الأنشطة العقلية الصعبة تحسن الذاكرة

  • 1/31/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أظهرت أدمغة الأفراد الذين شاركوا في أنشطة عقلية صعبة نشاطاً كبيراً. ويقول أطباء الأعصاب، إن أحد أكبر التحديات المرتبطة بالأعداد المتزايدة للبالغين هو كيفية الحفاظ على عقل صحي عند الشيخوخة، إذ إن القيام بنشاط عقلي جديد وصعب مثل التصوير الرقمي قد يساعد في الحفاظ على حيوية الإدراك. وتشير أدلة حديثة أن الانخراط في أنشطة الحياة الممتعة يرتبط مع حيوية الإدراك، ومع ذلك، فإن الآلية الكامنة وراءها قد أساؤوا فهمها. الباحثون في جامعة تكساس بدالاس اقترحوا أن المهام الوحيدة التي تتضمن التحدي، والجهد العقلي المتواصل من شأنها أن تقوي الوظيفة الإدراكية. قارن الكاتب د. دنيس بارك والمؤلف د. إيان ماكدونا التغيرات في نشاط الدماغ لـ 39 شخصاً من كبار السن بعد أدائهم لأنشطة صعبة للغاية تطلب تعلم الجديد وبذل جهد عقلي مستمر مقارنة مع الأنشطة الأقل صعوبة التي لا تتطلب التعلم الفعال، فجميع المشاركين خضعوا لمجموعة من الاختبارات الإدراكية ومسح للدماغ باستخدام الرنين المغناطيسي، وهي تكنولوجيا التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يقيس نشاط الدماغ عن طريق الكشف عن التغيرات المرتبطة بتدفق الدم. تم توزيع المشاركين عشوائيا إلى مستويات بمهام صعبة للغاية ومهام أقل صعوبة ومجموعات للعلاج البديل حيث قضت المجموعة المكلفة بأداء المهام الصعبة للغاية ما لا يقل عن 15 ساعة في الأسبوع لمدة 14 أسبوعاً، واستطاعوا تعلم مهارات أكثر صعوبة تدريجياً في التصوير الرقمي أو حل الكلمات المتقاطعة. كان يجتمع الفريق المكلف بأداء المهام الأقل صعوبة لمدة 15 ساعة في الأسبوع ليلتقوا وينخرطوا في الأنشطة المتعلقة بموضوعات مثل السفر والطبخ مع عدم وجود عنصر التعلم الفعال، أما مجموعة العلاج البديل فقد شاركت في المهام الإدراكية مثل الاستماع للموسيقى، وممارسة الألعاب البسيطة، أو مشاهدة الأفلام الكلاسيكية، حيث تم اختبار جميع المشاركين قبل وبعد فترة الـ 14 أسبوعاً، ومن ثم أعيد اختبار مجموعة فرعية بعد ذلك بعام. أظهرت المجموعة المكلفة بأداء المهام الصعبة ذاكرة أفضل بعد التدخل وزيادة قدرة على تعديل نشاط الدماغ بشكل أكثر كفاءة في معرفة معاني الكلمات الصعبة في المنطقة الأمامية والوسطى والزمانية الجانبية، والمناطق الجدارية لقشرة الدماغ. فهذه هي مناطق الدماغ المرتبطة بالاهتمام والمعالجة الدلالية، حيث عززت بعض هذه الأنشطة الدماغ في وقت لاحق من العام، و تجلى ذلك في زيادة الكفاءة العصبية في معرفة معاني الكلمات من قبل المشاركين، حيث تبين انخفاض نشاط الدماغ عندما كانت معرفة معاني الكلمات سهلة وعندما تصبح معرفة الكلمات صعبة كان يزداد نشاط الدماغ. وأظهرت النتائج أن الأنشطة التي يحتاجها العقل قد تكون عصابية، ومن العناصر المهمة التي تحافظ على سلامة الدماغ في أواخر مرحلة البلوغ. وأوضح كبير معدي الدراسة د. دينيس سي بارك من مركز طول العمر الحيوي، في كلية العلوم السلوكية والدماغ بجامعة تكساس في دالاس أن النتائج الحالية تقدم بعض الأدلة التجريبية الأولية بأن الأنشطة العقلية الصعبة و الأنشطة الترفيهية يمكن أن تغير في وظائف المخ، ويمكن للتدخلات أن تستعيد مستويات النشاط الدماغي لتعمل بنفس مستوى النشاط لدى الشباب، ومع ذلك، نود إجراء دراسات أكبر من ذلك بكثير لتحديد عالمية هذا التأثير، وفهم الذين سيستفيدون أكثر من مثل هذا التدخل. وقال د. إيان ماكدونا، الأستاذ مساعد في علم النفس بجامعة ألاباما، وهوأول مؤلف لهذه الدراسة: توضح هذه الدراسة أن تعزيز الكفاءة العصبية نتيجة مباشرة للمشاركة في بيئة تعلم مطلوبة. وأضاف د. دينيس بارك: على الرغم من أن هناك ما هو أكثر من ذلك بكثير مما يمكن تعلمه إلا أننا متفائلون بحذر بأن الانخفاض في مستوى الإدراك المرتبط بالعمر يمكن إبطاؤه أو حتى استعادته جزئياً إذا قام الأفراد بأداء المهام العقلية الصعبة باستمرار.

مشاركة :