احتفت الهيئة الملكية لمحافظة العلا أمس، بيوم النمر العربي، وتهدف إلى تسليط الضوء على المخاطر التي تواجهها النمور العربية، بعد أن تقلصت أعدادها بسبب الصيد الجائر في أوائل التسعينيات، الأمر الذي أدى إلى انحسار أعدادها، إضافة إلى غياب الفرائس التي تتغذى عليها في موائلها الطبيعية. وتنوعت الفعاليات التي تحتفي بيوم النمر العربي، وذلك من خلال تنظيم معرض خاص بالنمر العربي بوادي عشار في محافظة العلا، إضافة إلى مسار النمر العربي في محمية شرعان الطبيعية وبعض الأنشطة التي تتعلق بالنمر العربي. ويأتي الاحتفاء بيوم النمر العربي، وفقا لقرار مجلس الوزراء الذي حدد العاشر من شباط (فبراير) من كل عام يوما للنمر العربي، لنشر الوعي بالحفاظ على النمر العربي من الانقراض، والتعريف بأهداف صندوق النمر العربي. ويعد النمر العربي أحد أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض في العالم، حيث لا تتجاوز أعداده اليوم 200 نمر، نتيجة فقدان موائلها الطبيعية والصيد الجائر على مدى الأعوام الماضية. وتشمل استراتيجية الهيئة الملكية لمحافظة العلا، مجموعة متنوعة من المبادرات، بما في ذلك التوسع في برنامج الإكثار، إلى جانب إنشاء "صندوق النمر العربي" الذي خصصت له الهيئة الملكية 25 مليون دولار، ووقعت الهيئة كذلك عددا من الشراكات، منها: الشراكة مع الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، شراكة مع منظمة "بانثيرا"، وكذلك مع منظمة "كاتموسفير". وتهدف الهيئة الملكية من خلال استراتيجيتها إلى الحفاظ على النمر العربي وحمايته من الانقراض، بهدف إعادة تأهيل النظم البيئية، تحقيقا لمستهدفات رؤية المملكة 2030، كذلك تأهيل البيئة الطبيعية مع ما يتماشى مع الأهداف الوطنية، ومن ذلك مبادرة "السعودية الخضراء". وتمضي الهيئة الملكية لمحافظة العلا قدما في تحقيق استراتيجيتها الخاصة بالنمر العربي، التي تشمل جوانب مجتمعية متعددة، منها تدريب عدد من أبناء وبنات الوطن في العلا على مهام تدعم صون المحميات الطبيعية. من جهتها، قالت الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، سفيرة المملكة لدى أمريكا ومؤسسة منظمة كاتموسفير للحفاظ على القطط البرية: "إن المبادرة العالمية ليوم النمر العربي تساعد على جذب انتباه العالم إلى هذه القطط الجميلة التي توشك على الانقراض، وهنا تكمن أهمية تركيز جهود الحماية الهادفة إلى إنشاء بيئة آمنة ومناسبة تماما، حتى يتمكن النمر العربي من الازدهار وزيادة أعداده ويظل مع الأجيال القادمة في الطبيعة". وعن جهود المملكة في الحفاظ على النمر العربي، صرح المهندس عمرو المدني الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا: إن الاهتمام بالنمر العربي يعود إلى الحرص الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بأهمية الحفاظ على التوازن البيئي الطبيعي في المملكة، ولذلك نعمل في الهيئة الملكية لمحافظة العلا على مجموعة متنوعة من المبادرات تشمل التوسع في برنامج الإكثار عبر افتتاح مركز النمر العربي وفق أعلى المعايير الدولية بمحمية "شرعان" الطبيعية في العلا، إلى جانب إنشاء صندوق النمر العربي الذي خصصت له الهيئة الملكية 25 مليون دولار. وتعد العلا موطنا أصليا عبر التاريخ للنمر العربي، حيث تعكس ذلك النقوش الصخرية في مواقع متعددة في المحافظة، وينعكس جليا في مرتكزات استراتيجية الهيئة العناية بالبيئة والطبيعة، والعناية بالتراث والآثار، ما يجعل العلا أكبر متحف حي في العالم. الجدير بالذكر، أن الهيئة الملكية لمحافظة العلا أعلنت عن ولادة «أنثى» جديدة من النمر العربي بتاريخ 23 نيسان (أبريل) لتنضم إلى مجموعة النمور العربية ضمن برنامج الإكثار في مركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية، الذي يهدف إلى إنقاذ هذا النوع المهدد بالانقراض، حيث لا تزيد أعداده اليوم على 200 نمر.
مشاركة :