وتعرّض الطفل موسى حميدي (ست سنوات) لإصابات في الرأس وفي يده، وبدت عيناه متورمتان. وقد لف المسعفون رأسه ويده اليمنى بضمادات بيضاء. التقى به مراسل وكالة فرانس برس بعد إخراجه من تحت الركام عند الساعة الثامنة صباحاً (06,00 بتوقيت غرينتش) إذ وقف مرتدياً سترة زهرية اللون أمام أكوام من الحجارة خلّفها الركام. ولا يزال المسعفون يبحثون عن باقي أفراد عائلة الطفل. وتم انتشال أحد أشقائه إلا أنه فارق الحياة. وجنديرس، البلدة الحدودية مع تركيا، طالها دمار هائل جراء الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا فجر الإثنين وأودى حتى الآن بحياة أكثر من 22300 شخص في البلدين، بينهم أكثر من 3300 في سوريا. ومنذ فجر الإثنين، ينهمك سكان ومسعفون في محافظات سورية عدة بالبحث عن ناجين تحت الأنقاض وسط إمكانات محدودة. ويعمل عناصر إنقاذ وسكان بأيديهم أو عبر استخدام معاول لاستحداث فتحات على أمل الوصول إلى أحياء، بينما يقف آخرون وهم يتفرّجون غير قادرين على القيام بشيء. ويُعد حميدي من الحالات الاستثنائية، كونه تم إخراجه في اليوم الخامس من عمليات البحث، فيما تعد الساعات الـ72 الأولى حاسمة للعثور على ناجين إذ يتم إنقاذ أكثر من تسعين بالمئة منهم في هذه المهلة، وفق خبراء. وفي تركيا، وبعد 105 ساعات من عمليات البحث، أخرج المسعفون ستة أشخاص، بينهم أربعة أطفال، على قيد الحياة من تحت الأنقاض.
مشاركة :