؤدي‭ ‬عطب‭ ‬الحالة‭ ‬النفسية‭ ‬إلى‭ ‬الإلحاد‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬النفس‭ ‬البشرية‭ ‬عندما‭ ‬تمرض‭ ‬فإنها‭ ‬تكون‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬بسبب‭ ‬العجز‭ ‬وتلك‭ ‬فطرة‭ ‬إنسانية‭ ‬فطر‭ ‬الله‭ ‬الناس‭ ‬عليها‭.‬ وكما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬سيكولوجية‭ ‬الإلحاد‭ ‬هناك‭ ‬أيضا‭ ‬سيكولوجية‭ ‬الإيمان‭ ‬أو‭ ‬كيمياء‭ ‬الإيمان‭ ‬فالإلحاد‭ ‬انحراف‭ ‬عن‭ ‬الفطرة‭ ‬السليمة‭ ‬ووصفه‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬بأنه‭ ‬أعمى‭ ‬وأنه‭ ‬ميت‭ ‬لقوله‭ ‬تعالى‭: (‬يا‭ ‬أيها‭ ‬اللذين‭ ‬أمنوا‭ ‬استجيبوا‭ ‬لله‭ ‬وللرسول‭ ‬إذا‭ ‬دعاكم‭ ‬لما‭ ‬يحييكم‭). ‬ومادام‭ ‬الإلحاد‭ ‬عطب‭ ‬في‭ ‬الشخصية‭ ‬والنفس‭ ‬البشرية‭ ‬فإن‭ ‬اتساعه‭ ‬يضر‭ ‬بالمجتمع‭ ‬ويفقد‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬المصداقية‭ ‬الواجبة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬ولذلك‭ ‬تنبه‭ ‬الرسول‭ ‬الكريم‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬فأمر‭ ‬الشباب‭ ‬بأن‭ ‬يتزوج‭ ‬ذات‭ ‬الدين‭ ‬وليس‭ ‬الملحدة‭ ‬لقوله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬تنكح‭ ‬المرأة‭ ‬لأربع‭ ‬لمالها‭ ‬وحسبها‭ ‬وجمالها‭ ‬فاظفر‭ ‬بذات‭ ‬الدين‭ ‬تربت‭ ‬يداك‮»‬‭ ‬أي‭ ‬الخسران‭ ‬المبين‭ ‬إذا‭ ‬اختار‭ ‬شاب‭ ‬فتاة‭ ‬غير‭ ‬متدينة‭ ‬وهو‭ ‬توجيه‭ ‬قرآني‭ ‬أيضا‭.‬ وتأكيدا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬الرسول‭ ‬الكريم‭ ‬قرر‭ ‬بحق‭ ‬أن‭ ‬العرق‭ ‬دساس‭.‬ وحرصا‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬وعلى‭ ‬المعاملات‭ ‬الإنسانية‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬فيجب‭ ‬على‭ ‬المؤمنين‭ ‬أن‭ ‬يتصدوا‭ ‬للملحدين‭ ‬ولكن‭ ‬المشكلة‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬أسلوب‭ ‬التصدي‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬المؤمن‭ ‬يعتقد‭ ‬أنه‭ ‬أسمى‭ ‬من‭ ‬الملحد‭ ‬وأقرب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬وبذلك‭ ‬تساوره‭ ‬بعض‭ ‬التجاوزات‭ ‬البشرية‭ ‬مثل‭ ‬الكبر‭ ‬والتكبر‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬وفي‭ ‬القلب‭ ‬ومادام‭ ‬المؤمن‭ ‬يريد‭ ‬الإصلاح‭ ‬فإنه‭ ‬يؤجر‭ ‬على‭ ‬نصيحته‭ ‬وليس‭ ‬مطلوبا‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يتعقب‭ ‬الملحد‭ ‬وأن‭ ‬يعتبرها‭ ‬قضية‭ ‬شخصية‭ ‬وإنما‭ ‬يبين‭ ‬له‭ ‬وعلى‭ ‬الله‭ ‬الهداية‭ ‬مصداقا‭ ‬لقوله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬العمل‭ ‬بين‭ ‬الخالق‭ ‬وأنبيائه‭ ‬مخاطبا‭ ‬رسولنا‭ ‬الكريم‭ ‬بقوله‭ ‬سبحانه‭: (‬فإنما‭ ‬عليك‭ ‬البلاغ‭ ‬وعلينا‭ ‬الحساب‭) ‬وقد‭ ‬أمرنا‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬أن‭ ‬ندعو‭ ‬إلى‭ ‬سبيل‭ ‬ربنا‭ ‬بالحكمة‭ ‬والموعظة‭ ‬الحسنة‭ ‬وأن‭ ‬نجادل‭ ‬الملحدين‭ ‬بالتي‭ ‬هي‭ ‬أحسن‭ ‬وهذا‭ ‬واجبنا‭ ‬الذى‭ ‬نؤجر‭ ‬عليه‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬للزعم‭ ‬بحرية‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬معتقداتهم‭ ‬ولكن‭ ‬المشكلة‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬إساءة‭ ‬بعض‭ ‬المتنطعين‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الدين‭ ‬الحنيف‭ ‬بحيث‭ ‬يعتقد‭ ‬من‭ ‬يؤمر‭ ‬بالمعروف‭ ‬أنه‭ ‬صاحب‭ ‬دعوة‭ ‬ويغلظ‭ ‬في‭ ‬القول‭ ‬والفعل‭ ‬للملحد‭ ‬فيدفعه‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الإلحاد‭ ‬ومادام‭ ‬الملحد‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬نفسية‭ ‬فقد‭ ‬لزم‭ ‬أن‭ ‬نوجهه‭ ‬توجيها‭ ‬لطيفا‭ ‬وإلا‭ ‬تحوصل‭ ‬حول‭ ‬ذاته‭ ‬وأمعن‭ ‬في‭ ‬الكفر‭ ‬والإلحاد‭. ‬

مشاركة :