انتهى أسبوع مؤشرات الأسهم العالمية الأخير في شهر يناير/ كانون الثاني على غير ما انتهت إليه بقية الأسابيع حيث تحولت من الأحمر المرعب إلى الأخضر المرغوب الذي يثير المزيد من الأمل بعام أفضل. وكان شهر يناير قد شهد تقلبات أسفرت عن تراجع في أداء كافة المؤشرات على مدى ثلاثة أسابيع منها استمرار تراجع أسعار النفط والفوضى التي سادت الأسهم الصينية وتصاعد التوترات الجيوسياسية في العالم. إلا أن الأسبوع الماضي الذي انتهى على مكاسب لمعظم البورصات العالمية شهد حدثين مهمين هما ارتداد أسعار النفط بشكل لافت بعد تردد أنباء عن استعداد روسيا للجلوس مع منتجين آخرين للتوافق على خفض الإنتاج بنسبة 5%، وقرار البنك المركزي الياباني اعتماد معدلات أسعار فائدة سلبية. وكانت الأسهم الآسيوية قد بدأت تداولات الاثنين على ارتداد محققة بعض المكاسب في ظل ارتفاع أسعار النفط في تداولات الجولة الصباحية وهو ما لم تستفد منه الأسهم الأوروبية مساء لأن أسعار النفط لم تصمد حتى نهاية النهار ما أفقد الأسهم الأمريكية أيضاً قدرتها على التوازن لتنهي اليوم على تراجع. وبقي المستثمرون بانتظار بيانات الناتج الإجمالي للربع الأخير من عام 2015 واجتماع لجنة الأسواق المفتوحة الأربعاء. وتأثرت الأسهم الآسيوية الثلاثاء بما جرى في وول ستريت لتشهد موجة بيع فاقمت خسائر مؤشر شنغهاي الذي أنهى اليوم على خسارة بنسبة 6% وترنحت أسهم شركات النفط الكبرى ومنها سينوبك (5%). إلا أن ارتداد سعر النفط إلى ما فوق 30 دولاراً للبرميل منح الأسهم الأوروبية فرصة التقاط أنفاسها لتنهي على لا شيء. أما الأسهم الأمريكية فأغلقت على ارتفاع لنفس السبب. وبدأت الأسهم الآسيوية الأربعاء تداولاتها على ارتفاع بدفع من انتعاش الأسهم الأمريكية بتأثير النفط وأرباح الشركات، إلا أن مؤشر شنغهاي المركب أنهى على تراجع بنسبة 0.46% بعد صدور تقرير أرباح القطاع الصناعي الذي كشف عن تراجع بنسبة 4.7% على أساس سنوي. ولم تنجح الأسهم الأوروبية في الاستفادة مما يجري لتنهي على تراجع طفيف بلغ في مؤشر يوروستوكس 600 حوالي 0.1%. أما في وول ستريت فقد تراجعت الأسهم تحت ضغط التراجع في نمو الناتج الإجمالي المحلي للربع الأخير من عام 2015 والذي تراجع بنسبة0.7%. ولم تفلح الأسهم الصينية في الإفلات من البيئة التشاؤمية الخميس وأنهت على تراجع سجله مؤشر شينزين عند 4.2% في حين حققت الأسهم الأوروبية بعض الانتعاش وسط تحسن المزاج العام إثر صدور بيان الاحتياطي الفيدرالي الذي حافظ على أسعار الفائدة دون تغيير ووصف بالحمائمي. إلا أن المؤشرات العالمية ارتفعت بشكل لافت مساء الخميس ويوم الجمعة بعد الارتداد الذي سجلته أسعار النفط التي تجاوزت 34 دولاراً بعد التصريح الذي صدر عن وزير النفط الروسي بخصوص التوافق على خفض الإنتاج. وجاء قرار البنك المركزي الياباني ليمنح الأسهم مزيداً من الزخم لتنهي الأسبوع على المكاسب عدا مؤشر شنغهاي الذي استقر عند2737.60 نقطة فاقداً 6.14%. أما الأسهم الأمريكية التي استفادت من كافة العوامل الإيجابية التي طرأت نهاية الأسبوع فتجاوزت مكاسبها 2% يوم الجمعة وهو آخر يوم تداول في الشهر الأول من العام. وتصدر قائمة الرابحين مؤشر نيكي الياباني الذي عزز مكاسبه على خلفية موقف البنك المركزي وأنهى عند 17518.30 نقطة محققا مكاسب بلغت 3.3% أنعشت الآمال بنهاية سعيدة لتداولات يناير وانطلاقة أفضل للشهر الجديد. وسجل مؤشر فاينانشل تايمز مكاسب بلغت 3.11% منهيا على 6083.79 نقطة في حين لم ينجح مؤشر داكس في استكمال الخانة العشرية الواحدة منهياً عند 9798.11 نقطة بمكاسب بنسبة 0.3% فقط. ارتباط الأسهم بالنفط تزامن الشعور الإيجابي لدى المستثمرين خلال الأسبوع مع التحسن الذي طرأ على أسعار النفط بعد الارتباط الوثيق الذي ظهر بينها وبين أداء الأسهم العالمية على مدى العشرين يوما الماضية. وبلغت مكاسب برميل برنت خلال الأسبوع الماضي 5.9% لينهي عند 34.18 دولار. وبلغ الدولار أعلى مستوى له منذ بداية شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي وسجل مؤشر الدولار الذي يقيس قيمته مقابل سلة العملات الرئيسية ارتفاعاً بنسبة 1.2%. وبعد أن سجل الدولار أدنى مستوى له أمام الين الأسبوع الماضي عند 116 يناً عاد لينهي عند 121.68 ين بمكاسب بلغت 1.9%. وشهد الأسبوع الماضي تركيزاً واضحاً على السياسة النقدية الأمريكية بعد أن عقد المجلس أول اجتماع له بعد رفعه أسعار الفائدة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لكنه ترك أسعار الفائدة دون تغيير. وانعكس ذلك على سعر الدولار كما انعكس على العائد على سندات الخزانة حيث فقدت فئة السنوات العشر 6 نقاط وأنهى الأسبوع عند أدنى مستوى لها منذ أبريل/ نيسان منخفضاً إلى 1.92 %. أما الذهب الذي شهد تقلبات واضحة على مدار الأسبوع استطاع من خلالها تحقيق مزيد من المكاسب فقد أنهى على 1116 دولاراً للأونصة التي ارتفعت 18 دولاراً خلال أيام التداول الخمسة منها دولاران يوم الجمعة.
مشاركة :