20 ألف قتيل و70 ألف مصاب ضحايا زلزال تركيا وسوريا

  • 2/10/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تجاوزت أعداد ضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، الأسبوع الجاري، 20 ألف قتيل و70 ألف مصاب، فيما تتلاشى الآمال في العثور على ناجين بعد أكثر من 72 ساعة من وقوع الكارثة، ويتفاقم الإحباط بسبب بطء توصيل المساعدات. وعلى الأرض، قضى كثيرون في تركيا وسوريا ليلة ثالثة في العراء أو في السيارات وسط انخفاض شديد في درجات الحرارة في الشتاء بعد أن دُمرت منازلهم أو اهتزت بشدة جراء الهزات، وهو ما يجعلهم يخشون بشدة العودة إليها. وأصبح مئات الآلاف من دون مأوى وسط برد الشتاء القارس. والزلزال، الذي وقع في جوف الليل، وأعقبته هزات ارتدادية قوية، أصبح أسوأ من زلزال قوي مماثل وقع في عام 1999 وأودى بحياة أكثر من 17 ألفاً في شمال غرب تركيا الذي يقطنه عدد أكبر من السكان. في تركيا، أظهرت لقطات جرى تداولها في وقت متأخر من مساء أمس الأول، إنقاذ عدد قليل من الناجين، من بينهم عبد العليم معيني، الذي جرى انتشاله من منزله المنهار في إقليم خطاي حيث ظل تحت الأنقاض منذ يوم الاثنين بجوار زوجته التي لاقت حتفها. وظهر رجال الإنقاذ في تغطية حية لمحطة «تي آر تي» التلفزيونية الرسمية في تركيا، أمس، وهم ينتشلون امرأة مصابة تبلغ من العمر 60 عاماً من تحت أنقاض مبنى سكني في مدينة ملاطية بعد 77 ساعة من وقوع الزلزال الأول. وقفزت أعداد القتلى في تركيا إلى نحو 17 ألفاً، فيما تجاوز عدد المصابين 66 ألفاً. وفي سوريا، التي دمرتها بالفعل حرب أهلية مستمرة منذ قرابة 12 عاماً، لقي أكثر من ثلاثة آلاف حتفهم وأصيب زهاء 4 آلاف آخرون، وفقاً للحكومة وخدمة الإنقاذ في شمال غرب البلاد. وفي بلدة جندريس السورية المدمرة، سار إبراهيم خليل في الشوارع المليئة بالركام ممسكاً بكيس جثث أبيض مطوي. وقال إنه فقد سبعة من أفراد عائلته بينهم زوجته واثنان من أشقائه. وأضاف: «أحمل هذه الحقيبة حتى نتمكن من وضع أخي وابن أخي الصغير وزوجتيهما، في أكياس عندما يخرجونهم». وتابع: «الوضع سيئ للغاية». وقال رائد الصالح رئيس خدمة الإنقاذ في شمال غرب سوريا، إن من المتوقع أن ترتفع أعداد القتلى والجرحى بشكل أكبر بكثير، إذ لا تزال العديد من العائلات تحت أنقاض المباني المنهارة. وفي تركيا، اشتكى كثيرون من نقص المعدات والخبرة والدعم لإنقاذ العالقين الذين يسمعونهم أحياناً يصرخون طلباً للمساعدة. ومما زاد من تباطؤ جهود الإغاثة، انسداد الطريق الرئيس المؤدي إلى مدينة أنطاكية التركية بسبب حركة المرور، إذ سعى السكان إلى مغادرة منطقة الكارثة بعد أن تمكنوا أخيراً من العثور على البنزين الشحيح، كما توجهت شاحنات المساعدات إلى المنطقة. وقال أردوغان للصحفيين، أمس، خلال زيارة لإقليم غازي عنتاب المتضرر من الكارثة إن الزلزال دمر أكثر من 6400 مبنى، وإن تركيا تهدف إلى إنشاء مبانٍ جديدة من ثلاثة وأربعة طوابق في المنطقة في غضون عام واحد. وقال مسؤول إن 15 في المئة من الأتراك يعيشون في المنطقة المنكوبة. من جهتها، توقعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، أمس، أن تتجاوز الخسائر الاقتصادية جراء الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا «ملياري دولار» و«قد تبلغ 4 مليارات دولار أو أكثر». واعتبرت فيتش أنّ المبالغ المؤمنة «أقل بكثير»، وتصل «ربما إلى نحو مليار دولار»، «بسبب ضعف التغطية التأمينية في المناطق المتضررة». وعلى مساحات شاسعة من جنوب تركيا، يبحث الناس عن مأوى مؤقت وطعام في طقس الشتاء قارس البرودة، وينتظرون في حالة حزن بجوار أكوام الأنقاض التي ربما لا يزال أفراد من العائلة أو من الأصدقاء تحتها. وفي سوريا، أدى ضعف البنية التحتية ودمارها في كثير من المناطق إلى تعقيد جهود الإغاثة. وقال يوسف النحاس، وهو من سكان سلقين في شمال غرب سوريا، في اتصال هاتفي «هناك كثير من الأشخاص تحت الأنقاض، ولا توجد معدات ثقيلة لانتشالهم وفرق المتطوعين غير قادرة على العمل بمعدات خفيفة». ولفت سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بأن الحكومة تعاني من «نقص في القدرات والعتاد»، وأرجع السبب في ذلك إلى الحرب الأهلية والعقوبات الغربية. وقال المصطفى بن لمليح منسق الأمم المتحدة المقيم المعني بالمساعدات في سوريا إن 10.9 مليون شخص تضرروا من الكارثة في محافظات حماة واللاذقية وإدلب وحلب وطرطوس بشمال غرب البلاد. ويقول مسؤولون أتراك إن نحو 13.5 مليون شخص تضرروا في منطقة تمتد على مسافة 450 كيلومتراً تقريباً، من أضنة في الغرب إلى ديار بكر في الشرق. وفي سوريا، لقي أشخاص حتفهم في مناطق تمتد حتى جنوب حماة على بعد 250 كيلومتراً من مركز الزلزال. وزار أردوغان، الذي أعلن حالة الطوارئ في عشرة أقاليم وأرسل قوات للمساعدة، كهرمان مرعش أمس الأول، وقال إنه كانت هناك مشاكل في الطرق والمطارات لكنّنا «أفضل حالاً اليوم».

مشاركة :