السفير د. عبدالله الأشعل الثابت في القرآن الكريم أن الهدى هدى الله مصداقا لقوله تعالى: (ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا) وقوله تعالى (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا) كما قرر القرآن الكريم أن الإيمان والكفر محلهم القلب ولذلك نبه القرآن الكريم رسولنا الكريم ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وقد أوضحنا في مقالات سابقة أن الملحد مصاب بحالة نفسية ونادرا ما تؤدي عطب الحالة النفسية إلى الإلحاد بل إن النفس البشرية عندما تمرض فإنها تكون أقرب إلى الله بسبب العجز وتلك فطرة إنسانية فطر الله الناس عليها. وكما أن هناك سيكولوجية الإلحاد هناك أيضا سيكولوجية الإيمان أو كيمياء الإيمان فالإلحاد انحراف عن الفطرة السليمة ووصفه القرآن الكريم بأنه أعمى وأنه ميت لقوله تعالى: (يا أيها اللذين أمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم). ومادام الإلحاد عطب في الشخصية والنفس البشرية فإن اتساعه يضر بالمجتمع ويفقد أفراد المجتمع المصداقية الواجبة في التعامل في جميع مناحي الحياة ولذلك تنبه الرسول الكريم إلى هذه النقطة فأمر الشباب بأن يتزوج ذات الدين وليس الملحدة لقوله صلى الله عليه وسلم: «تنكح المرأة لأربع لمالها وحسبها وجمالها فاظفر بذات الدين تربت يداك» أي الخسران المبين إذا اختار شاب فتاة غير متدينة وهو توجيه قرآني أيضا. وتأكيدا على ذلك فإن الرسول الكريم قرر بحق أن العرق دساس. وحرصا على المجتمع وعلى المعاملات الإنسانية داخل المجتمع فيجب على المؤمنين أن يتصدوا للملحدين ولكن المشكلة هي في أسلوب التصدي ذلك أن المؤمن يعتقد أنه أسمى من الملحد وأقرب إلى الله وبذلك تساوره بعض التجاوزات البشرية مثل الكبر والتكبر في السلوك وفي القلب ومادام المؤمن يريد الإصلاح فإنه يؤجر على نصيحته وليس مطلوبا منه أن يتعقب الملحد وأن يعتبرها قضية شخصية وإنما يبين له وعلى الله الهداية مصداقا لقوله تعالى في توزيع العمل بين الخالق وأنبيائه مخاطبا رسولنا الكريم بقوله سبحانه: (فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب) وقد أمرنا القرآن الكريم أن ندعو إلى سبيل ربنا بالحكمة والموعظة الحسنة وأن نجادل الملحدين بالتي هي أحسن وهذا واجبنا الذى نؤجر عليه كما أنه لا مجال للزعم بحرية الأفراد في معتقداتهم ولكن المشكلة هي في إساءة بعض المتنطعين إلى هذا الدين الحنيف بحيث يعتقد من يؤمر بالمعروف أنه صاحب دعوة ويغلظ في القول والفعل للملحد فيدفعه إلى مزيد من الإلحاد ومادام الملحد يعاني من أزمة نفسية فقد لزم أن نوجهه توجيها لطيفا وإلا تحوصل حول ذاته وأمعن في الكفر والإلحاد.
مشاركة :